الى

اختتامُ فعاليات المهرجان الثقافيّ السنويّ الثامن لولادة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)..

حفل الختام
اختُتِمَت مساء يوم السبت (16رمضان 1436هـ) الموافق لـ(3تموز 2015م) وفي مبنى ديوان الوقف الشيعيّ في محافظة بابل فعالياتُ المهرجان الثقافيّ السنويّ الثامن لولادة كريم أهل البيت الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام) الذي أقامه أهالي مدينة الحلّة برعاية الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية تحت شعار: (الإمام الحسن المجتبى معزّ المؤمنين ونبراس المجاهدين).
واستُهِلَّ حفلُ الختام الذي بدأ في الساعة السادسة عصر يوم السبت بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم للمقرئ الشيخ محسن الرماحي، بعدها جاءت محاضرة للأستاذ الدكتور سالم جاري حملت عنوان (أهل البيت "عليهم السلام" في القرآن الكريم) حيث أكّد فيها: "إنّ المتتبّع للقرآن الكريم يجد الكثير من الإشارات التي تدلّ على فضائل أهل البيت(عليهم السلام)، وما هذا إلّا لمهمّةٍ عظيمة قد جعلها الله سبحانه وتعالى لأهل البيت(عليهم السلام)، ويتبيّن هذا في تأكيد الروايات والدلالات على التلازم بين الثقلين القرآن والعترة".
كما تطرّق في محاضرته لتبيان الفرق بين لفظين وردا في الآيات الكريمات وهما (القرآن والكتاب)، طارحاً أسئلةً، هل القرآن هو الكتاب؟ مستشهداً بالآيتين: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ) و (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، حيث بيّن أنّها من جهةٍ مترادفان فالقرآن هو الكتاب والكتاب هو القرآن، أمّا من جهةٍ أخرى فللكتاب خصوصيةٌ قد لا تكون في القرآن، ولذلك أنّ الكتاب يشار به إلى القرآن ومفاهيم القرآن، مستشهداً ومستدلّاً بعددٍ من الآيات القرآنية.
بعدها جاء تكريمٌ لمعلّمي ومعلّمات الصفّ الأوّل الابتدائي المتميّزين في مدينة الحلّة وكذلك تكريم الطلبة الأوائل للصف السادس الابتدائي.
بعدها أوقفت فعالياتُ حفل الختام من أجل الإفطار وصلاة العشاءين لتُستأنَفَ بعدها بمحاضرةٍ دينية للسيد محمد علي الحلو تناول فيها الأمور التاريخية عن هدنة الإمام الحسن(عليه السلام) مع معاوية، والإشكاليات والاشتباهات التاريخية التي وقع فيها المؤرّخون في هذا المشروع الحسنيّ الذي حفظ للمؤمنين عزّتهم.
حيث أكّد: "إذا أردنا أن نبحث في مشروع الإمام الحسن(عليه السلام) فلابُدّ من البحث أوّلاً في قضية انتقال عاصمة الخلافة من المدينة المنوّرة إلى الكوفة في زمن الإمام علي(عليه السلام)، وما هي أسباب اختيار الكوفة دون باقي المدن في ذلك الوقت، وهذا الأمر لابُدّ منه حتى تُزال الكثير من الإشكالات التي تواجهنا خلال البحث في المشروع النهضويّ للإمام الحسن(عليه السلام)".
مُوضّحاً: "يمكن أن نجمل الأمور التالية التي جعلت الإمام عليّاً(عليه السلام) يختار الكوفة كعاصمةٍ للخلافة بدلاً من المدينة التي شهدت الكثير من الإشكاليات والنزاعات بعد وفاة الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله):
1- إنّ أغلب الجيش الذي قاتل مع الإمام(عليه السلام) في حربه ضدّ الناكثين هم كانوا من أهل الكوفة، وهذه النهضة ونصرة الإمام في حربه كانت نقطة تحوّل في أن تكون هي المرشّحة لتكونَ عاصمة الخلافة وانطلاق المشروع الإصلاحي للأمّة الإسلامية.
2- المجتمع الكوفيّ كان مجتمعاً متحضّراً متنوّعاً وخليطاً ثقافيّاً غير قبلي، إضافةً إلى أنّ سبعين بدرياً قد هاجروا إلى الكوفة ونشروا فيها العلوم، ما جعل مجتمعها مؤهّلاً لطرح مشروعٍ فكري يقوّم الأمّة الإسلامية.
3- مدينة الكوفة كانت تعدّ من المدن الصناعية المتقدّمة في تلك الحقبة.
4- وجود طبقة من غير العرب في الكوفة كانوا يعانون من التعامل الطبقيّ فجاء الإمام(عليه السلام) ليرفع عنهم هذا الحيف فكانوا من الموالين إليه.
وقد شهدت المحاضراتُ مداخلاتٍ عديدة من الحضور وتناولت محاور عديدة تناولت جميعها صاحب الذكرى الإمام الحسن المجتبى(عليه السلام)، ليكون الختامُ مع توزيع جوائز تقديرية على عددٍ من الشخصيات الدينية والأكاديمية والعلمية والإعلامية التي ساهمت في إنجاح هذا المهرجان.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: