الى

ولادةُ الإمام الحسين(عليه السلام) نورٌ شعّ في سماء الإمامة وعيدٌ تبرّكت به الملائكةُ في الأفلاك..

مع ميلاد الإمام الحسين(عليه السلام) تنبثق من الأفئدة العطشى نداءات (وا حسيناه) متطّلعةً الى الرّواء الذي ما انفكّ يصبّ في ثنايا الرّوح معاني الخصب الولائيّ أبد الدهور..
ففي اليوم الثالث من شهر شعبان المعظّم من السنة الثالثة للهجرة شعّ نورُ ولادة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب(عليهم السلام) وامتزج يوم ولادته بفرح الولادة وحزن الشهادة، حينما نزل جبرائيل مبشّراً بولادته جدّه النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) ومعزّياً له في نفس الوقت.
وُلد الإمامُ(عليه السلام) في المدينة المنوّرة في بيت أبويه، المجاور لدار الرسول(صلّى الله عليه واَله)، وسط المسجد النبويّ الشريف الذي هو من أشرف وأطهر بقاع الأرض، وترعرع في حجر جدّه رسول الله(صلّى الله عليه وآله) فاكتسب منه المكارم والشجاعة والفضل حتّى عُرف (عليه السلام) بالخِلْقة واللّونِ، ويقتسمُ الشَبَهَ بجدّه(صلّى الله عليه وآله) مع أخيه الإمام الحَسَن(عليه السلام).
فقد صلّى رسول الله(صلى الله عليه وآله) ركعتين شكراً لله عند ولادة الحسين(عليه السلام) بعد المغرب ومن ثمّ عقّ عنه(صلى الله عليه وآله) في اليوم السابع من عمره.
وروى الشيخ الطوسي(رحمه الله) وغيره بأسانيد معتبرة عن الإمام الرضا(عليه السلام) أنّه قال: (...قالت أسماء: فلمّا ولدت فاطمة الحسين(عليه السلام) نفّستها به، فجاءني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هلمِّ ابني يا أسماء، فدفعتُه إليه في خرقةٍ بيضاء، ففعل به كما فعل بالحسن(عليه السلام). ثمّ قالت: وبكى رسول الله(صلّى الله عليه وآله) ثمّ قال: إنّه سيكون لك حديث، اللهمّ العنْ قاتله، لا تُعلِمِي فاطمة بذلك»، فقالت أسماء: فلمّا كان في يوم سابعه جاءني النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هلمّي ابني. فأتيتُه به، فعقّ عنه كبشاً أملح، وأعطى القابلة الورك ورجلاً، وحَلَق رأسه وتصدّق بوزنه ورقاً (فضّة)، وخلق رأسه بالخلوق، ثمّ وضعه في حجره، ثمّ قال: يا أبا عبد الله عزيزٌ عليَّ (مقتلك)، ثمّ بكى، فقالت: بأبي أنت وأمّي فعلت هذا في اليوم وفي اليوم الأوّل فما هو؟ قال: أبكي على ابني تقتله فئةٌ باغية كافرة من بني أميّة لعنهم الله ولا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة، يقتله رجلٌ يثلم الدين، ويكفر بالله العظيم، ثمّ قال: اللهم إنّي أسألك فيهما (الحسن والحسين عليهما السلام) ما سألك إبراهيم في ذرّيته، اللهمّ أحبّهما وأحبّ من يحبّهما والعنْ من يبغضهما ملء السماء والأرض).
وروى الشيخ الكليني في الكافي عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: (لم يرضع الحسين من فاطمة(عليها السلام) ولا من أنثى، كان يؤتى به الى النبيّ(صلى الله عليه وآله) فيضع إبهامه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه ليومين وثلاثة، فنبت لحم الحسين(عليه السلام) من لحم رسول الله ودمه(صلى الله عليه وآله)، ولم يولد لستّة أشهر إلّا عيسى بن مريم والحسين بن علي(عليهما السلام)).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: