كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 231 ـ 240
(231)
5 ـ في الملائكة
    إنّ الملائكة على ضروب وكلّهم قد أُهّلوا لمنافع الخليقة ، فلا يتعدى أحد منهم بغير ما وكّل به ، كما قال وأخبر عنهم : « وَ ما مِنّا إِلاّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ » (1)
    والجوهر فيهم واحد ، وإنّما اختلفت أسماوَهم لاَجل ما وكلوا به فمنهم من هو في العالم العقلي ، ومنهم من هو في العالم الفلكي ، ومنهم من هو في العالم الطبيعي لحفظ ارجائه ، ثمّ استدل بالآيات القرآنية.
    منها قوله : « فَلا أُقْسِمُ بِما تُبْصِرُونَ * وَ ما لا تُبْصِرونَ » (2) يعني الملائكة الذين قد أخفى سبحانه ذواتهم عن النظر ، وجعل المخلوق عن الطبائع محجوباً عنهم لا يراهم حتى يصير إمّا في منزلة النبي أو يخلص القبول من النبي بقرب الدرجة منه. (3)

6 ـ في الجن
    ويعتقد انّ في الجن ذوات أرواح نارية وهوائية ومائية وترابية ، ويعتقد انّ الجن صحيح لا ريب فيه وهم على ضروب في البقاع والمصالح والمنافع والفساد والضرر ، إلى أن قال : فمنهم من هو في ارجاء العالم ممنوع عن مخالطة بني آدم ، ومنهم من هو مخالط لبني آدم في أماكنهم. (4)
    1 ـ الصافات : 164.
    2 ـ الحاقة : 38 ـ 39.
    3 ـ تاج العقائد : 45.
    4 ـ تاج العقائد : 46.


(232)

(233)
الفصل الحادي عشر
في
شجرة الاِمامة الاِسماعيلية


(234)

(235)
تدّعي الاِسماعيليّة أنّ شجرة الاِمامة تبتدأ من حين هبوط آدم إلى يومنا هذا ، ولم يجعلوا تسلسلها من إسماعيل بن جعفر الصادق ، بل ذهبوا إلى عهد بدء الخليقة ، فطبّقوا قواعدهم الاِماميّة ، وسلسلوا الاِمامة تسلسلاً مستمرّاً إلى العصر الحاضر.
    ثمّ أضافوا إلى ذلك قولهم بالاَدوار ، والاَكوار ، وقد جعلو كلَّ دور يتألّف من إمام مقيم ، ورسولٍ ناطق ، أو أساس له ومن سبعة أئمّة يكون سابعهم متمَّ الدَّور ، ويمكن أن يزيد عدد الاَئمّة عن سبعة في ظروف أُخرى وفي فترات استثنائيّة ، وهذه الزيادة تحصل في عداد الاَئمّة المستودعين ، وليس في الاَئمّة المستقرين.
    أمّا الدّور فيكون عبادة صغيراً أو كبيراً ، فالدور الصغير هو الفترة التي تقع بين كلّ ناطق وناطق ، ويقوم فيها سبعة أئمَّة ، أمّا الدّور الكبير فيبتدأ من عهد آدم إلى القائم المنتظر ، الذي يُسمى دوره ، الدور السابع ، ويكون في الوقت ذاته متماً لعدد النطقاء الستة.
    وفي الصفحات التالية تظهر الشجرة الاِسماعيليّة ، وتفرعاتها ، وقد أخذناها من كتاب « الاِمامة في الاِسلام » ، تأليف الكاتب الاِسماعيليّ عارف تامر (1) الذي يقول : إنّ شجرةَ الاِمامة عند الاِسماعيليّة ظلّت حقبة طويلة مجهولة لدى الباحثين ، ومقصورة على طبقة خاصّةٍ من العلماء ، أو قُل في التقيّة والاستتار والكتمان.
    وقد أفرده الاَُستاذ أيضاً في كتاب خاص أسماه « فروع الشجرة الاِسماعيليّة الاِماميّة » نشرته المطبعة الكاثوليكية ، في بيروت عام 1957م.
    1 ـ الاِمامة في الاِسلام : 145 ـ 161.

(236)
شجرة الاِمامة الاِسماعيليّة
منذ أَقدم العصور
الدور الاَوّل :
    (و يبتدىَ من وقت هبوط آدم حتى ابتداء الطوفان ، ومدته ألفان وثمانون عاماً وأربعة أشهر وخمسة عشر يوماً).
العدد الإمام
المقيم
الرسول
الناطق
أساس الدور الإمام المتم الإمام المستقر
1 هُنيد آدم هابيل 130 ـ   أنوش بن (1) شيث 534 ـ 5831
2     225   قينان بن أنوش 625 ـ 1535
3     شيث   مهليئل بن قينان 795 ـ 1690
4     230 ـ 1144   يارد بن مهليئل 960 ـ 1922
5         أخنوخ بن يارد 1122 ـ 1487
6         متوشالح بن اخنوخ 1287 ـ 2242.
7       لامك بن متوشالح لامك بن متوشالح 1454 ـ 2346

    1 ـ وفي المصدر بنت ، وما أثبتناه هو الصحيح.

(237)
التعليقات :
    في هذا الدور يظهر لنا أنّ هُنيد (1) هو الاِمام المقيم ، الذي ربّى وتعهّد ، وأقام الرسول الناطق آدم ، وفي هذا الدور أيضاً يظهر لآدم أساسان هما : هابيل وشيث ، الاَوّل قتل بيد أخيه « قابيل » فاستلم منصبه بعد وفاته « شيث ». ويظهر أنّ متمَّ الدَّور هو الاِمام السابع لامك بن متوشالح.
    المعروف تاريخيّاً أنّهبوط آدم كان في عدن ، وأنّ وفاته كانت في موقع غار أبي قبيس في أرض الكعبة ، ويُقال : أنّ نوحاً بعد الطوفان استخرج جثته ، ودفنها في النجف الاَشرف ، إنّ الاَرقام التاريخيّة المذكورة أعلاه اعتبرناها في بدء ظهور آدم صفراًحتى طوفان نوح. ولهذا يكون آدم قد عمَّر 930 عاماً ، وشيث تسعمائة واثني عشر 912 ، وأنوش هو أوّل من غرس النخل 950 عاماً ، وقينان 910 أعوام ، ومهليئل 895عاماً ، ويارد 962 عاماً واخنوخ 365 عاماً ، ومتوشالح 955 عاماً ، ولامك 891 عاماً.
    في المصادر التاريخيّة أنّ الاِمام الخامس أخنوخ هو إدريس أو هرمس المثلث ، وهو أوّل من خط بالقلم ، وكان مسكنه في الكوفة ، وقد ولد قبل الطوفان بمدَّة يسيرة ، أمّا ابتداء الطوفان فكان سنة 2242. انّالكتاب السماويَّ المتداول في الدّور الاَوّل هو « الصحف » وتنسب إلى آدم.
    1 ـ قال العلامة الروحاني : و لم يعلم انّ هُنَيْد مربى آدم وهو الاِمام المقيم هل هو من جنس آدم أو ملك أو جنّأو غيرها.
    أقول : من العجب أنّه لم يأت اسمه في الذكر الحكيم ، ولو كان له ذلك المقام الشامخ ، فأولى أن يكون معلّم الملائكة ، لا آدم ثمّ إنّ المذهب المبنيّ على هذه الحدسيات التي لا تقوم علىأساس قطعي لا يكتسب صبغة علميّة قطعيّة.


(238)
الدور الثاني :
    « و يبتدىَ من وقت الطوفان سنة 2242 ، حتى ولادة إبراهيم الخليل ، ومدّته تسعمائة واثنتان وسبعون سنة وستة أشهر وخمسة عشر يوماً.
العدد الإمام المقيم الرسول الناطق أساس الدور الإمام المتم الإمام المستقر
1 هود نوح سام   أرفكشاد بن سام « 2 » بعد الطوفان ـ 467
2   1642 ـ 2142 ـ   شالخ بن قينان بن أرفشكاد (1) 672 ـ 765
3   350 5000   عابر بن شالخ 466 ـ 930
4         فالج بن عابر 540 ـ 879
5         رعوا بن فالج 670 ـ 1009
6         سروج بن رعوا 802 ـ 1132
7       ناحور بن سروج ناحور بن سروج 932 ـ 1140

التعليقات :
    في هذا الدّور يظهر أنّ هوداً (2) هوالاِمام الذي أقام و أنعم و ربّى الرسول
    1 ـ كذا في المصدر.
    2 ـ قال العلاّمة الروحاني : إنّ ظاهر الكتاب العزيز ،. أنّ نوحاً (عليه السّلام) أقدم من هودعليه السّلام ، قال سبحانه : (وقومَ نُوحٍ مِنْ قَبلُ إنّهم كانوا همُ أظلم وأطغى) (النجم/52) فكيف يمكن للمتأخر زماناً أن يربّي المتقدم؟!



(239)
الناطق نوح ، وأنّ نوحاً هو صاحب رسالة النطق ، وأنّ ساماً هو أساس الدّور ، ويظهر أنّه سقط من الشجرة اسم « قينان بن أرفكشاد » والد شالخ. وقينان هذا أُبعد عن الاِمامة وأسقط اسمُه من الشجرة الاِماميّة لاَنّه كان يتعاطى السّحر ، فوصيَّة ارفكشاد تجاوزته إلى ولده شالخ. ويلاحظ أنّ هناك أكثر من مصدر تاريخي يوَكّد أنّ عابر بن شالخ هو « هود » ، وبعض المصادر توَكّد أنّ فالج هو ذو القرنين ، أو هود ، على اختلاف الروايات. و يلاحظ أنّ ناحور هو الاِمام المتمّ للدّور الثاني.
    إنّ نوحاً ولد سنة 1642 من ولادة آدم ، و عندما بلغ من العمر 600 عاماً جرى الطوفان الذي ابتدأ في العاشر من شهر رجب سنة 2242 من هبوط آدم ، وقد دام الطوفان ستة أشهر ، و انتهى في العاشر من شهر محرم سنة 2243.توفي نوح سنة 350 بعد الطوفان و عاش 950 عاماً ، و دفن على جبل الجودي ، من أعمال الموصل.وقد استوطن في مدّّة حياته الكوفة.
    أمّا أساس الدّور سام ، فقد عاش 600 عاماً. من الواضح أنّ أرفكشاد عاش 465 عاماً ، و شالخ 464 عاماً ، و عابر 460 عاماً ، و فالج 339 عاماً ، وسروج 330 عاماً ، وناحور 205 أعوام.
    الدور الثالث :
    « و يبتدىَ من وقت ولادة إبراهيم حتى ظهور موسى ، و مدَّته ألف و مائة و خمسون عاماً وسبعة أشهر و ثمانيةأيّام ».


(240)
العدد الإمام المقيم الرسول الناطق اساس الدور
المستقر
اساس الدور المستودع الإمام المتم الإمام المستودع الإمام المستقر
1 تارح إبراهيم إسماعيل إسحاق   يعقوب بن إسحاق 160 ـ 307 قيذار بن إسماعيل
2 1011 ـ 1316 1081 ـ 1256 86 ـ 227 100 ـ 280   يوسف بن يعقوب 250 ـ 361 سلامان بن قيذار
3           افرايم بن يوسف 280 بنت بن سلامان
4           رازح بن عيص الهميسع بن بنت
5           أيوب بن موص يقدم بن الهميسع
6           يونان بن أيوب يقداد بن يقدم
7         شعيب شعيب بن صيفون أود بن يقداد
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس