الى

العتبة العباسية المقدسة تفتتح صرحا علميا شامخا في ربوع مدينة البصرة

حفل الأفتتاح
افتتحت الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة يوم السبت 27 ذو الحجة 1434 هـ الموافق 2 تشرين الثاني 2013 م وضمن المشروع الثقافي الكبير الذي تبناه لأجل نشر الفكر والثقافة وخلق حراك فكري ومعرفي مركز تراث البصرة.
و المركز المذكور يعنى بجمع ذخائر التراث العراقي البصري والحفاظ عليه ودراسته ليكون هذا التراث حيا يسهم في صناعة الحاضر والمستقبل.
وقد جرى حفل الافتتاح على قاعة نفظ الجنوب في محافظة البصرة وبحضور شخصيات دينية و سياسة وأكاديمية وتفاعل كبير تفاعل من أهالي البصرة ومؤسساتها الثقافية.
وأستهل حفل الافتتاح بتلاوة آي من الذكر الحكيم ثم جاءت كلمة الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي والتي أكد فيها على أهمية الاعتناء بالتراث لأنه هوية كل أمة من الأمم، مبيناً خصوصية العراق بالنظر لما يمتلكه من ارث علمي زاخر فضلا عن عشق العراقيين للعلم والعلماء،
ثم تطرق الصافي في كلمته إلى بعض خصائص مدينة البصرة والتي منها الطبيعة الخلابة بنخيلها وملتقى النهرين فيها وطيبة اهلها وتراثها العميق الذي ارتبط بهذه الارض.
مؤكداً" لسنا في صدد ان نعرّف أهل البصرة بتراثهم بل نريد أن نتعرف على تراث البصرة من أهل البصرة, لكنها اطلالة ومحاولة للبحث عن كل ما من شأنه ان يبرز عراقة هذه المدينة".
وأضاف " إن الظروف الذي مرت به مدن العراق ومن بينها مدينة البصرة كانت صعب جداً، حيث حُورب فيه العلم والعلماء وطمست فيه معالم تراث البصرة ومحاولة تزويره لأغراض سياسية".
كما حث السيد الصافي أصحاب القرار على الاهتمام بمدن العراق خصوصا التي أوغلت في القِدم وأعطت لهذا البلد تراثاَ ضخماَ أضحى مصدر فخرٍ لجميع العراقيين، اذ ان افتخار الامم بأبنائها من العلماء والادباء والمفكرين الذين يعدون ثروة وطنية أمرٌ بديهي.
موضحاً" إن مبادرة العتبة العباسية المقدسة بهذا المشروع هي محاولة للذهاب الى عمق تاريخ بعض المدن والتي كان لها بصمة واضحة في صناعة تاريخنا وكانت كربلاء المقدسة المحطة الاولى ثم مدينة البصرة المحطة الثانية ثم الحلة الفيحاء المحطة الثالثة وستكون ان شاء الله محطة خامسة وسادسة. "
كما بين "ليس من الصحيح الوقوف عند تراث الماضين والتغني بأمجادهم ونرفع رؤوسنا بهم، مع أنه أمر جيد في ذاته، لكن ليس بمعنى الوقوف عند هذا الحد فقط اذ لابد أن تستمر عجلة العطاء والفكر في عموم مدن العراق ومن الامور المهمة أن تتهيأ كافة السبل والظروف للمفكر والعالم والكاتب والاديب لكي يكتب لذا هناك مسؤولية كبيرة على اهل هذا البلد ليلتفتوا لهذه المدن ويذللوا جميع الصعاب التي تقف أمامهم ".
وأشار في كلمته الى أهمية الجانب الاداري في الدولة في تسهيل مهمة هذه المشاريع، وان تكاتف أهل البصرة ضروري لنجاح هذا المركز، لأن البصرة الفيحاء كنوز ثقافية تحتاج لإبراز، وقد اخذت العتبة المقدسة على عاتقها ان تدعم جميع المشاريع التي تصب في الجانب الثقافي.
لتأتي بعدها كلمة مركز تراث البصرة، قام بإلقائها الدكتور عامر السعد، بيّن فيها: "أن الدراسين لتاريخ البصرة يُجمعون على أن لها تراثاً غنياً لا يقف عند حدود، فعلى هذه الأرض أُسّس علم النحو بتوجيهٍ من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) لأبي الأسود الدؤلي، وعلى هذه الأرض تعلّم كميل بن زياد(رضوان الله عليه) دعاء كميل المعروف الذي علّمه إيّاه الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وقد تحوّل المسجد الجامع في وقت أمير المؤمنين(عليه السلام) الى جامعة ترفد طلاب العلم بمختلف فنون المعرفة وهي أول جامعة أُسّست في الإسلام، ولأجل ذلك كله يجب دراسة هذا التراث باعتباره ركيزة للحاضر، وإن كثيراً من تراثها لم يُدرس بعد، فهو يحتاج الى جهود كبيرة للملمة شتاته وجمع متفرقه, وتوثيق ارتباط الأجيال بتراثها، ونحن نثمن الجهود التي بذلتها العتبة العباسية المقدسة والقائمين على هذا المشروع من أجل إنجاحه".
جاءت بعدها قصيدة للشاعر صدام الأسدي ثم كلمة للوفود المشاركة ألقاها الدكتور والباحث في مجال الآثار من جمهورية مصر محمد زيادة أوضح فيها: "أن هذا البلد غني بتراث أقدم العصور وأن له دوراً كبيراً في ازدهار الحضارة الإسلامية، وأغنى جميع الحضارات، وأن تراثه حضي باهتمام عالمي واسع، ويتجلّى ذلك بما خلّفه من تراث ثقافي ومعماري تأثرت به الحضارات والثقافات في مناطق مختلفة من العالم، فيجب وضع خطط منهجية مدروسة للحفاظ عليه".
ثم ألقى الأستاذ أبو مصطفى النجار قصيدة تغنّى فيها بحب أبي الفضل العباس(عليه السلام)، تلتها كلمة الوفود العربية المشاركة ألقاها الدكتور عبد الخالق هادي من جمهورية اليمن بيّن فيها: "نحن نشيد بالجهد الكبير الذي بذلته العتبة العباسية المقدسة في تأسيس مَعْلمٍ من معالم الفكر والثقافة يتصف بالرِّيادة والتجديد، والذي ينطلق من أهمية مدينة البصرة ضمن منظومة الثقافة الإسلامية، وارتباطها بأسماء صنعت للأمة تأريخاً، وهاهي اليوم تستعيد ذلك المجد".
ليختتم حفل الافتتاح بكلمة مدير الآثار والتراث في محافظة البصرة الأستاذ قحطان عبد الحليم، والتي بدأها بالشكر والامتنان للعتبة العباسية المقدسة بإدارتها وكوادرها على هذه المبادرة الثقافية المتميزة، والتي عجز عن تحقيقها الآخرون رغم أهميتها الكبيرة للنجاة من تيارات العولمة، فهي مبادرة لها أهمية قصوى في الحفاظ على المجتمع من الغرق في بحر العولمة الذي جاءنا بموجات كبيرة وخطط ذكية ومؤثرة، فالأمة التي لا تمتلك تراثاً أصيلاً ستسير مع ما تشتهيه رياح الحضارات الدخيلة وتعتاش عليها متطفلة، فيجب التمسك بالتراث العلمي وتحري مكامن الإبداع، ونحن على استعداد للتعاون مع العتبة العباسية المقدسة في مشروعها هذا والذي نتمنى له النجاح والموفقية".

تعليقات القراء
1 | د.أسامه غالب الأسدي | 23/02/2020 12:13 | العراق
بارك الله فيكم جميعا و تحياتي الخالصه للسيد الصافي المحترم و صلى الله على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: