كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 291 ـ 300
(291)
ولعل أشهر كتبه :
    1 ـ كتاب النصرة ، 2 ـ كتاب الافتخار ، 3 ـ كتاب المقاليد ، 4 ـ كتاب مسيلة الاَحزان ، 5 ـ كتاب سلم النجاة ، 6 ـ كتاب سرائر المعاد والمعاش ، 7 ـ كتاب كشف المحجوب ، 8 ـ كتاب الوعظ ، 9 ـ كتاب أُسس البقاء ، 10 ، كتاب خزانة الاَدلة ، 11 ـ كتاب تآلف الاَرواح ، 12. كتاب تأويل الشريعة ، 13. كتاب أساس الدعوة ، 14. رسالة تحفة المستجيبين ، 15. كتاب الينابيع (1)
    وقد وقفنا من كتبه على كتاب ورسالة فالكتاب تحت عنوان « الينابيع » بتقديم وتحقيق مصطفى غالب ، نشره المكتب التجاري للطباعة في لبنان ـ بيروت عام 1965 م.
    و قد قسم السجستاني ينابيعه إلى أربعين يُنبوعاً ، جعل كلَّ ينبوع مشابهاً لحدِّ من الحدود الدينيّة ، المعروفة بالنظام الاِسماعيلي. ويظهر أنّه قد وضعه لطبقة خاصّة من الدعاة ، وأصحاب المراتب العليا في الدعوة ، وإلى الذين وصلوا في دراساتهم الفلسفيّة إلى الذروة.
    و أمّا الرسالة فهي رسالة « تحفة المستجيبين » طبعت ضمن خمس رسائل إسماعيليّة بتحقيق وتقديم عارف تامر عام 1375 هـ . كتبها لطبقة المستجيبين والطلاب الذين يرغبون في الاطلاع على الفلسفة الاِسماعيليّة ، أو الدخول في الدعوة الهادية.
    وقد ترجم له مصطفى غالب أيضاً في تاريخ الدعوة الاِسماعيلية ص 187.

ولادته ووفاته
    ذكر مصطفى غالب أنّه ولد سنة 271 هـ في سجستان ، ثمّ قال : وبعد اضطهاد مرير ، قُتل في تركستان عام 331 هـ .
    1 ـ مقدمة الينابيع : 47.

(292)
    غير أنّ الكاتب الاِسماعيلي عارف تامر يذكر خلاف ذلك ويقول : يذهب « ماسينيون » و « و.ايفانوف » إلى القول أنّه مات سنة 331 هـ ، ولكنّي أخالفهما في ذلك فالمعروف عن السجستاني أنّه كان أُستاذاً للكرماني ، والكرماني ظل عائشاً حتى سنة 411 هـ ، إذن متى أخذ الكرماني عنه علوم الدعوة؟ وهناك نص صريح في كتاب « الافتخار » للسجستاني يذكر فيه أنّه وضعه سنة 360 هـ ، وقد ورد ذكر كتاب « الافتخار » في كتاب « الرياض » للسجستاني نفسه ، أي أنّالسجستاني وضع كتاب « الرياض » بعدكتاب « الافتخار » أي سنة 360 هـ .
    وهذا يجعلنا نقول بل نوَكد : إنّ السجستاني كان داعياً في منطقة بخارى أيّام إمامة المعز لدين اللّه الفاطمي ، أي انّه كان معاصراً لجعفر بن منصور اليمني ، وللقاضي النعمان وغيرهما ، من كبار الموَلفين وعلماء الدعوة في ذلك العصر العلمي الزاهر. (1)
    وقال البغدادي عند البحث عن الباطنيّة : وظهر بنيسابور داعية لهم يعرف بالشعراني ، وقتل بها في ولاية أبي بكر بن الحجاج عليها ، وكان الشعراني قد دعا الحسين بن علي المروزي ، وقام بدعوته بعده محمد بن أحمد النسفي داعية أهل ماوراء النهر ، وأبو يعقوب السجزي المعروف بـ « بندانه » وصنف النسفي لهم كتاب « المحصول » وصنف لهم أبو يعقوب كتاب « أساس الدعوة » وكتاب « تأويل الشرائع » و « كشف الاَسرار » وقتل النسفي والمعروف بـ « بندانه » على ضلالتهما. (2)
    وقال خير الدين الزركلي : إسحاق بن أحمد السجزي أو السجستاني أبو يعقوب ، من علماء الاِسماعيليّة ودعاتهم يماني ، اشتهر في سجستان ، وقتل في تركستان ، له تصانيف منها « الينابيع » قالوا : إنّه أهمُّ كتبهم. (3)
    1 ـ عارف تامر : مقدمة خمس رسائل إسماعيلية : 15 ـ 16.
    2 ـ البغدادي : الفرق بين الفرق : 283.
    3 ـ خير الدين الزركلي : الاَعلام : 1/293.


(293)
4
أبوحنيفة النعمان
( ... ـ 363 هـ)
    قاضي القضاة النعمان بن محمد بن منصور بن أحمد التميمي ، واختلف في تاريخ ولادته ، فقال بعضهم : إنّها سنة 259 هـ وقال آخرون : إنّه ولد في العشر الاَخيرة من القرن الثالث.
    إتّصل في أوّل عهده بموَسس الدولة الفاطمية عبيد اللّه المهدي ، ورافق الدولة الجديدة خطوةً فخطوة ، وبعد وفاة المهدي ولاّه « القائم بأمر اللّه » قضاء طرابلس الغرب ، وفي عهد المنصور تولّى قضاء المنصورية ، وكان قضاوَه يشمل سائر المدن الاِفريقيّة ، مرجعاً لجميع القضاة حتى عهد المعز لدين اللّه الذي قرّبه إليه ، وأدناه من مجلسه ، فوضع فيه كتاب « المجالس والمسامرات ».
    ولما دخل المعز مصر ، كان معه « النعمان » وكان قاضياً للجيش ، فأصبح في مصر قاضياً للقضاة. (1)
    وكان محط ثقة المعز لدين اللّه ، جعله مستشاراً قضائياً له ، وساعد المعز في المسائل الخاصّة بالدعوة ، فقد وضع أُسس القانون الفاطمي ، وينظر إليه على أنّه المشرع الاَكبر للفاطميين. يقول رواة الفاطميين : إنّه لم يوَلف شيئاً دون الرجوع إلى المعز لدين اللّه ، ويعتبر أقوم كتبه كتاب « دعائم الاِسلام » أنّه من عمل المعز نفسه ، وليس من عمل قاضيه الاَكبر ، ولهذا كان هذا الكتاب هوالقانون الرسمي منذ عهد المعز حتى نهاية الدولة الفاطميّة ، كما يتضح ذلك من رسالة كتبها الحاكم بأمر
    1 ـ أعيان الشيعة : 10/223.

(294)
اللّه إلى داعيه باليمن ، بل لا يزال هذا الكتاب هوالوحيد الذي يسيطر على حياة طائفة البهرة في الهند ، وعليه المعول في أحوالهم الشخصيّة. (1)
    توفي النعمان أوّل رجب سنة 363 هـ فخرج المعز يبين الحزن عليه ، وصلّى عليه ، وأضجعه في التابوت ، ودفن في داره بالقاهرة (2) وذكر أحمد بن محمد بن عبد اللّه الفرغاني في « سيرة القائد جوهر » أنّه توفي في ليلة الجمعة سلخ جمادى الآخرة من السنة. (3)
    بلغت موَلّفاته نحواً من سبعة وأربعين كتاباً ، جمعت ألواناً شتى من العلوم في فقه ، وتأويل وتفسير ، وأخبار ، وفيما نقل ابن خلكان عن ابن زولاق : « انّه ألّف لاَهل البيت من الكتب آلاف أوراق بأحسن تأليف ».
    وهذه الموَلفات بعضها محفوظ ، وبعضها لا يوجد إلاّ بعض أجزائه وبعضها فُقد فلا يعرف إلاّاسمه ، وإليك أسماء بعض تلك الموَلفات :
    1 ـ جزء من كتاب شرح الاَخبار ، في مكتبة برلين.
    2 ـ دعائم الاِسلام ، وهذا الكتاب من أهم كتبه ، مطبوع.
    3 ـ تأويل دعائم الاِسلام ، مطبوع.
    4 ـ أساس التأويل ، مطبوع.
    5 ـ جزء من كتاب المجالس والمسافرات.
    6 ـ كتاب الهمة في اتّباع الاَئمّة.
    7 ـ إفتتاح الدعوة ، مطبوع.
    8 ـ الارجوزة المختارة ، مطبوع.
    9 ـ الطهارة.
    1 ـ دعائم الاِسلام : 1/12 ، قسم ا لمقدمة.
    2 ـ اتعاظ الحنفاء : 1/149.
    3 ـ ابن خلكان : وفيات الاَعيان : 5/416.


(295)
    10 ـ التوحيدوالاِمامة. (1)
    11 ـ كتاب « الاقتصار » في الفقه ، مطبوع.
    12 ـ كتاب « الاَخبار » في الفقه أيضاً.
    13 ـ ابتداء الدعوة للعبيديين ، مطبوع في جزء.
    وقال عنه ابن زولاق في كتاب « أخبار قضاة مصر » : إنّه كان عالماً بوجوه الفقه ، وعلم اختلاف الفقهاء ، واللغة والشعر ، والمعرفة بأيّام الناس.
    إلى أن قال : وله ردود على المخالفين : له رد على أبي حنيفة ، وعلى مالك ، والشافعي ، وعلى ابن سريج ، وكتاب « اختلاف الفقهاء » ينتصر فيه لاَهل البيت ، وله العقيدة الفقهية لقبها بـ « المنتخبة ». (2)

النعمان إسماعيلي لا اثني عشري
    وقعت الشكوك حول مذهب النعمان وهل هو إسماعيليّ أو اثنا عشري؟ وبعد التتبع والاِمعان في الكتب التي تحت متناول أيدينا من آثار الموَلف ، وهي :
    1 ـ الدعائم.
    2 ـ تأويل الدعائم.
    3 ـ الاَُرجوزة المختارة.
    4 ـ أساس التأويل.
    5 ـ كتاب الاقتصار في الفقه.
    1 ـ أعيان الشيعة : 10/223.
    2 ـ ابن خلكان : وفيات الاَعيان : 5/416. ومن أراد المزيد فليراجع المصادر التالية : معالم العلماء : 126؛ العبر : 2/117؛ دول الاِسلام : 1/224؛ سير اعلام النبلاء : 16/150؛ اتعاظ الحنفاء : 149؛ لسان الميزان : 6/167؛ شذرات الذهب : 3/47؛ رياض العلماء : 4/375؛ ريحانة الاَدب : 7/73؛ روضات الجنات : 8/147.


(296)
    6.رسالة افتتاح الدعوة.
    7 ـ الرسالة المذهبة.
    اتضح أنّ الرجل إسماعيلي لا اثنا عشري ، وإن كان محباً لاَهل البيت كثيراً ، ويتنزّه عن بعض العقائد المنحرفة عند الاِسماعيليّة. وقد ذكر في باب « ذكر منازل الاَئمّة » شيئاً عن أحوال الغلاة كما وذكرمعاملة علي معهم بالاِحراق ، إلى أن يقول : وكان في أعصار الاَئمّة من ولد علي مثل ذلك ما يطول الخبر بذكرهم ، كالمغيرة بن سعيد (لعنه اللّه) وكان من أصحاب أبي جعفر محمد بن علي ودعاته.
    إلى أن قال : ولعن أبو جعفر ، المغيرة وأصحابه ، ثمّ ذكر « أبا الخطاب » وعقيدتهم الاِباحيّة ، وأنّ أبا جعفر لعنه كل ذلك يدل على سلامة عقيدته في حقّ الاَئمّة (1).
    ومع ذلك كلّه فهو فقيه إسماعيلي اعتنق ذلك المذهب بعدما كان سنيّاً ، ولم يكن إمامياً اثني عشرياً.
    نعم ذكر المحدّث النوري ، أنّالرجل كان إماميّاً اثني عشريّاً ، وأنّ اقتصاره على الحديث عن الاَئمّة الست ، لاَجل ستر الاَمر وكتمان السر ، واستشهد على ذلك بوجوه غير مجدية نشير إلى بعضها :
    الاَوّل : قال ابن خلكان : كان من أهل العلم والفقه والدين والنبل ، على مالا مزيد عليه ، وله عدّة تصانيف ـ إلى أن قال ـ : وكان مالكي المذهب ثمّ انتقل إلى مذهب الاِماميّة وصنف كتاب « ابتداء الدعوة للعبيدين ». (2)
    أقول : إنّ المراد من الاِماميّة من يعتقد بإمامة علي وأولاده ، سواء كان زيدياً أو إسماعيليّاً أو اثني عشرياً ، والاِسماعيليّة يصفون أنفسهم بالاِماميّة لقولهم بإمامة
    1 ـ لاحظ دعائم الاِسلام : 1/45 ، باب ذكر منازل الاَئمة.
    2 ـ وفيات الاَعيان : 5/415 برقم 766.


(297)
المنصوص عليهم؛ والذي يدل على ذلك أنّابن خلكان يذكر بعد قوله : « ثمّ انتقل إلى مذهب الاِماميّة » وصنف كتاب « ابتداء الدعوة للعبيديين » والمراد منه الدعوة « لعبيداللّه المهدي » موَسس الدولة الفاطميّة في المغرب ومصر.
    وأمّا ما نقله ابن خلكان عن ابن زولاق ، انّه قال : وللقاضي كتاب : « اختلاف الفقهاء » ينتصر فيه لاَهل البيت فليس دليلاً على ما يتبنّاه لاَنّ الفرق الثلاث كلّهم ينتمون إلى أهل البيت (عليهم السّلام).
    الثاني :
    1 ـ روايته عن أبي جعفر الثاني « الاِمام الجواد » (عليه السّلام) ، والرضا (عليه السّلام) ففي كتاب الوصايا عن ابن أبي عمير أنّه قال : كنت جالساً على باب أبي جعفر (عليه السّلام) إذ أقبلت امرأة ، فقالت : استأذن لي على أبي جعفر (عليه السّلام) ، فقيل لها : وما تريدين منه؟قالت : أردت أن أسأله عن مسألة ، قيل لها : هذا الحكم ، فقيه أهل العراق فاسأليه.
    قالت : إنّزوجي هلك وترك ألف درهم ، و كان لي عليه من صداق خمسمائة درهم ، فأخذت صداقي ، و أخذت ميراثي ، ثمّجاء رجل فقال لي : عليه ألف درهم وكنت أعرف له ذلك ، فشهدت بها.
    فقال الحكم : اصبري حتى أتدبر في مسألتك وأحسبها وجعل يحسب ، فخرج إليه أبو جعفر (عليه السّلام) وهو على ذلك ، فقال : ما هذاالذي تحرك أصابعك يا حكم؟ فأخبره فما أتم الكلام حتى قال أبوجعفر (عليه السّلام) : أقرت له بثلثي ما بيديها ، ولا ميراث له حتى تقضي.
    ثمّ ذكر المحدّث النوري : أنّ المراد من أبي جعفر هو الاِمام الجواد ، لاَنّ ابن أبي عمير لم يدرك الصادق فضلاً عن الباقر (عليه السّلام). (1)
    1 ـ النوري : المستدرك : 3/314 ، الفائدة الثانية.

(298)
    أقول : إنّالنسخة الموجودة عند المحدّث النوري كانت مغلوطة محرّفة ، وقد جاءت الرواية في كتاب دعائم الاِسلام في مصر بتحقيق آصف بن علي أصغر فيضي ، بالنحو التالي : عن الحكم بن عيينة (1) قال : كنت جالساً على باب أبي جعفر وذكر الحديث (2)
    والشاهد على أنّالجالس كان هو الحكم بن عتيبة لا ابن أبي عمير ما في متن الرواية حيث قيل لها : هذا الحكم فقيه أهل العراق.
    2 ـ انّه روى في كتاب الميراث عن حذيفة بن منصور قال : مات أخ لي وترك ابنته فأمرت إسماعيل بن جابر أن يسأل أبا الحسن عليّاً ـ صلوات اللّه علي هـ عن ذلك فسأله فقال : المال كلّه للابنة. (3) وقد تصفحنا كتاب الفرائض من الدعائم المطبوع بمصر فلم نعثر على الحديث. (4)
    3 ـ روى في كتاب الوقوف عن أبي جعفر محمد بن علي عليمها السّلام أنّبعض أصحابه كتب إليه أنّ فلاناً ابتاع ضيعة وجعل لك في الوقف الخمس الخ.
    وهذا الخبر مروي في الكافي و التهذيب والفقيه مسنداً عن علي بن مهزيار قال : كتبت إلى أبي جعفر الخ ، وعلي بن مهزيار من أصحاب الجواد والرضا عليمها السّلام لم يدرك قبلهما من الاَئمّة أحداً. (5)
    ما نقله عن علي بن مهزيار ، و رواه الكليني في كتاب الوصايا (6) ورواه
    1 ـ الصحيح ، ا لحكم بن عتيبة ، (47 ـ 115 هـ) وهو من مشاهير فقهاء عصر أبي جعفر الباقر (عليه السّلام). راجع رجال الكشي : 177 ، ورجال الطوسي : 86 برقم 6.
    2 ـ دعائم الاِسلام : 2/360 برقم 1309.
    3 ـ المستدرك : 3/314.
    4 ـ لاحظ الدعائم : 2/365 ـ 400.
    5 ـ المستدرك : 3/314.
    6 ـ الكافي : 7/36 برقم30.


(299)
الشيخ في التهذيب (1) ورواه الصدوق في الفقيه. (2)
    هذا في كتبنا وأمّا الدعائم ، فقد رواه في كتاب الصدقة ، بالنحو التالي :
    عن أبي جعفر محمد بن علي عليمها السّلام ، أنّه قال : تصدَّق الحسين بن علي بدار ، فقال له الحسن بن علي : تحوّل عنها.
    وعنه أنّ بعض أصحابه كتب إليه : أنّفلاناً إبتاع ضَيعةً فأوقفها ، وجعل لك في الوقف الخمس ... . (3)
    غير أنّالمتبادر من أبي جعفر بقرينة مضمون الحديث حيث يحكي فعل الحسن بن علي هو الاِمام الباقر (عليه السّلام) ، وهو في كتابه يكرر النقل عن أبي جعفر ويذكر اسمه بعده ، ويقول : محمد بن علي ، ومراده الاِمام الباقر (عليه السّلام).
    وعلى ذلك فالضمير في الحديث الثاني يرجع إلى الاِمام الباقر.
    نعم بقي هنا شيء وهو تقارب ما روي في الدعائم مع ما روي في جوامعنا في مضمون الخبر ، و هو قابل للتأمّل.
    4 ـ ذكر في الدعاء بعد الصلاة : و روينا عن الاَئمّة ، أنّهم أمروا بالتقرّب بعد كلّ صلاة فريضة ، إذا سلّم المصلي بسط يديه ورفع باطنهما ، ثم قال : اللّهمّ إنّي أتقرب إليك بمحمد رسولك ونبيك ، وبوصيّه علي وليّك ، وبالاَئمّة من ولده الطاهرين ، الحسن ، والحسين ، وعلي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ويُسمّي الاَئمة إماماً إماماً إلى أن ينتهي لاِمام عصره.
    ثمّ يقول : اللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بهم. (4)
(1) 1 ـ التهذيب : 9/130 برقم 4.
    2 ـ الفقيه : 4/178 برقم 628.
    3 ـ دعائم الاِسلام : 2/344.
    4 ـ دعائم الاِسلام : 1/171.


(300)
    قال النوري : غير خفي على المنصف أنّه لو كان إسماعيلياً ، لذكر بعده إسماعيل بن جعفر بن محمد بن إسماعيل إلى إمام عصره المنصور باللّه والمهدي باللّه. (1)
    أقول : إنّه لم يذكر أسماءهم إمّا لكثرتهم ، أو لاِخفاء سرّهم كما ذكره في منظومته ، فيقول :
ولم يكن يمنعني من ذكرهم وليس لي بأن أقول جهراً وهم على الجملة كانوا استتروا بل دخلوا في جملة السواد حتى إذا انتهى الكتاب أجله بمنه مفتاح قفل الدين فقام عبد اللّه وهو الصادق إلاّ احتفاظي بمصون سرّهم ما كان قد أُدِّي إليَّ سِرّا و لم يكونوا إذ تولوا ظهروا لخوفهم من سطوة الاَعادي وصار أمر اللّه فيمن جعله أيّده بالنصر والتمكين مهدينا صلى عليه الخالق (2)
    إلى آخر ما ذكره ، ومراده من المهدي ، هو عبيد اللّه المهدي.
    إلى هنا تبيّن أنّه لا دليل على كون الرجل اثني عشرياً إلى آخر عمره ، أو كان اثني عشرياً ، وعدل عنها إلى الاِسماعيليّة.
    نعم بقي هنا شيء وهو أنّه ذكر في كتاب « الارجوزة المختارة » فرق الشيعة ، وردَّ على الرونديّة ، والزيديّة ، والجاروديّة ، والبتريّة ، والمغيريّة ، والكيسانيّة ، والكربيّة ، والبيانيّة ، والمختارية والحارثيّة ، والعباسيّة ، والرزاميّة ، ولم يذكر شيئاً ما عن الاِماميّة الاثني عشريّة.
    1 ـ المستدرك : 3/317.
    2 ـ الارجوزة المختارة : 192.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس