الى

لماذا توسّمت ليلة ويوم السابع من محرّم الحرام باسم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)..

لقد تعارف عند محبّي وأتباع أهل البيت(عليهم السلام) وبالأخصّ في العراق مركز إحياء مراسيم عزاء الإمام الحسين(عليه السلام) أن تُقسم أيّام العزاء العاشورائي الى ليالي وأيّام تُخصّص لشخصيّةٍ بارزة من شخصيّات معركة الطفّ الخالدة، وذلك من أجل تسليط الضوء أكثر على مصيبة سيّد الشهداء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، تلك المصيبة التي عظمت في السماوات على جميع أهل السماوات والأرض، وإلّا فهي حدثت في يومٍ واحد بل في جزءٍ من نهار يوم العاشر من محرّم الحرام سنة (61) للهجرة.

فاقترنت ليلة ويوم السابع من محرّم الحرام بأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وذلك وفقاً لما ذُكر في الروايات من أنّه في اليوم السابع من شهر محرّم الحرام سنة (61هـ) أُنيطت بأبي الفضل العبّاس مع بعض خاصّة أصحاب الحسين(عليه السلام) مهمّة اقتحام نهر الفرات (العلقمي) عنوةً وإزاحة جموع الأعداء منه لجلب الماء إلى الحسين(عليه السلام) وأهل بيته وأصحابه المتواجدين داخل المخيّم، وقد أخذوا معهم (20) قربةً لملئها منه وإرواء عطشهم الذي أخذ منهم كلّ مأخذ.

حيث جاء في أخبار السير أنّه لمّا اشتدّ العطش بالإمام الحسين(عليه السلام) وأصحابه دعا أخاه العبّاس(سلام الله عليه) وضمّ إليه ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً وبعث معهم عشرين قربة في جوف اللّيل حتى دنوا من الفرات وقد تقدّمهم نافع بن هلال المراديّ وهو من أفذاذ أصحاب الإمام الحسين، فاستقبله عمرو بن الحجّاج الزبيدي وهو من مجرمي حرب كربلاء، وقد عُهِدت إليه حراسة الفرات فقال لنافع: ما الذي جاء بك؟. فقال: جئنا لنشرب الماء الذي حلأتمونا عنه –أي منعتمونا وحرمتمونا منه-. فقال: اشربْ هنيئاً. فأجاب: أأشرب والحسين عطشان، ومَنْ ترى من أصحابه؟! فقال له: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنّما وُضِعنا بهذا المكان لمنعهم عن الماء.

ولم يُعنَ به الأبطال من أصحاب الإِمام الحسين(عليه السلام)، وسخروا من كلامه فاقتحموا الفرات ليملأوا قِرَبَهم منه، فثار في وجههم عمرو بن الحجّاج ومعه مفرزةٌ من جنوده، والتحم معهم بطلُ كربلاء أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) ونافع بن هلال، ودارت بينهم معركة إلّا أنّه لم يُقتَلْ فيها أحدٌ من الجانبين، وعاد أصحاب الإمام بقيادة أبي الفضل(عليه السلام) وقد ملأوا قربهم من الماء.

وقد مُنِحَ أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) منذ ذلك اليوم لقب "السقّاء" وهو من أشهر ألقابه وأكثرها ذيوعاً وشيوعاً بين الناس، كما أنّه من أحبّ الألقاب وأعزّها الى نفسه.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: