أقامت جامعة القادسية وبالتعاون مع العتبةُ العباسيةُ المقدّسةُ ندوةً علميةً بعنوان: (نمذجة الدِّماغ ديناميكيّاً) وذلك ضمن برنامجِها التواصُليّ مع المؤسّسات العلميّة والأكاديميّة ومنها الجامعات العراقية، حيث حاضر في هذه الندوة الدكتور شامل هادي محسن من جامعة أوكلاند الأمريكية (أستاذ عراقي مغترب)، وتمحورت هذه الندوات حول النظرية الديناميكية السببيّة للدّماغ (نظرياً وتطبيقياً) وهي جزءٌ من دراساتٍ وأبحاثٍ تقومُ بإجرائها نخبةٌ من الأساتذة الأمريكيّين من ضمنهم الدكتور المُحاضر، والذي قامت العتبةُ المقدسةُ باستقدامه من أجل إقامة محاضرات وندوات والعمل على خلق حالةٍ من التواصل العلميّ بين العتبة المقدّسة والمؤسّسات العلمية والأكاديمية، وفتح آفاقٍ جديدةٍ تسهم في تطوير الحراك العلميّ وتعمل على نقل ما توصّل اليه العالم في شتّى العلوم، وضمن إمكانيّاتها المتاحة التي لم تدّخرها بل عملت على تسخيرها في هذا المجال.
الندوة هي باكورةٌ لسلسلة محاضرات علمية أخرى ستُقامُ لاحقاً لتوضيح هذا الاختصاص والانتقال الى مرحلة التطبيق العمليّ، والتي تأتي انسجاماً مع مسيرة الجامعات وانطلاقاً من مبدأ الرقيّ بالجانب الأكاديميّ والعلميّ الذي يُعدّ الغاية الأسمى لتطوير قابليّاتها بكلّ ركائزها، والعمل على رفع واقع التعليم من خلال تطوير قدرات التدريسيّين وفتح باب الابتعاث لهم، والإسهام بتحسين قابليات الطلبة عبر ربط خبراتهم العلمية عن طريق مزج وتأطير التنظير العلمي بالواقع العملي.
وتمحورت الندوةُ حول البرمجيات العصبية للدّماغ والتطبيقات العملية لهذه البرمجيات وكيف يتحوّل الإيعاز العصبيّ إلى الدورة الدموية ومناطق الدّماغ، وعلاقاتها وآلية عمل التقاطعات والإشارات المرسلة وطرائق العلم الحديث في دراسة ديناميكية الدماغ، ومحاكاة لرحلة الدماغ والإيعازات العصبية التي تتضمّن جمع البيانات وتوحيدها وبرمجتها وفق نظامٍ معيّن يعمل بدقّةٍ عاليةٍ غير متناهية، حيث تُنتَجُ سلسلةٌ من الوظائف الذكية في زمنٍ قياسيّ معيّن، وبَيَّنَ أنّ المحيط البيئي يفرض سلوكياتٍ وطبائعَ وقابليات تجعل الشخص هادئ الطّباع أو متشنّجاً بحسب طبيعة البيئة التي يعيش فيها لكثرة ما يُشاهده من صورٍ مختلفة في حياته اليومية.
وشهدت الندواتُ تفاعلاً وحضوراً مميّزَيْن من قبل أساتذة وتدريسيّي الجامعات إضافةً لطلبة الدراسات العليا وغيرها، داعين في الوقت نفسه الى تكرار مثل هذه الندوات العلمية لأنّها تجعل الأستاذ والطالب العراقي على تماسٍّ واطّلاعٍ مباشر على ما يشهده العالم من طفراتٍ علميةٍ في مجالاته العلمية كافّة، وخاصة في هذا المجال الذي يُعتبر من الاختصاصات النادرة عالمياً.
جديرٌ بالذكر أنّ الدكتور شامل هادي محسن -أستاذٌ عراقيّ مقيم في أمريكا- حاصلٌ على الدكتوراه في الحاسبات الالكترونية من جامعة أوكلاند الأمريكية، وله بحوثٌ كثيرةٌ في النماذج الديناميكية السببيّة منشورةٌ في مراكز بحثية عالمية في أمريكا، وقام بتأليف كتابَيْن نُشرا في جامعتَيْ مشكان وأوكلاند، وقام بإلقاء المحاضرات وإقامة الدورات التدريبية منذ عام (2007م) في العديد من الجامعات العراقية.