العلامة الأمير السيّد علي الكبير الحسيني (ت1207هـ) سيرته العلمية وجهوده العمرانية

الشيخ منير صادق الكاظمي

مكتبة الجوادين العامة/ مؤسسة الحجة الراحل السيّد هبة الدين الحسيني

المبحث الرابع: الجهود العمرانية للسيد علي الكبير في كربلاء.

نسلط الضوء في هذا المبحث على الجهود العمرانية في البلدة المقدسة للسيد علي الكبير، وما أسهمت به من قيم حياتية ومدنية فيها، وقد حفلت الكتب التي ترجمت لهذا العالم الفذ في بيان خطواته وبصماته في هذا الشأن، فقد ذكر العلامة السيّد جواد هبة الدين في كراسه المختصر عن مخطوطة صدف اللآلئ ومخطوطة ذرى المعالي، فيما يتعلق بترجمة هذا السيّد ما نصه: ((هو الذي جلب الأموال الطائلة من الهند عام 1204هـ من النواب (يحيى خان اصف الدولة) خان بهادر (ملك إوَدَة)(1)، لبناء سور حول مدينة (كربلاء)(2) ليحميها من غارات الغزاة من الجزيرة (3)، وأنشأ دورًا لسكنى زوار الإمام الحسين عليه السلام، ورواتب لطلبة العلم فيها ...، كما حفر جدولًا يتفرع من نهر الفرات الى كربلاء سميّ بـ(الحسينية) (4) نسبة إليه، لإروائها والبساتين التي حولها، وانقاذهما من العطش الذي كان يتهددهما بين حين وآخر، ومَوّلَ لحفر جدول آخر من الفرات عبر الحلة الى الكوفة لإرواء مدينة النجف وقد سمي الجدول بـ(الهنديةِ)(5) نسبة الى الملك المذكور ))(6).

---------------------------------------------------------------

(1) (أوَدَة) إحدى دول الشيعة الأربعة في الهند تقع في الشمال والشرق ، عاصمتهم (فيض آباد) حكمت زهاء 134عام بين 1722- 1856م).ينظر مملكة أوَدَة الشيعية ودورها السياسي في الهند – محمد طاهر الصفار .

(2) قال السيّد محسن الأمين في هذا السور الذي هو أحد جهود هذا السيد: ((ومنها بناء سور على مدينة كربلاء وهو السور الباقي بعضه الى اليوم)). أعيان الشيعة، ج12، ص 466. وهذا الكلام يحكي بقاء شاخص السور الى أيام السيّد محسن الأمين.

(3) كان آخرها الغزو الذي تعرضت اليه في عام 1216هـ في الثامن عشر من شهر ذي الحجة، للتوسع في هذا ينظر تاريخ كربلاء وحائر الحسين 8، عبد الجواد الكليدار، ص233.

(4) جاء في وصف النهر هذا: ومما يزيد من مناظر كربلاء وجنانها روعة وابتهاجًا هو (نهر الحسينية) الذي يخترق بساتين كربلاء مبتدئًا بشمال المدينة ومنتهيًا ببحيرة أبي دبس حيث يصب فيها من جهة الغرب. ينظر تراث كربلاء، ص93.

(5) ورد في مجلة المرشد ما يشير الى زيارة أحد ملوك الهند وقيامه بتسوير النجف وحفر النهر وجاء ما نصه: فبعث بعد رجوعه الى الهند الأموال الطائلة على يد بعض العلويين الأشراف، وقد صرح صاحب المقال في هامش رقم (2) الصفحة 203من هذه المجلة بقوله :هو العلامة المذكور السيّد علي الكبير من علماء كربلاء. ينظر مجلة المرشد، مج4،ج4، 9حزيران 1929م، ص203.

(6) أورد هذا السيّد جواد في الكراس المذكور في الصفحة رقم 3، في رقم الترجمة للسيد (7). قال صاحب كتاب (تراث كربلاء ) فيما يتعلق برحلة أبي طالب خان الى كربلاء قول الأخير: ولا قيت في طريقي جدولين أولهما يقال له النهر الحسيني (الحسينية) على بعد أميال قليلة من كربلاء، والثاني من النهرين يقال له نهر الهنيدية أو الآصفي لان النوّاب آصف الدولة حفره بنفقاته وهو أعرض من النهر الحسيني والغاية من حفره إيصال الماء الى مرقد الإمام علي8 ينظر كتاب تراث كربلاء، ص30.