الى

بالصور:أعمال الطلاء بالمينا والذهب للشبّاك الجديد لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام) تُشارف على الانتهاء..

جانب من الأعمال
من أعمال الإنهاءات التي يشهدها الشبّاك الجديد لأبي الفضل العباس(عليه السلام) وأوشكت أن تنتهي هي أعمال الطلاء بالمينا والذهب، وتشمل الأشرطة الكتابية العلوية (الكتائب) بكافّة تفاصيلها وأجزائها وتضمّ الكتيبة الشعرية التي تعتلي مشبّكات الشبّاك (الدهنات) والكتيبة القرآنية التي تعتلي الأفريز الزخرفيّ الذهبيّ، ممّا ولّد مزيجاً من جماليات الخطّ العربيّ والزخارف الإسلاميّة النباتيّة التي ارتسمت على هذه الكتائب، فكانت غايةً في الروعة والإبداع، حيث وجدت لها مكاناً في الواجهة الخارجية لشبّاك أبي الفضل العبّاس(عليه السلام).

وقد أبدعت الكوادرُ العاملةُ في هذا المشروع من خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام) وأوجدت حالةً من التزاوج بين الطّلاء ومعدن النحاس ممّا صنع لوحةً طغى عليها الجمال والإبداع.

فبعد أن تمّ الانتهاء من صناعة هذه الأشرطة الكتابيّة (الكتيبة القرآنية والكتيبة الشعرية) بوشر بأعمال الطلاء (بالذهب والمينا) ونُفِّذَت نقوشُها وكتاباتُها على نحوٍ دقيق ومثاليّ لتتحوّل الخطوط المرسومة ونقوشاتُها إلى عناصر تشكيليّة من أجل استيعاب الصورة النهائية لها وإخراجها النور، وهذا يتطلّب مهارةً فائقة ودقّة عالية بحيث لا تعوق تلك الزخارف، وهذا ما أجادت به الكوادر العامل في صناعة الشبّاك الشريف.

والطلاء بالمينا هو عمليّة تغطية مساحات من المعادن بهذه المادّة لتتحوّل بعد معالجتها حرارياً الى طبقةٍ زجاجيّة صلبة تقاوم الخدش والحرارة وعوامل أخرى.

وتمرّ العمليّةُ بمراحل متعدّدة فبعد أن تمّت أعمال صناعة الأشرطة الكتابيّة التي صُنعت من معدن النحاس وُضِعَت عليها مادّة المينا لتوضع بعد ذلك في أفران حرارية خاصّة أُعدّت لهذا الغرض، وتصل درجات حرارتها الى أكثر من (1,000) درجة مئوية في بعض الحالات، وبما يتلاءم مع كلّ قطعةٍ وسُمْكها وكمّية الطلاء عليها، ويتمّ بعد ذلك تخليصُها من الشوائب وغيرها لتُختتم بطلائها بالذهب وفقاً لنسبٍ معيّنة وحسب الأماكن والمواضع التي توضع فيها بطريقةٍ فنّية تجعل من كلّ قطعةٍ من القطع لوحةً رائعةً وغاية في التجانس من حيث ألوانها.

يُذكر أنّ الشبّاك الشريف يتألّف من ثلاثة أشرطة كتابيّة تقع في الجزء العلويّ منه وهي كما يلي:

كتيبةٌ شعريّة تعتلي مشبّكات الشبّاك (الدهنات) مصنوعةٌ من النحاس وتُطلى بالذهب والمينا. أمّا الكتيبة الثانية فهي تقع فوق الكتيبة الشعرية –آنفة الذكر- لكنّها تتقدّم عليها بمسافةٍ قليلةٍ وهي مصنوعةٌ من النحاس كذلك وتُطلى بالذهب فقط وسيتمّ تناولُها في موضوعٍ منفصل لمعرفة تفاصيل أكثر عنها.

أمّا الكتيبةُ الثالثة فهي كتيبةٌ قرآنية تعتلي الأفريز الزخرفيّ الذهبيّ مصنوعةٌ من النحاس أيضاً لكنّها ستُطلى بالذهب والمينا، وإنّ جميع هذه الأشرطة الكتابية (الكتيبتين القرآنيّتين والأخرى الشعرية) روعيت فيها جماليّةُ الخطّ العربي البعيد عن التراكب، وقد مرّت بعدّة مراحل وصولاً الى شكلها النهائيّ بعد أخذ القياسات اللازمة لها والخطوط الخاصّة بها، وقد تمّ كلّ ذلك في ورشٍ خاصّة داخل مصنع شبابيك الأضرحة في العتبة العبّاسية المقدّسة وبمعايير ونسب خلط قياسيّة خاصّة ودقيقة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: