الى

السيد السيستانيّ يُشدّد على أبنائه المجاهدين بوجوب مراعاة الآداب العامة للجهاد حتى مع غير المسلمين..

حملت وصايا المرجعية الدينية العُليا مضامين عديدة مثّلت النهج الثابت والرصين للأنبياء والأوصياء(عليهم السلام) على مرّ التاريخ، في وجوب مراعاة الجانب الإنساني حتّى في أكثر وأشدّ المواقف ضراوة.. فقد تشهد الحروب حالاتٍ من تصاعد هستيريا العنف وعدم الانضباط النفسي والوجداني، ممّا قد يؤدّي إلى حالةٍ من الانفلات غير المسيطَر عليه، والذي قد يؤدّي إلى ضياع الكثير من المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية التي يعمل تحت ظلّها المحارب العقائديّ..
لذا انبرت المرجعية المباركة في أكثر من خطبةٍ وخاصةً في وصاياها العشرين الأخيرة للمقاتلين في ساحات تحرير العراق من براثن الجهل والطغيان الداعشيّ المجرم المقيت، والذي أحرق الحرث والنسل وأهلك العباد والبلاد.. فكان لابُدّ من اليقظة، والوقوف بحزمٍ ضدّ تلك العصابات الإجرامية وردّ كيدها إلى نحورها من جانب.
ومن جانبٍ آخر عدم الانجرار وراء الفتنة الطائفية، وأخذ الحيطة والحذر من دوافع الانتقام التي قد تجرف البعض.. فجاء في الوصايا المباركة للمرجعية العُليا أنّ للجهاد آداباً عامّة لابدّ من مراعاتها حتى مع غير المسلمين، فقد ورد في سيرة النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله) أنّه عندما دخل مكّة منتصرًا جلس في المسجد، والمشركون ينظرون إليه وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم، أو يأخذ بالثأر قصاصًا عمّا صنعوا به وبأصحابه، فقال لهم النبيّ(صلّى الله عليه وآله): (يا معشر قريش، ما تظنّون أنّي فاعلٌ بكم؟)، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
واليوم إذ يعيش البلدُ ظروفاً غير طبيعية والشعبُ العراقيّ يواجه هجمةً بربريةً شرسة، نهضت مرجعيّتُنا العُليا بمسؤوليّتها تجاه الأمّة وبدورها الرساليّ المُناط بها في فتوى الجهاد الكفائي التاريخية الحكيمة أوّلاً وفي تنظيم حيثيّات تطبيق هذه الفتوى المقدّسة ثانياً، فجاءت التوصيات الرشيدة والتوجيهات السديدة من لدن المرجعية العُليا، وكان ممّا أوصى به سماحةُ المرجع الدينيّ الأعلى السيد علي الحسينيّ السيستاني(دام ظلّه الوارف) في النقطة الثالثة من وصاياه الكريمة للمقاتلين والمجاهدين في ساحات الجهاد والوغى والتي أصدرها مكتبه، إذ قال:
(فللجهاد آدابٌ عامّةٌ لابدّ من مراعاتها حتى مع غير المسلمين، وقد كان النبيّ(صلّى الله عليه وآله) يوصي بها أصحابه قبل أن يبعثهم إلى القتال، فقد صـحّ عن الإمام الصادق(عليه السلام) أنّه قال: (كان رسول الله(صلّى الله عليه وآله) إذا أراد أن يبعث بسريّةٍ دعاهم فأجلسهم بين يديه ثم يقول: سيروا باسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملّة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)، لا تغلوا، ولا تمثّلوا، ولا تغدروا، ولا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا صبيّاً، ولا امرأةً، ولا تقطعوا شجراً إلاّ أن تضطرّوا إليها).
تعليقات القراء
6 | غريبة بني هاشم العقيلة | 01/03/2015 | العراق
اللهم بحق محمد وآل محمد ص إحفظ السيد السيستاني دام ظله الوارف من كل مكروه وإبعد عنه كل ما يضره بحق محمد وآل محمد ص
5 | علي هاشم موسى الخرسان | الاحد 01/03/2015 | العراق
اللهم احفظ مرجعيتنا الرشيده اللهم انصر العراق وشيعة امير المومنين على القوم الكافرين
4 | سيدتي زينب | 28/02/2015 | العراق
السلام عليك ياامير المؤمنين
3 | حب علي | 28/02/2015 | العراق
حفظ الله المجاهدين
2 | حسين ستار جبار الفتلاوي | 28/02/2015 | العراق
السلام عليك ياابا الفضل العباس
1 | سامر النجفي | 28/02/2015 | العراق
اللهم احفض المرجعيه الرشيده
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: