الى

بالصّور: مواكبُ العزاء تستذكر أنصار الإمام الحسين(عليه السلام) وشيخهم المقدام حبيب بن مظاهر الأسدي -صلوات الله عليهم اجمعين-..

إنّ شأن ومكانة أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام) عظيمة وجليلة فقد بقي هؤلاء الأصحاب الأوفياء الذين لم ولن يلد الزمانُ مثلهم رمزاً للعطاء وعنواناً للفداء في كلّ زمانٍ ومكان، فهم الأبرارُ الأخيار الذين جاء وَصْفُهم على لسان إمامهم الحسين(عليه السلام) إذ يقول: (فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي، ولا أهلَ بيتٍ أبرّ ولا أوصلَ من أهل بيتي).

ومن هذا المنطلق فقد أفردت مواكبُ العزاء الكربلائيّة كعُرْفٍ حسينيّ منذ مئات السنين يوماً وليلةً خاصّة بأنصار الإمام الحسين(عليه السلام) وشيخهم المقدام حبيب بن مظاهر الأسدي(صلوات الله عليهم أجمعين) وهي ليلةُ اليوم السادس من شهر محرّم الحرام ونهاره، فتصدح الحناجرُ وتُنظَمُ القصائدُ وتُلطَمُ الصدور وتُقرع طبولُ المواكب مستذكرةً وقفة الثلّة المؤمنة التي وقفت مع الحقّ ضدّ الباطل.

هؤلاء الأنصار قد ضربوا مثلاً في الشجاعة لا يرقى إليه أحد، وهناك كلامٌ كثيرٌ يُمكن قوله في وصف هؤلاء اللّيوث، كما يُمكن استلهام حقيقة تلك الشخصيات من لسان العدوّ، فقد قيل لرجلٍ شهد يومَ الطفّ مع عمر بن سعد: ويحك أقتلتُمْ ذرّية رسول الله(صلّى الله عليه وآله)؟!! فقال: (عضضتَ بالجندل، أما إنّك لو شهدت ما شهدنا لفعلتَ ما فعلنا، ثارت علينا عصابةٌ أيديها على مقابض سيوفها، كالأسود الضارية، تحطّم الفرسان يميناً وشمالاً، تُلقي نفسها على الموت، لا تقبل الأمان ولا ترغب بالمال، ولا يحول حائلٌ بينها وبين المنيّة أو الاستيلاء على المُلْك، فلو كفَفْنا عنها رويداً لأتتْ على نفوس العسكر بحذافيرها، فما كنّا فاعلين -لا أمّ لك-).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: