كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 91 ـ 100
(91)
    و رواه ابن شهر آشوب في مناقبه. (1)
    فلو صحّ ما ذكراه فكيف تكون له ثورة أيام الرشيد وهو يتعامل معه ، معاملة العيون والجواسيس ، أو السعاة والوشاة.
    نعم نقل أبو الفرج الاصفهاني نفس القصة وتبعه الشيخ المفيد (2) ولكن الساعي في كليهما هو علي بن إسماعيل أخو محمد بن إسماعيل ، لكن السند قاصر ، لاَنّ الاصفهاني يرويه عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة المتوفى عام 332 هـ ، عن شيخه : يحيى بن الحسن العلوي (3) والرواية مرسلة إذ لا يتمكن ابن عقدة من نقل القصة بواسطة واحدة ، كيف والاِمام الكاظم قد أُخذ في آخر السبعينات بعد المائة ، وتوفي عام 183 هـ (4) ولاَجل الاِيماء إلى الاِرسال أضاف المفيد بعد إنهاء السند قولَه عن مشايخهم : فما نقله الكليني بسند صحيح هو المعتبر.
    وما ذكره : « وجّه الرشيد جيشاً لاِلقاء القبض عليه عندما كان في نهاوند ... » لم أقف على مصدره ولقد تصفّحت حياة الرشيد (170 ـ 193 هـ) في تاريخ الطبري ، ومروج الذهب للمسعودي ، وكامل الجزري ، فلم أجد فيها شيئاً من الحرب المزعومة وانتصار محمد بن إسماعيل على جيش الرشيد.
    نعم نقل الجزري في حوادث سنة 312 هـ : انه ظهر في الكوفة رجل ادّعى انّه « محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وهو رئيس الاِسماعيلية ، وجمع جمعاً عظيماً من الاَعراب وأهل السواد واستفحل أمره في شوال ، فسيّر إليه جيش من بغداد ، فقاتلوه وظفروا به وانهزم ،
    1 ـ ابن شهر آشوب : المناقب : 4/326 ، قريباً مما نقله الكليني والكشي.
    2 ـ المفيد : الاِرشاد : 298.
    3 ـ في إرشاد المفيد : أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى عن مشايخهم.
    4 ـ الجزري : الكامل : 6/164 ، لاحظ حوادث سنة 183 هـ .


(92)
وقتل كثير من أصحابه. (1)
    قال مصطفى غالب : ويعتبر الاِمام محمد بن إسماعيل أوّل الاَئمة المستورين ، و الناطق السابع ومتم الدور ، لاَنّ إمامته كانت بداية دور جديد في تاريخ الدعوة الاِسماعيلية ، فقام بنسخ الشريعة التي سبقته ، وبذلك جمع بين النطق والاِمامة ، ورفع التكاليف الظاهرة للشريعة ، ونادى بالتأويل ، واهتم بالباطن ، ولذلك قال فيه الداعي إدريس : « وإنّما خص محمد بن إسماعيل بذلك لانتظامه في سلك مقامات دور الستر ، لاَنّك إذا عددت آدم ووصيه وأئمّة دوره ، كان خاتمهم الناطق ، وهو نوح (عليه السّلام) وإذا عددت عيسى ووصيه قائمة دوره ، كان محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّممتسلماً لمراتبهم ، وهو الناطق خاتم للنطقاء ، وكان وصيّه (عليه السّلام) بالفضل منفرداً به ، وإذا عددت الاَئمّة في دوره كان محمد بن إسماعيل سابعهم ، وللسابع قوّة على من تقدّمه ، فلذلك صار ناطقاً وخاتماً للاَُسبوع ، وقائماً وهو ناسخ شريعة صاحب الدور السادس ، ببيان معانيها وإظهار باطنها المبطن فيها. (2)
    ولولا انّه فسّ ـ ر نسخ الشريعة ببيان معانيها وإظهار باطنها المبطن فيها ، كان المتبادر منه أنّه كان صاحب شريعة ودين حديث وهو كما ترى.
    ثمّ إنّ ظاهر كلامه انّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان خاتماً للدور الثاني ، وانّ الدور الثالث يبتدأ بوصي النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) علي أمير الموَمنين (عليه السّلام) و بما انّهم لا يعدّون الحسن بن علي في أئمتهم ، يكون محمد بن إسماعيل هو سابع الاَئمّة وأفضلهم.
    إنّ ما ذكره اعتبارات وتخيّلات لم يقم عليها دليل ، فما هو الدليل القاطع العقلي أو النقلي على هذا الدور ، وإنّ كلّ سابع ، خاتم له.
    1 ـ الجزري : الكامل : 8/157.
    2 ـ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 148.


(93)
الاِمام الثالث
عبد اللّه بن محمد بن إسماعيل
(179 ـ 212 هـ)
    ولد في بلدة نيسابور عام 179 هـ من ألقابه : المستور ، والرضي ، والناصر ، والعطار ، وعبد اللّه الاَكبر ، كان كثير التنقل بين نهاوند والاَهواز وطبرستان.
    عرف أنّه كان معاصراً للرشيد ، وقد أدرك عصر المأمون. سمّى جميع دعاته باسمه حتى لا يعرف.عندما خرج من فرغانة إلى الديلم ، وكان يصحبه أخوه حسين. وفي الديلم تزوّج فتاة علوية وولد له منها أحمد.
    و ألّف في سلمية رسائل « إخوان الصفاء وخلاّن الوفاء ».
    توفي سنة 212 هـ ، ودفن في سلمية (1) وضريحه يعرف بالاِمام إسماعيل. (2)
    إنّ من يدرس كتاب رسائل « إخوان الصفاء وخلاّن الوفاء » يقف على أنّه أثر لجنة علمية لا تأليف شاب لم يتجاوز عمره الثلاثين إلاّ قليلاً.
    إنّ هذا الكتاب أُلّف في القرن الرابع الهجري ، وقد قامت بتأليفه جماعة ، وكان أبو حيان التوحيدي على معرفة بأحوال أحد أفرادها ، وقد وصفه لصمصام الدولة الذي ولي الاَمر في سنة 372 هـ . (3)
    1 ـ بليدة بالشام من أعمال حمص.
    2 ـ عارف تامر : الاِمامة في الاِسلام : 182.
    3 ـ ابن الاَثير : الكامل في التاريخ : 9/22.


(94)
    ففي مقدمة المحقّق : تألّفتْ هذه الجماعة في القرن الرابع الهجري ، وكان موطنها البصرة ، ولها فرع في بغداد ، ولم يعرف من أشخاصها سوى خمسة يتغشاهم الغموض والشك ... فقيل إنّ أحدهم هوأبو سليمان محمد بن معشر البستي المعروف بالمقدسي ، والآخر أبو الحسن علي بن هارون الزنجاني ، ثمّ أبو أحمد المهرجاني ، فأبو الحسن العوفي ، فزيد بن رفاعة ، ويوَخذ من كلام لاَبي حيّان التوحيدي أثبته أحمد زكي باشا في مقدمته لرسائل الاِخوان انّ زيد بن رفاعة كان متهماً بمذهبه ، وانّ الوزير صمصام الدولة بن عضد الدولة سأله عنه. (1)
    1 ـ رسائل إخوان الصفا وخلاّن الوفاء : 5 ، المقدمة.

(95)
الاِمام الرابع
أحمد بن عبد اللّه
(198 ـ 265 هـ)
    عرّفه الكاتب عارف تامر بقوله : ولد في سلمية سنة 198 هـ ، واتخذ من هذه المدينة مقراً له ومركزاً لتوزيع الدعاة ونشر التعاليم في المناطق الاَُخرى. كان على جانب كبير من العلم ، وإليه تنسب رسالة الجامعة لاِخوان الصفاء وخلاّن الوفاء.
    ولد له ولدان هما : الحسن وسعيد.
    كان يتنقل بين الديلم والكوفة ، وغيرهما في سبيل التجارة. والحقيقة أنّ ذلك لم يكن إلاّ في سبيل نشر الدعاية والاَفكار الاِسماعيلية. لقبه الوفي.
    عاصر المأمون واشترك في إثارة الناس عليه ، إلى أن يقول : كان يقضي فصل الشتاء في سلَمية ، والصيف في مصياف. نشاط الدعاة في عصره بلغ الاَوج خاصة في المجال العلمي.
    مات في مصياف سنة 265 هـ عن 67 عاماً ، ودفن فيها في جبل مشهد. (1)
    و يقول الموَرّخ المعاصر : ولقد تعرض الاِمام أثناء وجوده في السلَمية لمضايقات الخلفاء العباسيين المستمرة ، لذلك وجد بأنّ السلَمية لم تعد مكاناً صالحاً له ، فغادرها سرّاً إلى الري حيث استقر فيها مدّة طويلة عمل خلالها لنشر دعوته على نطاق واسع ، فاعتنقها أكثر الملوك والاَُمراء ، وقدّموا جميع إمكانياتهم
    1 ـ عارف تامر : الاِمامة في الاِسلام : 182.

(96)
لمساعدة الدعاة في سبيل نشرها وتعميمها في جميع الاَقطار الشرقية ، والجدير بالذكر انّ أكثر الحكام والولاة في العهد العباسي كانوا يتظاهرون بنقمتهم على الاِسماعيلية ، بينما كانوا يدينون بعقائدها في الباطن وينصرون الدعاة ، ويعملون سراً على تقوية الدعوة وإنجاحها. (1)
    وقد ذكر عارف تامر انّ لقبه هوالوفي في حين أنّ مصطفى غالب قد لقبه بمحمد التقي ، والظاهر انّهما لقبين لشخص واحد.
    ولا يذهب عليك ما في كلامه من المبالغة من اعتناق أكثر الحكام والولاة لعقائد الاِسماعيلية ، فإنّالموَرّخين المعاصرين (2) قد اعتادا على المبالغة في الثناء وانتشار الدعوة من دون أن يذكرا لكلامهما مصدراً.
    1 ـ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 167.
    2 ـ عارف تامر ، مصطفى غالب ، والثاني أكثر مبالغة.


(97)
الاِمام الخامس
الحسين بن أحمد
(219 ـ 289 هـ)
    ولد في مصياف سنة 219 هـ ، كان مركز إقامته في سلمية. اشتهر بثروته المالية الطائلة.
    من ألقابه : المرتضى ، والمقتدى ، والزكي ، والهادي ، والتقي.
    لخص رسالة الجامعة برسالة موجزة سمّاها جامعة الجامعة.
    كان على علاقات طيبة مع الهاشميين القاطنين في سلمية ، التقى بالنجف الاَشرف بالداعي أبي قاسم حسن بن فرح بن حوشب (منصور اليمن) وعلي بن الفضل حيث كانا يدعوان للحسن العسكري الاثني عشري فأثّر فيهما وأحضرهما إلى سلمية ، ثمّ جهزهما بعد ذلك إلى اليمن.
    وفي عهده تم إرسال أبي عبد اللّه الشيعي (1) (2) إلى المغرب.
    في عصره دبَّ الوهن إلى الدولة العباسية وأحدقت بها الثورات والاضطرابات ، تولى ابن طولون في عهده شوَون مصر وأوكل إليه تنظيم بلاد الشام أيضاً. كانت الاَموال الطائلة تحمل إليه من كافة الجهات حتى من آذربيجان.
    1 ـ والقرائن تشهد انّالمراد منه ، هو عبد اللّه بن ميمون القداح.
    2 ـ وصار بعد ذلك داعية عبيد اللّه المهدي الاِمام السادس ، وسيوافيك تفصيله في ترجمة « عبيد اللّه ».


(98)
    مات في سلمية ودفن في مقام جده عبد اللّه بن محمد وكان ذلك سنة 265. (1)
    ما ذكره من أنّه توفي عام 265 هـ غير صحيح ، لاَنّه عام وفاة والده ولعلّه تصحيف سنة 289 هـ . وقد أرّخ ميلاده ووفاته موَلف تاريخ الدعوة الاِسماعيلية كما ذكرنا وقال : وعهد بالاِمامة من بعده لابنه محمد المهدي (2) وقال له : إنّك ستهاجر بعدي هجرة وتلقى محناً شديدة. (3)
    قد سبق وأن ذكرنا أنّ محمد بن إسماعيل ـ أي الاِمام الثاني ـ أرسل الداعيين : الحلواني وأبا سفيان إلى المغرب ، ولكن لم يحددا تاريخ البعث ، فبما انّ محمد بن إسماعيل استلم الاِمامة ـ حسب رأي الاِسماعيلية ـ عام 158 هـ وتوفي عام 193 هـ ، فيكون إرسالهما بين الحدين.
    كان الداعيان مهتمين بالتبليغ والدعوة في أيام الاَئمّة الثلاثة إلى أن استلم الاِمام الحسين بن أحمد زمام الاِمامة ، ووقف بأنّ الدعوة في المغرب تتقدم باستمرار ، فحينئذٍ طلب من الداعية الكبير أبي عبد اللّه الحسين أحمد بن محمد بن زكريا الشيعي ـ الذي كان يدعو الناس إلى المذهب الاِسماعيلي في البصرة ـ الذهاب إلى اليمن ويدرس هناك على ابن حوشب ويطيعه ويقتدي به ، ثمّ يذهب بعد فراغه من الدراسة ، إلى المغرب قاصداً بلدة « كتامة ».
    توجه أبو عبد اللّه إلى اليمن حيث شهد مجالس ابن حوشب وأصبح من كبار أصحابه ، فلمّا أتى خبر وفاة الحلواني وأبي سفيان دعاة المغرب إلى ابن حوشب قال لاَبي عبد اللّه الشيعي : إنّأرض كتامة من المغرب قد حرثها الحلواني وأبو سفيان وقد ماتا وليس لها غيرك ، فبادر فانّها موطّأة ممهّدة لك.
    1 ـ عارف تامر : الاِمامة في الاِسلام : 183.
    2 ـ عبيد اللّه المهدي.
    3 ـ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 171.و لم يذكر مصدراً لكلامه.


(99)
    فخرج أبو عبد اللّه إلى مكة وأعطاه ابن حوشب مالاً وسيّر معه عبد اللّه بن أبي ملاحف ، فلمّا قدم أبو عبد اللّه مكة سأل عن حجاج كتامة ، فأرشِد إليهم ، فاجتمع بهم ، ولم يُعرِّفهم قصدَه ، وجلس قريباً منهم ، فسمعهم يتحدثون بفضائل أهل البيت ، فأظهر استحسان ذلك ، وحدّثهم بمالم يعلموه ، فلمّا أراد القيام سألوه أن يأذن لهم في زيارته والانبساط معه ، فأذن لهم في ذلك ، فسألوه أين مقصده ، فقال : أُريد مصر ، ففرِحوا بصحبته.
    وكان من روَساء الكتاميين بمكة رجل اسمه « حُريث الجُميلي » ، وآخر اسمه موسى بن مكاد فرحلوا وهو لا يخبرهم بغرضه ، وأظهر لهم العبادة والزهد ، فازدادوا فيه رغبة وخدموه ، وكان يسألهم عن بلادهم وأحوالهم وقبائلهم وعن طاعتهم لسلطان إفريقية ، فقالوا : ما له علينا طاعة ، وبيننا وبينه عشرة أيام ، قال : أفتحملون السلاح؟ قالوا : هو شغلنا ، ولم يزل يتعرّف أحوالهم حتى وصلوا إلى مصر ، فلمّا أراد وداعهم قالوا له : أي شيء تطلب بمصر؟ قال : أطلب التعليم بها (1) قالوا : إذا كنت تقصد هذا فبلادنا أنفع لك ، ونحن أعرف بحقك ، ولم يزالوا به حتى أجابهم إلى المسير معهم بعد الخضوع والسوَال ، فسار معهم.
    فلما قاربوا بلادَهم لقيهم رجال من الشيعة فأخبروهم بخبره ، فرغبُوا في نزوله عندهم واقترعوا فيمن يضيِّفه منهم ، ثمّ رحلوا حتى وصلوا إلى أرض كتامة منتصف شهر ربيع الاَوّل سنة ثمانين ومائتين ، فسأله قوم منهم أن ينزل عندهم حتى يقاتلوا دونه ، فقال لهم : أين يكون فج الاَخيار؟ فتعجبوا من ذلك ولم يكونوا ذكروه له ، فقالوا له : عند بني سليان ، فقال : إليه نقصد ، ثمّ نأتي كلّ قوم منكم في ديارهم ونزورهم في بيوتهم ، فأرضى بذلك الجميع.
    و سار إلى جبل يقال له إنكجان ، وفيه فج الاَخيار ، فقال : هذا فج الاَخيار ، وما سمي إلاّ بكم ولقد جاء في الآثار : انّللمهدي هجرة تنبو عن الاَوطان ، ينصره
    1 ـ يريد تعليم مذهب أهل البيت (عليهم السّلام).

(100)
فيها الاَخيار من أهل ذلك الزمان ، قوم مشتق اسمهم من الكتمان ، فإنّهم كتامة وبخروجكم من هذا الفج يسمّى فجُ الاَخيار.
    ثمّ إنّه قال للكتاميين : أنا صاحب البدر الذي ذكر لكم أبوسفيان والحلواني ، فازدادت محبتهم له وتعظيمهم لاَمره. ثمّ إنّ الحسن بن هارون وهو من أكابر كتامة ، فأخذ أبا عبد اللّه إليه ، ودافع عنه ، ومضيا إلى مدينة ناصرون فأتته القبائل من كلّ مكان وعظم شأنه ، وصارت الرئاسة للحسن بن هارون ، فاستقام له أمر البربر وعامة كتامة. ثمّ كان الاَمر على ذلك حتى توفي الاِمام الحسين بن أحمد عام 289 هـ وعهد بالاِمامة من بعده لابنه محمد المهدي ، وقال له : إنّك ستهاجر بعدي هجرة بعيدة ، وتلقى محناً شديدة ، فلمّا قام عبيد اللّه بعد أبيه انتشرت دعوته ، وأرسل إليه أبو عبد اللّه الشيعي رجالاً من كتامة من المغرب ليخبروه بما فتح اللّه عليه وانّهم ينتظرونه. وهذا ما سنذكره في سيرة الاِمام التالي الاِمام عبيد اللّه المهدي. (1)
    هوَلاء هم الاَئمّة المستورون عند الاِسماعيلية ، والذي يدلّ على ذلك أنّ القاضي النعمان وصفهم بالاستتار ، وجعل مبدأ الظهور قيام عبد اللّه الاِمام المهدي باللّه ، وإليك أبياته في أُرجوزته يقول :
واشتدت المحنة بعد جعفرٍ وكان قد أقام بعضَ ولده فجعل الاَمر له في ستر لخوفه عليه من أعدائه فانصرف الاَمر إلى التستر مقامَه لمّا رأى من جَلدِه فلم يكن قالوا بذاك يدري إلاّ ثقاتُ محضِ أوليائِه

    1 ـ الجزري : الكامل : 8/31 ـ 37؛ تاريخ ابن خلدون : 4/40 ـ 44 ، و أيضاًص 261. وقد لخصنا القصة وحذفنا ما ليس له صلة بالموضوع كالحروب التي خاضها أبو عبد اللّه الشيعي.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس