الى

ممثل المرجع الديني الأعلى: واجب الجيش العراقي اليوم هو واجب مقدس إزاء حماية العراق وأبنائه ومقدساته..

السيد أحمد الصافي
أدلى ممثّل المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني، في لقاء هام عبر القناة العراقية الحكومية الساعة الثامنة والنصف من مساء يوم الأربعاء، بتصريح حول الأحداث الأمنية الأخيرة التي وقعت في محافظة نينوى ومناطق أخرى في البلاد.
وقال السيد أحمد الصافي في كلمته، إنّ بيان سماحة المرجع الأعلى يمكن فهمه من خلال النقاط الآتية:
الأمر الأول: المرجعية الدينية العليا قد عوّدتنا دائماً بأن تتابع الأمور التي تهمّ الشعب العراقي، ونصّ البيان وأكّد (المرجعية الدينية العليا تتابع بقلق بالغ التطوّرات الأمنية الأخيرة في محافظة نينوى والمناطق المجاورة لها) وهذه المتابعة تجعل جميع الإخوة المسؤولين إزاء موقف واحد، وهو لابُدّ من الاهتمام بجميع المفاصل التي يمرّ بها البلد، خاصة أنّ البلد يمرّ بين فترة وأخرى بمشاكل أمنية والتي قد تسبّب مشاكل أكبر، لذا فهذه المتابعة تجعل المسؤول أمام وضوح في اتّخاذ أي موقف، يمكن أن يستفيد منها ويعالج كثيراً من المشاكل التي قد تحدث مستقبلاً أو يراجع المشاكل التي حدثت سابقاً.
الأمر الثاني: حثّ الحكومة العراقية والقيادات السياسية فيها على أمر تكرّر في خطابات المرجعية، ألا وهو توحيد الصفوف والكلمة لجميع الكتل السياسية، ولقد ذكرنا سابقاً في خطب الجمعة أنّ حياة الناس ودماءهم ووحدة العراق هي خط أحمر، وهي من الأمور التي يجب على الجميع أن يؤمنوا بها، وأن يتكلّموا ويعملوا بها، من أجل توحيد الصفوف، والكلمة إذا تعرّض العراق لخطر، وأنا أسأل جميع الساسة الذين قد يختلفون: إذا كان هذا الأمر في هذا الظرف الذي يعمّ البلاد لا يوحّد مواقفهم، فأي أمر سوف يوحدها؟!! ومع ذلك ما زلنا نختلف على جزئيات قد تُنسينا الهمّ الأكبر.
العراق يحتاج لوقفة من كلّ الشرفاء القادة والساسة، من أجل أن يوحّدوا كلمتهم إزاء التحديات...
فالإخوة واقعاً يرون بأمّ أعينهم التحديات الكبيرة التي تستهدف العراق، ونادراً ما يمرّ يوم أو يومان إلّا ونسمع بمشكلة، لكن المشكلة الأخيرة قد دقّت ناقوس الخطر، وعلى الإخوة الذين تصدّوا للمسؤولية أن يكونوا بمستوى تحمّلها، بتوحيد الكلمة وجعلها تطبيقاً وليس شعاراً، وأن يتّفقوا في كيفية حماية البلاد والمواطنين، وعلى أن يكونوا موضوعيين في انتمائهم لهذا البلد الكريم وهو العراق، وهذه مسألة مهمة، فعلى الإخوة أن يستثمروا هذه الظروف من أجل أن يقفوا وقفة واحدة ليفوّتوا الفرصة على أعداء البلد.
الأمر الثالث: الذي ذكره البيان هو شحذ الهمة ومساندة القوات الأمنية وتأييدها، فالجيش العراقي هو جيش بطل له مآثر خالدة، وقد واجه تحديات كبيرة ووقف وقفة مشرفة، وإنّ واجبه اليوم هو واجب مقدّس إزاء حماية العراق وأبنائه ومقدساته، عليهم أن يعلموا جميعاً أنّ واجبهم الآن هو واجب مشرف، وهم يقاتلون القوى الإرهابية التي لا عقل لها ولا دين ولا ضمير، ولا تنتمي لأيّ قيمة سماوية أو أرضية، فهنيئاً لهذه القوات الأمنية، وأشدّ على أياديهم وهم يقاتلون هذا القتال الشجاع، وفي الوقت نفسه أُثير هذه الهمة فيهم..
قد سمعنا بعض الأخبار من أنّ هناك هروباً للبعض وتخلّياً عن المواقع، أنا أقول: إنّ الجندي العراقي الذي يحبّ وطنه وتكون الوطنية متأصلة فيه لا يفعل ذلك الأمر، وإن كنت أعتقد أنّ هذه الأخبار مبالغ فيها، فالهدف منها أن يُفتّ عضد الجيش العراقي، ولكنّه -إن شاء الله- أكبر من ذلك، وستكون إمكاناته أكبر من إمكانات هؤلاء..
ولقد اتصلت شخصياً بكثير من القادة الأمنيين الميدانيين، وللتاريخ أقولها، وجدت فيهم روحاً عراقية حميمية محبة للوطن، وروحاً قتالية كبيرة، وهم يحثّون الآخرين على القتال، وقد ذكروا أنّهم متمسّكون ومتجذّرون بالأرض التي عندهم، ولا يمكن أن يفرّطوا فيها، فأنا أشدّ على أيادي هؤلاء الإخوة من الضباط والمراتب والجنود، وأقول لهم: إنّ مهمتكم الآن هي مهمة وطنية شريفة، عليكم أن تصمدوا في الميدان، وإنّ بيان المرجعية عبَّر بتعبير رائع جداً، بأنّ أبناء الجيش العراقي هم أبناء المرجعية، وهذا -واقعاً- وسام يُفتخر به، فالآن الجيش العراقي بهذا الانتماء الى العراق..
كما شدّد البيان على أمر آخر وهو عليهم بالصبر والثبات (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ)، وهذا الثبات يجب أن لا يتزعزع، نعم المعارك كبيرة والتداعيات أكبر، والحمد لله أنّ قواتنا المسلحة مثقفة، وتفهم ما يحيط بها، وما تعيشه البلدان المجاورة التي طالتها أيادي الإرهاب، وكيف حاولوا أن يعيثوا فيها فساداً، وأن يكون هذا دافعاً لهم في استعادة جميع الأراضي التي قد سقطت بأيدي هؤلاء الإرهابيين، ويُرجعوا الفرحة في عموم العراق.
الأمر الرابع: هو الترحّم على شهداء الجيش وهذه إشارة الى قداسة هذه المعركة في مواجهة هؤلاء الإرهابيين، أنا شخصياً أعتقد ومن خلال معطيات كثيرة أنّ إمكانات الجيش العراقي أكثر من إمكانات الإرهابيين، وهذه الإمكانات تجعلهم يكونون أقوياء في الميدان، فلابُدّ من مراجعة الوضع الأمني، وهذه المراجعة تحتاج الى معرفة الكفاءات والقيادات.
هناك أمران مطلوبان في الجانب العسكري والقوات المسلحة، وهما المهنية في القيادة، والانتماء للعراق ومحبته، فالإنسان يدافع عن ترابه، وهذه مسألة في غاية التقديس، ليس في الديانات السماوية فقط، وإنّما في كل الديانات الوضعية والسماوية، فلابُدّ من أن يُشرب حبّ الوطن لكلّ من ينتمي لصفوف القوات المسلحة، فضلاً عن الاعتماد على المهنية الحقيقية، فهو يحتاج الى خطط وقوة، والحمد لله إنّ أغلب منتسبي القوات المسلحة فيهم الجانبين الأول والثاني، لكن مراجعة الأمور أمر صحّي، ونحن اليوم في معركة يدخل فيها الولاء للوطن، وهو أمر ضروري حتى لا يضعف الجنديّ ولا الضابط، ولا يحاول الإرهابي أن يأتي اليه بطمع أو إشارة أخرى في أن يترك هذا الموقع.
الجيش العراقي جيش كفوء وأبناؤه كفوؤن، ونحن لم نسمع عنهم إلا خيراً، الجيش اليوم محتاج الى من يبرز -واقعاً- ما يجري على الأرض، وتسليط الإعلام على نجاحاته، وأن يبيّن هذه الشجاعة، إضافة الى تكريمه، فهم يقاتلون قتالاً شديداً ويتحدّون جميع الظروف والصعاب، فالصفة العامة لهم أنّهم أبناء المرجعية وإن شاء الله هم أبناء بررة...
ولمتابعة التصريح فيديوياً اضغط هنا)
تعليقات القراء
1 | جوان نجيب | الاربعاء 18/06/2014 | الإمارات العربيّة المتّحدة
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته .. اتمنى ان يكون لنا المجال نحن العراقيون في الخارج رجالا ونساءا للتطوع لاجل نداء الوطن والعقيده . وجزاكم الله خير جزاء
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: