كتاب بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: 301 ـ 310
(301)
    و يقول :
وهذه أُصول قول الشيعة لاتّسع القول بغير فائدة ولو حكيت معها فروعه و كانت الحجة فيه واحدة (1)
    وهذا من العجب ، مع أنّالاثني عشريّة ، من أشهر الفرق ، وهذا يدفعنا إلى القول ، بأنّه كان يميل إليها بعض الميل ، واللّه العالم.

نظرة في كتاب الدعائم
    نرى في كتاب الدعائم أنّقاضي القضاة حفظ السنة المرويّة عن طريق أئمّة أهل البيت ، وأنّه أكثر الرواية عن الصادقين عليمها السّلام ، غير أنّه لم تكن له صلة بعلماء المذهب الاثني عشري ، ولذلك خالفهم في نفس كتاب الاِرث في موارد عديدة :
    1 ـ ممّا روي عن علي أنّه قضى في رجل هلك ، ولم يخلّف وارثاً غير امرأته ، فقضى لها بالميراث كلّه. وفي امرأة هلكت ولم تدع وارثاً غير زوج لها ، فقضى له بالميراث كلّه.
    فزعم أنّه يخالف ظاهر نص الكتاب ، وثابت السنة. (2)
    2 ـ ما روي عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه ، أنّهما قالا : لا يرث النساء من الاَرض شيئاً ، وإنّما تعطى المرأة قيمة النقض.
    قال : فهذا أيضاً لوحمل على ظاهره وعلى العموم ، لكان يخالف كتاب اللّه
    1 ـ الارجوزة المختارة : 236.
    2 ـ دعائم الاِسلام : 2/393.


(302)
جلّذكره ، والسنّة وإجماع الاَئمّة والاَُمة. (1)
    وما روي عن أئمّة أهل البيت ، في عدم إرث النساء من الاَرض ، مُخصص للقرآن والسنّة ، وليس مخالفاً؛ والمخالف هو المتباين.
    كما أنّ الردّ مازاد على الثمن والربع ، في الفرع الاَوّل إلى الزوج والزوجة ، لا يُعدّ مخالفاً للكتاب ، لاَنّالكتاب ساكت عن حكم مازاد على الفريضة.
    نعم نسب إليه المحدّث النوري ، أنّه ممّن يُحرّم المتعة ولكنّالوارد في النسخة المطبوعة خلافه ، قال القاضي : عن جعفر بن محمد ، أنّه قال : إذا تزوّج الرجل المرأة بصداق إلى أجل ، فالنكاح جائز ، ولكن لابدّأن يعطيها شيئاً قبل أن يدخل بها ، فيحل له نكاحها ، ولو أن يعطيها ثوباً أو شيئاً يسيراً ، فإن لم يجد شيئاً ، فلا شيء عليه ، وله أن يدخل بها ، ويبقى الصداق ديناً عليه. (2)
    و في خاتمة المطاف : من طالع كتبه التي أومأنا إليها ، يقف على أنّ الرجل فقيه إسماعيليّ ، يدافع عن المذهب ، وخلافة الخلفاء الفاطميين بحماس ، خصوصاً في كتابه « افتتاح الدعوة في ظهور الدعوة العبيدية الفاطمية ».

5
أحمد بن حميد الدّين بن عبد اللّه الكرماني
(352 ـ كان حيّاً سنة 411 هـ)
    حميد الدّين ، أحمد بن عبد اللّه الكرماني الداعي في عهد الحاكم باللّه (375 ـ 411 هـ) والملقّب بحُجّ ـ ة العراقين ، وكبير دعاة الاِسماعيليّة في جزيرة
    1 ـ دعائم الاِسلام : 2/396.
    2 ـ دعائم الاِسلام : 2/225 برقم 844.


(303)
العراق ، وصاحب التآليف العديدة في المذهب الاِسماعيلي وإثبات الاِمامة للفاطميين ، والردّ على مخالفيهم.
    « ظهر أثره وعظم شأنه في عهد الخليفة الفاطمي « الحاكم بأمر اللّه » وكان لقبه المشهور « حجّة العراقين » أي أنّه كان مسوَولاً عن شوَون الدعوة الثقافيّة في فارس والعراق ، وفي القاهرة كان مركزه كمقام (حجّة جزيرة) فهو أحد الحجج الاثني عشر ، المكلّفين بإدارة شوَون الدعوة الاِسماعيليّة في العالم ، ثمّاستخدم بعد ذلك كرئيس لدار الحكمة في القاهرة ، وهي الموَسسة الثقافيّة التي نستطيع أن نقول عنها : إنّها أوّل جامعة انشئت في العالم.
    وفد على القاهرة سنة 408 هـ ، بناءً على طلب المأمون افتكين الضيف داعي دعاة الدولة الفاطميّة في عهد الحاكم بأمر اللّه ، عندما حَمي وطيس المعارك الدينيّة ، وقامت الدعوات الجديدة وراج سوق البدع التي كانت تهدف إلى الغلو والانحراف عن واقع وأُسس الدعوة.
    ألّف كثيراً من الكتب أشهرها : « الرسالة الواعظة » في الردّ على الحسن الفرغاني ، القائل بإلوهيّة الحاكم بأمر اللّه ، و « البشارات » و « المصابيح » و « الرسالة المضيئة » و « المصابيح في إثبات الاِمامة » و « تنبيه الهادي والمستهدي » و « راحة العقل » و « الرسالة الدرّية » و « رسالة التوحيد في المعاد » و « الاَقوال الذهبية » و « تاج العقول » و « ميزان العقل » و « رسالة المعاد ». (1) وكتاب « الرياض في الحكم بين (الصادين) صاحبي الاِصلاح والنصرة » مطبوع ، إلى غيرها من الموَلفات.
    و قد ظلت سنة وفاته مجهولة بالرغم من وصول أكثر موَلفاته وآثاره إلينا.
    يقول الكرماني عن نفسه في مقدمة كتابه « راحة العقل » : وموَلفه حميد الدين ، أحمد بن عبد اللّه الداعي في جزيرة العراق وما وليها ، من جهة الاِمام
    1 ـ عارف تامر : مقدمة كتاب الرياض : 16 ـ 21.

(304)
الحاكم بأمر اللّه أمير الموَمنين ، المنصوص عليه من جهة القائمين مقام الرسولصلّى الله عليه و آله و سلّم على ما بيّناه في كتبنا المعروفة بكتاب « المصابيح في الاِمامة » و « مباسم البشارات » و « الرسالة الكافية » وكتاب « تنبيه الهادي والمستهدي ». ألّفه في سنة إحدى عشرة وأربعمائة (411) في ديار العراق. (1)
    وهذا النصّ يدل على أنّه كان حيّاً في تلك السنة.
    فما ذكره ايفانوف ، من أنّه توفي بعد سنة 408 بقليل ليس تامّاً.
    وكتابه « راحة العقل » ، من أشهر موَلفاته ، وقد حاول فيه أن يوفّق بين الفلسفة اليونانيّة وما دانت به الاِسماعيليّة. وقد ذكرنا شيئاً من خصوصيات كتابه عند البحث عن عقائد الاِسماعيليّة.
    يقول محقق الكتاب : يُعد الكرماني بحق شيخ فلاسفة الاِسماعيليّة فنحن نعلم أنّالدعاة قبله كانوا مختلفين أشدَّ الاختلاف في مسائل كثيرة ، فالداعي النخشبي وضع كتابه « المحصول » في فلسفة المذهب ، وجاء بعده أبو حاتم الرازي فوضع كتاب « الاِصلاح » وخالف فيه أقوال من سبقه ، ثمّ جاء أبو يعقوب السجستاني أُستاذ الكرماني فانتصر للنخشبي ، وخالف أبا حاتم ، ثمّجاء الكرماني الذي استطاع أن يوفّق بين آراء شيخه ، وبين آراء أبي حاتم ، ولا نكاد نجد خلافاً يُذكر بين علماء الدعوة الاِسماعيليّة في فلسفة المذهب ، بعد أقوال الكرماني ، وإن كنّا نجد خلافاً شديداً بينهم في المسائل التأويليّة ، لاَنّ التأويل شخصي يختلف باختلاف الداعي ، وكل كتب الدعاة بعد الكرماني تتفق مع ما ورد في كتاب « راحة العقل ». (2)
    وقد ترجمه مصطفى غالب في كتابه « تاريخ الدعوة الاِسماعيليّة » ضمن ترجمة سيرة الحاكم باللّه ، وأنهى كتبه إلى 33 كتاباً ، وذكر منها كتاب « الاِصابة في
    1 ـ راحة العقل : 20 ، مقدمة التحقيق للدكتور كامل حسين ، ومحمد مصطفى حلمي.
    2 ـ المصدر السابق : 17.


(305)
تفضيل علي على الصحابة ». (1)
    كما وترجمه خير الدّين الزركلي ، ولم يأت بشيء جديد. (2)

6
الموَيّد في الدين
(حدود 390 ـ 470 هـ)
    هبة اللّه بن موسى بن داود الشيرازي ، الموَيّد في الدّين ، داعي الدعاة من زعماء الاِسماعيليّة. ولد بشيراز سنة 390 هـ ونشأ وتعلّم فيها ، وكان له و لاَبيه دورٌ هامٌّ في بث الدّعوة الفاطميّة.
    وغادر مدينته خوفاً من السلطان أبي كاليجار فخرج متنكراً إلى الاَهواز سنة (329 هـ) ثمّ توجّه إلى حلّة منصور بن الحسين الاَسدي. وتوجه إلى مصر ، فخدم المستنصر الفاطمي ، في ديوان الاِنشاء وتقدّم إلى أن صار إليه أمر الدّعوة الفاطميّة (سنة 450 هـ)و لقب بداعي الدعاة ، وباب الاَبواب. ثمّنُحّي وأُبعَد إلى الشام ، وعاد إلى مصر فتوفي بها ، عن نحو ثمانين عاماً ، وصلّ ـ ى عليه المستنصر.
    و قيل : إنّه استطاع أن يدخل الملك أبي كاليجار في المذهب الاِسماعيليّ ، كما أدخل غيره من الوزراء و الاَُمراء ، وكان يفحمهم ويقنعهم بغزارة علمه ، وشدّة معرفته ، في أُصول العقائد الاِسماعيليّة ، وخاصّة نبوغه في علم التأويل الذي ترتكز عليه العقائد الفلسفيّة الاِسماعيليّة.
    عظم أمر الموَيد ، في تلك البلاد فسارت سيرته في الآفاق ، ولقد استدعي إلى بيت الدعوة في مصر ، نحو عام 438 ، ليلقي بعض المجالس التأويليّة ،
    1 ـ تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 241 ـ 243.
    2 ـ خير الدين الزركلي : الاَعلام : 1/156.


(306)
وليتدرب التدريب النهائي على يدي الاِمام ، فوصل القاهرة ودخل القصر معززاً مكرماً. (1)
    و له تصانيف عديدة منها :
    1 ـ المرشد إلى أدب الاِسماعيليّة.
    2 ـ المجالس الموَيديّة.
    3 ـ السيرة الموَيديّة.
    4 ـ ديوان الموَيد في الدّين.
    5 ـ أساس التأويل ، كتبه بالفارسيّة ترجمه عن العربيّة ، وأصل الكتاب للقاضي النعمان. (2) 6 ـ شرح العماد.
    7 ـ جامع الحقائق في تحريم اللحوم والاَلبان.
    8 ـ القصيدة الاسكندريّة.
    9 ـ تأويل الاَرواح.
    10 ـ نهج العبادة.
    وله قصيدة يذكر فيها حديث غدير خم نقتطف منها هذه الاَبيات :
لو أرادوا حقيقة الدّين كانوا و أتت فيه آيةُ النصّ بلغ ذاكم المرتضى عليٌّ بحق أهلُ بيت عليهم نزل الذكر هم أمان من العمى وصراط تبعاً للذي أقام الرسولُ يوم « خم » لمّا أتى جبريل فبعلياه ينطق التنزيل وفيه التحريم والتحليل مستقيم لنا وظل ظليل

    1 ـ تاريخ الدعوة الاِسماعيلية : 250.
    2 ـ خير الدين الزركلي : الاَعلام : 8/75.


(307)
    كما وتوجد ترجمة له بقلمه ، في كتاب أفرده في سيرته بين سنة 429 وسنة 450 ، و هو المصدر الوحيد للباحثين عن ترجمته ، طبع بمصر في 184 صفحة. وللاَُستاذ محمد كامل حسين المصري ، بكلّية الآداب ، دراسة ضافية حول حياة المُترجَم ، بحث عنها من شتّى النواحي في 186 صفحة ، وجعلها مقدمة لديوانه المطبوع بمصر ، ففي الكتابين غنى ، وكفاية عن التبسط في ترجمة الموَيد. (1)

7
ناصر خسرو (الرحالة المعروف)
(394 ـ 481 هـ)
    ناصر بن خسرو ، من أحفاد الاِمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) ، ولد في ذي القعدة عام 394 هـ في قصبة (قباذيان) من أعمال بلخ ، وتوفي عام 481 هـ ، وهو خراساني الاَصل ، بلخي المنشأ.
    و كانت أُسرته من الاَُسر الغنيّة ، وقد اهتمّ والد المترجم بتربية ابنه وتعليمه ، فحفظ القرآن وهو لم يبلغ بعدُ التاسعة من العمر ، ودرس اللغة العربيّة وآدابها ، والعلوم الاِسلاميّة ، وعلوم النجوم والفلك والحساب والهندسة والجبر وتضلع في الفلسفة ، إلى أن أُطلق عليه الحكيم.
    وكان شاعراً فحلاً في اللغة الفارسيّة ، وكان رحّالاً ، ترك الاِقامة في موطنه واعتزم القيام برحلات في بعض الاَمصار ، قاصداً فيها مكّة ، يرافقه أخوه أبو سعيد خسرو العلوي ، وغلام هندي ، فقد شرع برحلته في شهر شعبان عام 437 هـ فترك مرو وسافر إلى إقليم آذربيجان مارّاً بنيسابور ، فدامغان ، فسمنان ، فالري ، فقزوين ،
    1 ـ الاَميني : الغدير : 4/304 ـ 312.

(308)
ثمّ تبريز ، وقد وصلها في عشرين صفر عام 438 هـ ، وبعد أن أتمّ رحلته عام 444 هـ ، وقد بلغ من العمر 50 عاماً ، وقطع في رحلته هذه التي طالت سبع سنوات ، مسافة 2220 فرسخاً ـ وبعد أن ـ ساقه القضاء إلى مصر ، وتوطّدت الصلة بينه وبين الخليفة الفاطمي بمصر ، المستنصر باللّه ، أبو تميم معد بن علي ، الذي حكم مصر من سنة 427 هـ إلى سنة 478 هـ ، وقد أثرت فيه دعوتهم له ، فاعتنق مذهبهم على يد أحد حُجّاب الدعوة في القاهرة ، وسمّاه بالباب واجتاز المقامات ، والدرجات الخاصّة بكبار قادة هذا المذهب ، حتى بلغ درجة الحُجّة ، واعتبر أحد الحجج الاثني عشر ، في إحدى الجزر الاثني عشر ، حسب تقسيمات الفاطميين.
    وعاد إلى بلخ ، وصار بينه وبين علماء المذهب السني نقاش ومعارضة ، إلى أن هرب من بلخ قبيل سنة (453 هـ) ، فلم يزل ينتقل من مدينة إلى مدينة ، إلى أن انتهى به المطاف سنة (456 هـ) إلى مدينة « غاريمكان » الواقعة قرب مدينة بدخشان ، وأقام فيها مختفياً إلى أن وافاه الاَجل عام (481 هـ) فدفن هناك ، وقبره اليوم مزار للاِسماعيليّين.وقد ترك آثاراً كثيرةً نشير إلى بعضها :
    1 ـ « زاد المسافرين » الذي انتهى منه في سنة 453 هـ ، وهو من أضخم موَلفاته.
    2 ـ « وجه دين » في عقائد الاِسماعيليّة.
    3 ـ « خوان اخوان ».
    4 ـ « دليل المتحيّرين » الذي أراد أن يثبت فيه أحقّية المذهب الفاطمي.
    5 ـ إكسير أعظم في المنطق ، أو الفلسفة.
    6 ـ « رسالة المستوفي » في الفقه الاِسماعيلي. (1)
    1 ـ أعيان الشيع ـ ة : 10/202 ـ 204 ، من أراد المزيد فليراج ـ ع المصادر التالية؛ رياض العلماء : 5/232؛ مستدركات علم رجال الحديث : 8/55؛ طبقات أعلام الشيعة : 2/198؛ الذريعة : 21/15؛ معجم الموَلفين : 13/70.

(309)
8
محمد بن علي بن حسن الصوري
من علماء القرن الخامس
ولد في مدينة صور ، وعاش رَدْحاً من الزمن في مدينة طرابلس ، داعيّاً للفاطميين. هبط القاهرة في عهد الاِمام المستنصر باللّه الفاطمي (427 ـ 487 هـ).
    صنّف قصائد كثيرة ورسائل عديدة ، أشهرها « التحفة الظاهرة » و « نفحات الاَئمّة » وقد رجّح عارف تامر ، أنّه مات في حصون الدعوة الاِسماعيليّة الصوريّة بجبال « السماق » بعد تعيينه داعية للمذهب الاِسماعيلي فيها من قبل الاِمام « المستنصر باللّه ».
    و من أبرز تأليفاته ، القصيدة الصورية ، وقد ألّفها في عصر ازدهر فيه الاَدب ، وبرز إلى ميدان العلم والاَدب ثلّة من العلماء ، والاَُدباء ، الذين قَدَّموا للمكتبة الاِسلامية العديد من الموَلفات ، وجادت قرائح الشعراء بالشعر العربي الفاطمي ، الذي كان في ذلك العصر وسيلة من وسائل الدّعاية الدينيّة ، وداعياً للتعبير عن التعاليم الفلسفيّة وتعدُّ القصيدة الصورية من أقدم المصادر عن الاِسماعيليّة ، ومن أهم الرسائل المعبَّرة عن العقائد الاِسماعيليّة ، أو بالاَحرى ، من الرسائل التي تُشّكل عنصراً هامّاً في العقائد الباطنيّة ، ومرجعاً يرجع إليه عند اختلاف وجهات النظر ، ولذلك فقد تناقلتها الدعاة وحافظوا على سرّيتها وعدم تسرّبها.
    وإليك مقاطع من قصيدته يشير فيها إلى تلك العقائد الباطنيّة ، منها :
    1 ـ انّ الاَسماء والصفات ليس للّه سبحانه ، بل للمبدأ الاَوّل :


(310)
والعلم بالتوحيد أسمى العلم فكلّما يجري على اللسان وسائر الاَسماء والصفات فاصغ لما قد نال منه فهمي من سائر الاَفكار والاَديان للمُبدع الاَوّل لا للذات
    2 ـ توحيده سبحانه :
وسائل يسأل هل هو واحد قلنا له الواحد مبدأ للعدد والاَحد المبدع وهو الاَزل أوّل من قام بتوحيد الاَحد وصار للاَعداد أصلاً صدرت أم أَحدُ حتى يصح الشاهد والاَحد المبدي له الفرد الصمد والواحد المبدع وهو الاَوّل ودلّ بالعلم عليه من جحد عنه ومنه انبجست إذ ظهرت (1)
    
9
إبراهيم بن الحسين الحامدي
( ... ـ 557 هـ)
    إبراهيم بن الحسين الهمداني الحامدي : من دعاة الاِسماعيليّة وعلمائهم في اليمن ، عاصر الدّولة الصليحيّة فحينما قرّرت السيدة الحرّة أروى ـ من أميرات الدّولة الصليحيّة ـ أن تُفصل الدعوة عن الدّولة فصلاً تامّاً ، عقدت موَتمراً لكبار السلاطين والدّعاة لانتخاب من يتولّى رئاسة الدّعوة ، فوقع الاختيار على الداعي الذوَيب بن موسى الوادعي الهمداني (520 ـ 536 هـ) (2) ليتولّى هذه المهمّة.
    1 ـ القصيدة الصورية : 17 ، قسم المقدمة.
    2 ـ كذا في المصدر ، ولعلّ في التاريخ تصحيف.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الثامن ::: فهرس