شهر رجب الأصبّ وعلاقته بالإمام الحسين(عليه السلام)..

عن الإمام الصّادق(صلوات الله وسلامه عليه) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (رجبُ شهر الاستغفار لأمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنّه غفورٌ رحيم، ويسمّى الرجب الأصبّ لأنّ الرّحمة على أمّتي تصبّ صبّاً فيه، فاستكثروا من قول: "اَسْتَغْفِرُ اللهَ وَاَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ").
وهو من مواسم الدعاء وشهرٌ مليءٌ بالأعمال والبركات، فقد ورد عن المعصومين(عليهم السلام) الكثير من فضل صيامه وقيامه فهو شهرُ الله الكبير وشهرُ أمير المؤمنين علي بن أبي طاب(عليه السلام)، كما أنّ شهرَ شعبان هو شهرُ رسول الله محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) وأنّ شهر رمضان هو شهر الله جَلّ جلاله.
ولهذا الشهر المبارك علقةٌ خاصة مع الإمام الحسين(عليه السلام) وأصبح محطّةً لزائريه من أجل تجديد العهد معه، ففيه زيارتان إحداهما مطلقة في الأول من شهر رجب والأخرى مخصوصة في النصف منه، وهذا ما زاد من بركته وعظمته، فعن الإمام الصادق(عليه السلام) قال: (من زار الحُسَين صلوات الله عليه في أوّل يومٍ من رجب غَفَرَ اللهُ له البتّة). لذا فإنّ في هذا الشهر المبارك أفضل الزيارات للإمام الحسين(عليه السلام).
وقد دأب محبّو وأتباعُ أهل البيت(عليهم السلام) أن يستقبلوا شهر رجب الأصبّ عند ضريحي سيّد الشهداء وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) عملاً بهذه السنّة المؤكّدة، والتي تُصادف أيضاً ذكرى ولاداتٍ مباركة وهي ولادة الإمام الباقر وليلة مولد الإمام الهادي(عليهما السلام) فقد اكتظّت العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية وساحة ما بين الحرمين الشريفين والطريق المؤدّية إليهما بالزائرين الوافدين من مختلف محافظات العراق فضلاً عن الزائرين العرب والأجانب لإحياء زيارة الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام) في الأوّل من رجب الأصبّ.
وقد لهجت ألسن الزائرين بالدعاء الى الله العليّ القدير أن يمنّ بالأمن والأمان على العراق والعراقيّين وأن يرجع كيد الظالمين من الدواعش وكلّ من يريد بهذا الوطن سوءً الى نحره، وأن ينصر قوّاتنا الأمنية والحشد الشعبيّ ويثبّت أقدامهم ويزلل الأرض تحت أقدام أعدائهم.
من الجدير بالذكر شرعت العتبةُ العباسية المقدّسة بجميع أقسامها الخدمية والأمنية إلى توفير وتقديم أفضل الخدمات ضمن الإمكانيات المتاحة للزائرين الوافدين إلى العتبات المقدّسة في كربلاء المقدّسة.