الى

رئيسُ أساقفة البوسنة والهرسك: نحن سعداء أنّكم استطعتم تجديد هذا الضريح المقدّس في كربلاء المقدّسة بعد زوال حكم الطغاة..

الكاردينال بولتش
نحن سعداء أنّكم استطعتم تجديد هذا الضريح المقدّس في كربلاء والذي بقي لقرونٍ محافظاً على مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) الذي أسكته طغاة عصره بالقوّة وهو حفيد النبي(صلى الله عليه وآله) إلّا أن صوته لا زال مدوياً وهو رمزٌ لكلّ المسلمين في هذه الدولة والدول الأخرى وإلهامٌ للالتزام بالعدالة الاجتماعية ودوافع العمل الاجتماعي بالإيمان دون عنف، جاء هذا في كملة المونيسور ماتوزوفيكش مبعوث رئيس أساقفة البوسنة والهرسك الكاردينال بولتش والتي ألقاها في حفل افتتاح مهرجان ربيع الشهادة العالميّ الحادي عشر والتي بيّن فيها:
باعتباري أحد الضيوف من أوربا الشرقية ومندوباً شخصيّاً للكاردينال رئيس أساقفة سراييفو البوسنة والهرسك في هذا الحدث في كربلاء حيث يُقام الاحتفال الدوليّ بمهرجان ربيع الشهادة الحادي عشر، نودّ أن نعرب عن الفرح بأنّنا ضيوفكم وأقول هذا الكلام باسم أصحابي الذين رافقوني في السفر، علماً نحن قدمنا من البلدان التي حَكَمها الشيوعيّون منذ عام (1945) الى عام (1990)، وبقوّة الحكم أدخلوا رسميّاً الإلحاد في المدارس ووسائل الإعلام وميّزوا أعضاء الجماعات الدينية كمواطنين من الدرجة الثانية.
كما لدينا مع المسلمين الشيعة في العراق التجربة المشتركة في التمييز وقمع الأقلّيات الإثنية والدينية والقيم الثقافية، مع الأسف إنّ الغزو الأمريكي الوحيد الذي استطاع إزالة النظام الدكتاتوري في العراق وعواقب تلك الإزالة زعزعة استقرار البلاد سياسياً، نحن سعداء أنّكم استطعتم تجديد هذا الضريح المقدّس في كربلاء والذي بقي لقرونٍ محافظاً على مرقد الإمام الحسين(عليه السلام) الذي أسكته طغاة عصره بالقوّة وهو حفيد النبي(صلى الله عليه وآله) إلّا أن صوته لا زال مدوياً وهو رمزٌ لكلّ المسلمين في هذه الدولة والدول الأخرى وإلهامٌ للالتزام بالعدالة الاجتماعية ودوافع العمل الاجتماعي بالإيمان دون عنف، وقد أعطى الله لجميع مواطني هذا البلد الذين يعيشون فيه الأمن والرخاء واحترام بعضهم البعض وقبول الاختلافات التي لا ينبغي لنا أن نعتبرها تهديداً ولكن ثراءً.
أنا أقول هذا بصفتي الكاثوليكية وكمواطنٍ من البوسنة والهرسك التي تستعدّ لاستقبال زيارة البابا فرنسيس يوم السادس من حزيران، وهذا هو السبب في أنّ رئيس الأساقفة الكاثوليك في سراييفو لم يتمكّن أن يأتي شخصياً فأرسل مبعوثه الى هذا الاحتفال الدوليّ في كربلاء، رسالته الشخصية في احتفالكم والبحث العلمي الكاردينال كولج يربطه مع عام الرحمة للكاثوليك في العالم والذي أُعلن مؤخّراً من قبل البابا فرانسيس تحت شعار (الرحمن الرحيم هو الله القادر) هذا العام الرعويّ لنا الكاثوليك الكاردينال كولج يربطه مع شعار المهرجان لهذا العام (الإمام الحسين(عليه السلام) رحمة ربانية ودعوة إنسانية) جنباً الى جنب مع البابا فرانسيس الكاردينال، فهو يريد ويصلّي بأنّ نفتح جميعاً رحمة الله لأنّنا كمؤمنين نحتاج رحمة الله للإخوة والأخوات، ونريد أن نكون الشهود على الخير من الله، المسلمون في بلادنا سويّةً معنا نحن الكاثوليك فرحون بوصول البابا لأنّ البابا في حرب (1991) الى (1995) صارع من أجل حلّ عادلٍ للصراع بعد تفكيك يوغسلافيا بأن تكون البوسنة والهرسك دولةٌ كاملة، مسلمو البوسنة والهرسك مع تجربتهم في الحياة مع الكاثوليك والآرثوذكس واليهود في بلد، حيث لم يعد السلطانُ التركيّ رئيساً جنباً الى جنب مع غيره من المواطنين يمكن ويجب أن يعيش في سلام وبناء المجتمع المدنيّ التعدّديّ والمساهمة في الصالح العام، هناك ظاهرة في العراق وبعض البلدان الأخرى بعض المسلمين المتطرّفين يستخدمون العنف باسم الإيمان، وأنا كمسيحيّ وكمواطنٍ من البوسنة والهرسك أؤكّد من تجربتي الخاصة أنّ مسلمي البوسنة على استعدادٍ للعيش بسلام مع أولئك الذين يختلفون معهم، وإنّ الممثّلين الرسميّين يدينون العنف الذي يُرتكب باسم الإسلام ويطالبون ببناء مجتمعٍ مدنيّ متسامح والمساهمة في الصالح العام هي المهام التي تربط المؤمنين والمواطنين من العراق معنا في البوسنة والهرسك كمؤمنين وكمواطنين من بلد أوربي، في حين نشكر السيد البلداوي لتنظيم رحلتنا والسادة العلماء الأفاضل الذين خلال هذا الاجتماع سيتداولون التراث التاريخي والروحيّ للإمام الحسين(عليه السلام) من منظور (الإمام الحسين رحمة ربانية ودعوة إنسانية) وباقي المنظّمين للاحتفال بأكمله نرغب لهم بالنجاح لحشد اللقاءات للمؤمنين في كربلاء المقدّسة، والسلام عليكم..
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: