الى

وزارة التعليم العالي العراقية: ولادة الرسول الأكرم تدعونا للنهوض بالقطاعات التعليمية وتطوير مؤسساتها العلمية والبحثية لتتمكّن من إيصال رسالتها الى آخر تخوم مجتمعاتنا العطشى للحكمة..

الدكتور نبيل الأعرجي
خلال حفل افتتاح مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي التاسع كانت هناك كلمةٌ لوزارة التعليم العالي العراقية ألقاها الدكتور نبيل الأعرجي والتي جاء فيها:

"إنّه لمن دواعي السرور أن نقف اليوم في هذا اليوم المبارك وسط هذا الجمع الفاضل وفي ساحة من أقدس الساحات على مشرّفها آلاف التحية والصلاة والسلام، لنلتئم في مهرجان ربيع الرسالة السنوي التاسع ولنقف على أعتاب الأسوة الحسنة لنقتبس من هذا الاقتداء وهذه الأسوة مبادئ القيم الحقّة والأدوار الفعالة في حياتنا العملية، لتصل بنا الى ضفاف المصداقية والوثاقة ولتقودنا الى مبلغ الصيغ العلمية الحية للفكر والمبادئ المتسلّحة بالحكمة والمعارف الحقّة اقتداءً بهذا النور الملكوتي، إنّ سيرة المصطفى الأعظم(صلوات الله عليه) تشكّل دون ريب مقياساً وتفسيراً جلياً وبياناً للقيم والمبادئ والمعتقد الإسلامي بشكله النقيّ المتألّق والأصيل، وما أحوجنا أيها السادة والسيدات في مجتمعاتنا المعاصرة لأن يكون هذا الاقتداء بمصدر النور الرساليّ مبعثاً لنا لتأسيس قواعد رصينة ومعايير محكمة تقوم عليها جميع مشاريع مؤسساتنا العصرية فكراً ومنهجاً وتشريعاً وآليات تنفيذٍ لاسيّما في عرصة التعليم العالي، فالسيرة الفكرية المرتبطة بمنبع العلم الحقّ للرسول الأعظم تدعونا لتعميق البحوث والدراسات التحليلية والتفسيرية لهذه السيرة العطرة التي شكّلت للإنسانية أجمع هويتها الإنسانية المثلى وبصيغها التكاملية المرجوّة.

إنّ هذه الذكرى تدعونا للنهوض بالقطاعات التعليمية وتطوير مؤسساتها العلمية والبحثية كي تتمكّن من إيصال رسالتها العلمية والفكرية الناجعة الى آخر تخوم مجتمعاتنا العطشى للحكمة المحمّدية المنقذة من سدف الجهالة والضلال التي تغرق في متاهاتها البشرية اليوم.

ولعلّ تساؤلاً عظيماً يعنّ لنا في هذا المخاض الذي تتخبّط فيه البشرية اليوم، هل اتّبعنا خطى النبوّة المنقذة؟ وهل استنرنا بفيوضات الرسول الأسوة(صلى الله عليه وآله وسلم) حتى تجلّت بصدق في حركاتنا وسكناتنا؟ وهل نحن بالفعل أولى الناس برسول الإنسانية الأعظم؟ وهل كنّا زَيْناً لرسول الله ولآل بيته الأطهار؟ وهل تجسّمت التعاليمُ المحمدية في أعماقنا وارتقت بنا لنكون خير أمّةٍ أُخرجت للناس، وهل كنّا حقّ التبع والأتباع لصاحب أكمل الأديان وأتمّها؟

هي تساؤلاتٌ عظيمة توقفُنا موقف الاعتذار الشديد عند أعتاب الساحة النبوية، وتحملنا للإقرار بأنّنا ما جزيناه حقّ جزائه، ولا كنّا حقّ الأتباع المرجوّين، وما ارتقينا بسلوكنا ومنهجياتنا العلمية لنكون الأمّة التي يُباهي بها(صلوات الله تعالى عليه) الأمم، إنّنا مدعوّون لأن نستلهم من هذه الذكرى العطرة جمهرةً عظيمة من قيم النبوّة وأخلاق الرسالة ومن السلوك المحمّدي الرفيع، ليس في جزئيات يومياتنا فحسب بل في جميع استراتيجياتنا وخططنا المستقبلية والآنية، ولْنكُنْ مصاديق فعلية للحكمة المحمّدية المتعالية والعدل والرحمة النبوية والثبات والصلابة الأحمدية، لِنكونَ ضمن جمع العطاء والجد الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، حينها فقط نكونُ أهلاً لبناء أوطاننا.. ولكي نكون بحقّ الأمّة التي يُباهي بها الرسولُ الأعظم باقي الأمم.

وفي الختام نطأطئ هاماتنا إجلالاً لفيض السماء الذي أجهد نفسه في تبليغ الرسالة وأتعبها بالدعاء لملّته وشغلها بالنصح لأهل دعوته، فارفعه اللهمّ بما كدح فيك الى الدرجة العليا من جنّتك والفردوس الأعلى من كرامتك.. السلام عليك أيّها البشير النذير والسراج المنير نشهد يا رسول الله أنّك قد بلّغت الرسالة ونصحت للأمّة وجاهدت في سبيل ربّك وصدعت بأمره واحتملت الأذى في جنبه ودعوت الى سبيلة بالحكمة والموعظة الحسنة وأدّيت الحقّ الذي كان عليك، فالسلام عليك يومَ وُلِدْت ويوم رحلت عنّا ويوم تُبْعث حيّاً، وأنالنا الله شفاعتك في الآخرة إنّه سميع مجيب..".

ومن الجدير بالذّكر فإنّ مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي التاسع يُقام في الخامس عشر من شهر ربيع الأوّل ولغاية السابع عشر منه وتحت شعار: (الرسولُ الأكرم إتمامٌ للكلمة.. وإئتلافٌ للفُرقة)، ويُعقد بمناسبة ولادة سيّد الكائنات محمد(صلّى الله عليه ‏وآله) وحفيده الإمام جعفر الصادق(عليه السلام).
تعليقات القراء
1 | علي | 07/01/2015 | العراق
احسنتم النشر وبارك الله فيكم
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: