قالت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية التابعة للعتبة العباسية المقدسة السيدة بشرى الكناني أنّ السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي الأنموذج الأكمل للمرأة.
جاء ذلك في كلمتها خلال المؤتمر العلمي لمهرجان روح النبوة النسوي السابع الذي يُقام تحت شعار (فاطمة الزهراء -عليها السلام- مجمع النورين النبوّة والإمامة)، وبعنوان "سيرة النور فاطمة الزهراء (عليها السلام) من أبيها إلى بنيها".
relatedinner
وأدناه نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
من أم كان البارئ يقرؤها السلام ووالد هو القائل الأوّل:
أُشتقت فاطمة نورًا محدقًا بالعرش تجلى لأهل هذه الأرض في العشرين من جمادى الآخرة بعد المبعث الشريف بأعوام.
ولدت ْفاطمة، لتفطم العباد على محبتها، وتملئ مشكاة الأرض بنورها، راضية مرضية حوراء أنسية فكانت كوثر القرآن في إعجازه، وآيات الرحمن في قرآنه، فاطمة مطلع المجد ومشرق الكمال:
والـمجد يشـرق من ثـلاث مطالـع
مِن مهـد فاطـمة فما أعـلاها
هي بنت من؟ هي زوج من؟ هي أمّ من؟
من ذا يُداني في الفـخار أباها
هـي ومضة من نور عين المصطفى
هادي الشعـوب إذا تـروم هداها
وقد اختصنا الله بكوثرها العذب، لنقيم مواسم المحبة والولاء ونجدد العهد في كل عام لنا عند ذكرى ميلادها موعد.
من فيض فاطمة تنهل البشرية قيم السماء وتعاليم الدين السمحة.. تلك المرأة التي هي الأنموذج الأكمل، إذ اختصتهم الرحمة الإلهية ووفاق فضلهم دون النساء إلا أربع، كانت الزهراء غرتهن وجوهرة التاج ودستور العفاف، ودرة صدف الفخار، من تلك النحيلة التي أنهكها الصيام، كانت نساء الأنصار وزوجات النبي يحففن بهالتها القدسية تستنير أبصارهن بنور وجهها المزهر تلك التي قيل فيها إنّها حين تقوم في محرابها تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، فاطمة العفة التي اختطت دروب الانفتاح، فاطمة المرأة المثلى رغم الجراح، وهي تتجلى بأحكام الدين وقوانين الله مطالبة بحق سُلب وحق سيُسلب، من وحيها عرفت نساء المسلمين حدود الله، وببيانها رسمت العلامات الفارقة بين الحق وما يوهم بأنّه حق من الباطل، حيث بان الاختلاف وكثُرت اجتهادات أهل الأرض بأحكام النصّ الإلهي الملزم، فكان صوتها يدعو للحقيقة، وخطابها يهدي إلى الحق في زمن لم توق فيه الأنفس الشح، فمالت الناس من حق إلى باطل رأي العين.
ولبنات أمّ البنين الوفية بنات أبي الفضل العباس الكافل والساقي والعميد، موقف عز وفخر وإباء، في كل عام يجري روح النبوة في الضمائر الحية والقلوب الواعية التي تأتلف عند أعتاب القمر، لتحتفي بذكرى مولد النور من النور، وبالنظر إلى ما يجري من حولنا من أحداث جسيمة بذلت فيها أمة الزهراء والصفوة المخلصة، الذين اصطفاهم الله تعالى لمحبة أهل بيته وإعلاء كلمة الحق الإلهي بذلوا الغالي والنفيس ليقفوا موقفًا مشرفًا بوجه أعداء الحق، حيث مضت جحافل الشهداء من باب فاطمة وهي ترتقي وتنشد:
هي فاطم أم وعنا لم ولن تغـضي
وشبابنا من بابها نحو الوغى تمضي
وبـظلّها نسـتخلف الأحلام والأيتام
وعلى اسمها نمضي لننصر غربة الإسلام
نفدي وأن الموت أولى من ركـوب العار
في درب فاطمة الشهـيدة أول الثـوّار
فتحيةٌ وسلامٌ لكل قطرة دمٍ سالت على نهج الحق الإلهي، الذي ثبّت دعائمه ورسّخ قيمه وأحكامه الرسول المصطفى (صلوات الله عليه وعلى ابنته الصديقة فاطمة وبنيها، وإنّ ما لا يدرك كله لا يترك جُله، فقد كانت نسخة هذا العام مختصرة بالنافذة العلمية البحثية، على أمل أن نلتقي مجددًا تحت خيمة أبي الفضل العباس ببريقه الأسمى وجوده الأكفى، لينشر عبق الجود على محبيه في قابل الأعوام، فتكون تلك راية النصر والبهجة والحق والبصيرة التي نادت بها مولاتنا سيدة النساء (عليها السلام) وعلى أبنائها الشرفاء والأئمة الهداة، في ظروف أفضل مما نعيشه اليوم، إذ يتيسر التنقل الدولي لتحظى بنات الرسالة بدار القرب ومحل الرضا من آل محمد (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين).
فحيا الله من حلّ في دار الكفيل وحوضه، وقصد الزهو الفاطمي الخالد، وتقبّل الله منا ومنكم حب فاطمة في يوم مولدها، وسلام عليها يوم وُلدت ويوم استُشهدت ويوم ترجع في زمن الحق والسلام.