كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 251 ـ 260
(251)
تتمة الدور السادس :
    و يبتدىَ من الاِمام قاسم علي ، و ينتهي بالاِمام « كريم علي خان » ، و ترتيبه التاسع والاَربعون ، و هو متمم للدّور و سابع.
العدد العدد المتسلسل ائمة النزارية القاسمية ـ الآغاخانية
1 43 قاسم علي
2 44 أبو الحسن علي
3 45 خليل الله علي
4 46 حسن علي « آغا خان الاَوّل »
5 47 علي شاه « آغا خان الاَوّل »
6 48 سلطان محمد شاه « آغا خان الاَوّل »
7 49 كريم علي خان « آغا خان الاَوّل »
التعليقات :
    يظهر أنّ الفرقة الموَمنيّة النزارية ، قد اختفت عن المسرح الاِمامي ، وأنّ النزارية القاسميّة الآغاخانية ظلّت وحدها سائرة دون انقطاع عن الركب الاِمامي حتى يومنا هذا ، و هي الوحيدة بين الفرق الاِمامية التي لم تتوقف.
    ويلاحظ أنّ الاِمام الاَخير التاسع والاَربعين « كريم خان » ليس هو ابن سلطان محمد شاه ، بل حفيده ، و يظهر أنّ اسم علي خان و هو النجل الاَكبر لسلطان محمد شاه ، قد أسقط من الشجرة بموجب وصيّة عامّة من والده. إنّ الاَمير علي خان توفي في باريس بحادث سيارة بتاريخ 12 أيار سنة 1960 ، وكان يمثل باكستان في الاَُمم المتحدة.


(252)
تتمة الدور السادس :
    « هذا الدّور الصغير يبتدىَ من الاِمام محمد إسماعيل حتى عهد الاِمام معد ابن إسماعيل « المعز لدين اللّه » و يعتبر جزءاً من الدّور الكبير الذي يبتدىَ من عهد محمد حتى القائم المنتظر ».
العدد العدد المتسلسل الإمام المتم الإمام المستقر
1 8   عبد اللّه بن محمد « الرضي »
2 9   أحمد بن عبد اللّه « الوفي »
3 10   الحسين بن أحمد « التقي »
4 11   عبيد اللّه المهدي
5 12   محمد بن علي « القائم »
6 13   إسماعيل بن محمد « المنصور باللّه »
7 14 معد بن إسماعيل المعز لدين اللّه معد بن إسماعيل « المعز لدين اللّه »
التعليقات :
    يلاحظ هنا أنّه لم يعد هناك أيُّ وجود للناطق أو للاَساس ، وأصبح الاِمام هو الذي يحمل مهمات الناطقية ، كما أنّمهمات الاَساسيّة يحملها الحجّة أو الباب. في شجرات الدروز و المستعلية لا يرد اسم « عبيد اللّه المهدي » بين أسماء الاَئمّة المستقرين ويرد مكانه اسم « علي بن الحسين » و هذا لم تحقّقه المصادر ولا الوقائع حتى الآن. ومهما يكن من أمر فنحن ما نزال نعتبر « عبيد اللّه المهدي » إماماً مستقراً منتظرين المزيد من المعلومات والمصادر والاكتشافات التاريخية. (1)
    1 ـ عارف تامر ، الاِمامة في الاِسلام : 145 ـ 161 ، و التعليقات كلها له.

(253)
تأملات في أدوار الاِمامة
    إنّ ما ذكره الكاتب الاِسماعيلي ، لا يخلو من تأمّلات ، وإشكالات ، نشير إليها :
    الاَوّل : انّ ما ذكره من الاَدوار الستة للاِمامة و انّ كلَّ رسول ناطق تتلوه أئمّة سبعة ، على النحو السابق ، أمر مبنيٌّ على الظن و التخمين ، لا على القطع واليقين ، فإنّ التحدُّثَ عن الاَئمّة الذين قاموا بالاَمر ، بعد الرسول الناطق ، آدم ، فنوح ، فإبراهيم ، فموسى ، فعيسى ، فمحم ـ د (صلّى اللّه عليه و آله و عليهم السّلام) يبتني على أساطير ، لا يمكن الاِذعان بها ، ولا أدري أنّ الكاتب إلى أيِّ كتابٍ ، و سند قطعيّ اعتمد عليه في استخراج هذه القوائم ، مع أنّه ـ حسب اعتراف الكاتب ـ يعترف بأنّهذه الدرجات بالتفصيل ظلّت مجهولة لدى الباحثين ، ومقصورة على طبقة خاصة من العلماء. (1)
    الثاني : أن تفسير الاِمام المقيم ، بأنّه هو الذي يقيم الرسول الناطق ، ويعلمه و يربيه ، ويدرجه في مراتب رسالة النطق ، و ينعم عليه بالاِمدادات ، وأحياناً يطلقون عليه اسم « ربّ الوقت » و « صاحب العصر » و تعتبر هذه الرتبة أعلى مراتب الاِمامة و أرفعها ، وأكثرها دقَّة و سرّية (2) وعلى ما ذكره فـ « هُنيد » إمام مقيم لآدم ، وهود لنوح ، وتارح لاِبراهيم ، و « أد » لموسى و خزيمة لعيسى ، وأبو طالب لمحمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم). و معنى ذلك أنّهوَلاء أفضل من النطقاء الستة ، الذين هم أُولو العزم من الرسل.
    وهل « هُنيد » أفضل من آدم الذي اختاره اللّه سبحانه بتعليم الاَسماء؟! أو أنّ هود أفضل من شيخ الاَنبياء نوح ، وهو الذي بُدئت به الشرائع؟! وهل تارح
    1 ـ عارف تامر : الاِمامة في الاِسلام : 142.
    2 ـ المصدر السابق : 143.


(254)
أفضل من إبراهيم ، الذي وصفه اللّه سبحانه بصفات عظيمة في القرآن الكريم و لم يصف بها غيره؟! وبالتالي يلزم أن يكون أبوطالب (عليه السّلام) أفضل من محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) !!
    الثالث : انّ الاِمام المتمّ هو الاِمام السابع ، المتم لرسالة الدور ، وأنّ قوته تكون معادلة لقوّة الاَئمّة الستة الذين سبقوه في الدور نفسه بمجموعهم ، و من جهة ثالثة يطلق عليه اسم ناطق الدور أيْ أنّ وجوده يشبه وجود الناطق بالنسبة للاَدوار.
    ومعنى ذلك أن يكون إسماعيل بن جعفر (عليه السّلام) أو محمد بن إسماعيل ـ على القول بأنّه متمّ الدّور ـ أفضلُ من خاتم النبيين الذي هوأفضل الخليقة باعتراف الفريقين.
    الرابع : أنّ الكاتب أخرج الحسن بن علي عليمها السّلام عن قائمة الاِمامة ، بحجّة أنّه لم يكن إماماً مستقراً ، بل إماماً مستودعاً ، ومعنى ذلك أنّ كلّ الاَئمّة الذين جاءوا بعد كلّ رسول ناطق من زمان آدم إلى زمان الخاتم ، كانوا أئمّة مستقرين ، وليس للكاتب دليل على ذلك ، مع أنّ إخراجه ينافي قول الرسول الذي نقلته الاِسماعيليّة في كتبهم من قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : « الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا » ، و معنى كلامه أنّهما صنوان لا يتفاوتان.
    الخامس : أنّ الكاتب بإخراجه الحسن بن علي عليمها السّلام عن قائمة الاِمامة ، جعل محمداً بن إسماعيل هو الاِمام السابع الذي به يتم الدّور مع أنّ الاِسماعيليّة يعتبرونه رسولاً ناطقاً ، و المتم في الاَدوار السابقة من زمان آدم إلى زمان نبي الاِسلام ، لم يكن رسولاً ناطقاً.
    والكاتب في الوقت نفسه جعله بادئاً للدور حيث قال في ص 156 : هذا الدّور الصغير يبتدىَ من الاِمام محمد بن إسماعيل ، حتى عهد الاِمام معد بن إسماعيل « المعز لدين اللّه » ، ولو كان الميزان هو الاَدوار السابقة ، لا يكون متمَّ الدّور ، بادىَ الدور باسم الرسول الناطق.


(255)
    وبالجملة أنّ جعل محمد بن إسماعيل متمّاً للدّور من جانب ، وناطقاً سابعاً ، ناسخاً للشريعة ، التي سبقته من جانب آخر ، أمران متناقضان ، إذا كان الميزان هو الاَدوار السابقة.
    لكن الظاهر من كلام مصطفى غالب ، في كتابه « تاريخ الدعوة الاِسماعيليّة » غير ذلك ، وأنّ متمَّ الدّور في الاَدوار السابقة أيضاً ، هو الرسول الناطق ، وأنّ نوحاً كان متمَّ الدّور ، وفي الوقت نفسه رسولاً ناطقاً ، وأنّمحمّداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان متمَّ الدَّور و في الوقت نفسه رسولاً ناطقاً. وقد استشهد على ما ذكره بكلام الداعي إدريس في كتابه « زهر المعاني » و إليك نصهما :
    ويعتبر الاِمام محمد بن إسماعيل أوّل الاَئمّة المستورين ، والناطق السابع ، و متمّ الدّور ، فقام بنسخ الشريعة التي سبقته ، وبذلك جمع بين النطق و الاِمامة ، و رفع التكاليف الظاهرة للشريعة ، ونادى بالتأويل ، واهتمَّ بالباطن.
    و لذلك قال فيه الداعي إدريس في كتابه « زهر المعاني » ص 56 : « إنّما خُصَّ محمد بن إسماعيل بذلك لانتظامه في سلك مقامات دور الستر ، لاَنّك إذا عددت آدم و وصيّه و أئمّة دوره ، كان خاتمهم الناطق و هو نوح (عليه السّلام) ... و إذا عددت عيسى و وصيَّه وأئمّة دوره ، كان محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) متسلّماً لمراتبهم ، و هو الناطق خاتم للنطقاء ، وكان وصيُّه (عليه السّلام) بالفضل منفرداً به ، و إذا عددت الاَئمّة في دوره كان محمد بن إسماعيل سابعهم ، و للسابع قوّةٌ على من تقدَّمهُ ، فلذلك صار ناطقاً و خاتماً للاسبوع ، و قائماً ، وهو ناسخ شريعة صاحب الدّور السادس ، ببيان معانيها ، وإظهار باطنها المبطن فيها. (1)
    فهذان الكاتبان اللّذان قاما في عصرنا هذا بنشر آثار الاِسماعيليّة ، وتبيين عقائدها ، قد صوّرا الاَدوار السابقة بصورتين متناقضتين.
    فعارف تامر يصوّر الاَئمّة سبعة سابعهم متمّمهم ، ويتلوه الرسول الناطق
    1 ـ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 148.

(256)
بادىَ الدّور الجديد؛ و مصطفى غالب يصوّرهم سبعة ، سابعهم متمّمهم ، وفي الوقت نفسه الرسول الناطق.
    وهناك وجه آخر ، و هو أن يختلف حكم الاَدوار الستة ، مع الدَّور السابع ، فيكون الاِمام المتمُّ في الدّور الاَخير متمّاً و رسولاً ناطقاً على خلاف الاَدوار الستة ، و وجه ذلك أنّ هذا الدّور ليس دوراً مستقلاً ، بل تتمّة للدور السادس ، ولذلك يقول عارف تامر في التعريف بهذا الدور بالشكل التالي :

تتمة الدور السادس
    وهذا الدور الصغير يبتدىَ من الاِمام محمد بن إسماعيل حتى عهد الاِمام « معد بن إسماعيل » المعز لدين اللّه ، ويعتبر جزءاً من الدّور الكبير الذي يبتدىَ من عهد « محمد » حتى القائم المنتظر. (1)
    وما ذكرنا من الوجه هو الظاهر من الحامدي في كتابه « كنز الولد » وسيوافيك نصّه في الفصل الخاص بترجمة أعلام الاِسماعيليّة.
    السادس : أنّالمعروف بين الاِسماعليّة في العصور الاَُولى ، أنّ محمد بن إسماعيل هو الرسول الناطق ، وهو ناسخ للشريعة ، وقد نسبه النوبختي إلى طائفة من الاِسماعيليّة باسم القرامطة وقال : وزعموا أنّمحمد بن إسماعيل حيٌّ لم يمت وأنّه في بلاد الروم ، وأنّه القائم المهدي؛ ومعنى القائم عندهم أنّه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة ، ينسخ بها شريعة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، وأنّ محمد بن إسماعيل من أُولو العزم ، وأُولو العزم عندهم سبعة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، وعلي ، ومحمد بن إسماعيل. (2)
    ولما كان القول بذلك يصادم إتفاق جمهور المسلمين على أنّ شريعة الاِسلام هي الشريعة الخاتمة ، و نبيّها هو النبي الخاتم ، وكتابه خاتم الكتب ، تجد
    1 ـ الاِمامة في الاِسلام : 156.
    2 ـ النوبختي : الفرق بين الفرق : 73.


(257)
أنّ مصطفى غالب ، ينقل عن الداعي إدريس « عماد الدين » في كتابه « زهر المعاني » أنّ المراد أنّه يبيّن معاني الشريعة ، ويظهر باطنها المبطن فيها. (1)
    ولكنّه تصرّف في العقيدة ، فإنّ الظاهر من عطف محمد بن إسماعيل على سائر النطقاء ، كنوح ، و إبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، أنّه ناسخ بالحقيقة ، وإلاّ يلزم الاختلاف في معنى النسخ.
    السابع : قد عرفت أنّ لازم القاعدة التي استنبطها الكاتب من بطون التاريخ ، في أدوار الاِمامة أن تكون شريعة كلِّ رسول منتهية بظهور الاِمام السابع ، ويكون الاِمام اللاحق بادئاً للدّور الجديد ، مع أنّه يُرى انتقاض القاعدة في ظهور محمد بن إسماعيل ، حيث جعل الكاتب عارف تامر دوره متماً للدّور السادس لا بادئاً للدّور الجديد ، وأضاف بأنّه ينتهي بظهور الاِمام القائم المنتظر ، ولا يمكن تحديدُ مدّته.
    يلاحظ عليه : أنّ إدراج القائم المنتظر ، الذي هو من صميم عقائد الاِماميّة الاثني عشريّة في عقائد الاِسماعيليّة غريب جداً من وجهين :
    1 ـ إخراج محمد بن إسماعيل عن مقامه العظيم في العقيدة الاِسماعيليّة ، وجعل الاَدوار التالية حتى دور محمد بن إسماعيل من توابع دور محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
    2 ـ إنتظار الاِسماعيليّة للقائم المنتظر ، فإنّ القائم المنتظر في عقيدة الشيعة الاِماميّة أقلّ بكثير من صاحب الدور عند الاِسماعيليّة.
    وأظن أن جعل الدور الذي بدأ به محمد بن إسماعيل جزءاً من الدّور السادس ، لا دوراً مستقلاً لاَجل استقطاب نظر جمهور المسلمين إلى أنفسهم حتى ينسلكوا في عداد المسلمين. (2)
    كلّ ذلك يُعرب عن عدم وجود نظام عقائدي منسق عندهم.
    1 ـ مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 148 ، نقلاً عن زهر المعاني : 56.
    2 ـ الاِشكال السابع من إفادات العلاّمة الروحاني ـ دام ظلّ هـ .


(258)

(259)
الفصل الثاني عشر
في
نظرية المثل والممثول
أو
تأويلات الاِسماعيلية
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس