الى

لماذا اختصت ليلة السابع من محرم ويومه بأبي الفضل العباس (عليه السلام)؟

إن أيام العشرة الأولى ولياليها من محرم الحرام - كما أسلفنا - قد تم تقسيمها على شخصيات كان لها أثر واضح ومواقف خالدة في نصرة ابي عبد الله الحسين(عليه السلام) في ملحمة الطف الخالدة، سطرها التاريخ بأحرف من نور، فارتقوا الى آفاق المثل العليا وجسدوا أنبل وأشرف المبادئ، فسمت نفوسهم الى مقام الذروة من الكمال البشري وتألقت اسماؤهم على جبين الدهر تتلألأ عبر الأجيال.

ومن أروع المواقف ما سطره شبل حيدر الكرار وحامل لواء الإمام الحسين(عليه السلام) يوم الطف، ابو الفضل العباس سلام الله عليه الذي وضع بمواقفه بحوراً من الدروس والعبر، كان فيها أبرز مثال للوفاء والإيثار.

ومن هنا تم تخصيص اليوم السابع من محرم وليلته لهذا البطل المغوار، ليكون محور حديث الخطباء إضافة الى مواكب العزاء فيها عن الإمام العباس (عليه السلام) وبطولاته في واقعة كربلاء وإيثاره بالنفس دون أخيه الإمام الحسين (عليه السلام)، وامتناعه عن شرب الماء وهو على نهر العلقمي لعلمه بعطش أخيه الحسين (عليه السلام)، وهذا عرف عزائي أُعْتِيدَ على إقامته منذ مئات السنين.
أما اختيار يوم السابع وليلته من حرم وجعله خاصاً بابي الفضل العباس (عليه السلام)، فقد جاء وفقاً لما ذكر في الروايات من أنه في اليوم السابع من محرم الحرام التاع أبو الفضل العبّاس (عليه السلام) كأشدّ ما تكون اللوعة ألماً ومحنة حينما رأى أطفال أخيه وأهل بيته وهم يستغيثون من الظمأ.
فانبرى الشهم النبيل لتحصيل الماء، وأخذه بالقوة، وقد صحب معه ثلاثين فارساً، وعشرين راجلاً، وحملوا معهم عشرين قربة، وهجموا بأجمعهم على نهر الفرات، وقد تقدّمهم نافع بن هلال المرادي وهو من أفذاذ أصحاب الامام الحسين (عليه السلام) فواجههم عمرو بن الحجاج الزبيدي وهو من مجرمي جيش ابن زياد، وقد عهدت إليه حراسة نهر الفرات.
ولم يعنَ به الأبطال من أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)، وسخروا من كلامه، فاقتحموا الفرات ليملؤوا قربهم منه، فثار في وجوههم عمرو بن الحجاج ومعه مفرزة من جنوده، والتحم بهم بطل كربلاء أبو الفضل (عليه السلام)، ونافع بن هلال، ودارت بينهم معركة إلّا انّه لم يقتل فيها أحد من الجانبين، وعاد أصحاب الإمام بقيادة أبي الفضل العباس(عليه السلام) وقد ملؤوا قربهم من الماء.
وقد روى أبو الفضل (عليه السلام) عطاشا أهل بيت الامام الحسين (عليه السلام) وأصحابه ، وأنقذهم من الظمأ، وقد مُنِحَ منذ ذلك اليوم لقب (السقاء) وهو من أشهر ألقابه، وأكثرها ذيوعاً بين الناس كما أنّه من أحبّ الألقاب وأعزّها لديه.
تعليقات القراء
1 | رائد الخزاعي | 28/09/2017 17:32 | العراق
السلام عليك ياساقي عطاشى كربلاء
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: