السيد الصافي مخاطباً معتمدي المرجعية الدينية: على المعتمد أن يحرص على أن لا يُستدرج، ولابُدّ أن يكون هو في مركز القيادة..

ألقى الأمينُ العام للعتبة العباسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي كلمةً في مؤتمر معتمدي المرجعية الدينية العُليا الذي أقامته العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية بمناسبة مرور سنة على صدور فتوى الجهاد الكفائيّ للدفاع عن أرض العراق ومقدّساته والذي سيستمرّ ليومَيْن، وقد بيّن في كلمته:

"الأخوة معتمدو المرجعية يشكّلون الآن الصدارة في المجتمع، وهم حلقة الوصل بين المرجعيّة وعموم الناس وهو نهجٌ تربويّ دأبت عليه الطائفة، لذا فلهم مكانةٌ مهمّة لأنّهم يُعَدّون ممثّلي المرجعية بين الناس وهذا الأمر يتطلّب أن يكون المعتمد على درجةٍ كاملةٍ من الإدراك لحفظ هذا الكيان وعدم المساس به، وهذا يأتي من خلال الأمور التالية:

أوّلاً: على المعتمد أن يكون قادراً على تشخيص الأمور بالشكل الدقيق، وقارئاً جيداً للمعطيات وتوجيهات المرجعية، وهذا له علاقةٌ كبيرةٌ بما يمرّ به البلد الآن.

ثانياً: أن يكون المعتمد على مستوى من الإدراك وأن يفهم ما تريده المرجعيةُ الدينيّة، وأن لا يتأثّر بالأمور الخارجية، وأن يكون قادراً على ضبط النفس كأن يرى حالةً من الظلم ولا يستطيع السكوت عنها، يجب أن يجعل الحقّ هو من يؤسّس ردود الفعل لا العكس فردودُ الفعل لا تؤسّس للحقّ.

ثالثاً: على المعتمد الذي يمثّل رمزية في قومه أن يحرص على أن لا يُستدرج، ولابُدّ أن يكون هو في مركز القيادة، فإن انقلبت الأمور وكان هو مُقاداً من قبل الآخرين فهذه مسألة خطرة، لأنّ البعض سيتّخذه جسراً لتحقيق بعض المآرب الأخرى.

رابعاً: المعتمد يجب أن يكون ذلك الشخص الذي يستمدّ منه المقاتلون في جبهات القتال الطاقة العزيمة ومحاولة رفع الروح المعنوية، وأن لا نجعل الأمور التي تحصل في الحرب تؤثّر على معنويات المقاتل، قطعاً هناك بعض الخسائر التي تحدث في ساحة الحرب لكن يجب أن نستثمر الأمور في الجوانب الإيجابية.

خامساً: يجب على المعتمد أن يحرص على توثيق هذه الانتصارات والأحداث التي يمرّ بها البلد الآن، لأنّها مهمّة في نقل الحقائق للأجيال القادمة، كما إنّها حفظٌ لحقوق الأبطال الشجعان كي لا تُزيّف الحقائق وتُسرق انتصاراتهم، وأن يُكتَبَ تاريخٌ حقيقيّ والعتبةُ على استعداد لطباعة هذه الكتب إن أُلّفت.

سادساً: على المعتمد أن يدير طاقات المجتمع وتوجيهها من أجل قضية الجهاد والمقاتلين الأبطال، وأن يحرص على إدامة الشعور لدى هؤلاء المقاتلين أنّ الشرعية معهم في حربهم.

سابعاً: ما يخصّ مواقع التواصل الاجتماعي فالأغلب يمتلك صفحاتٍ فيها، لذا لابُدّ أن تُدار هذه الصفحات بخبرةٍ إعلامية، بحيث تؤثّر بشكلٍ إيجابيّ مع ما يُنشر فيها والتركيز على الوقائع الحقيقية.

ثامناً: أن نعمل على التذكير دائماً بالمبادئ الأساسية لأنّها أساس قوّتنا وأن نبرزها للآخرين وأن نحافظ على سمعة المرجعية، فإنّها أولى من حياة المرجع نفسه لأنّها أمانةٌ يتناقلها مرجعٌ بعد مرجع والتاريخُ شاهد، ففي أحلك الظروف تبقى المرجعيةُ علماً يُستدلّ به وصاحبةَ حقّ وواثقة من خطواتها.

تاسعاً: على المعتمد أن يكون دقيقاً في نقل توجيهات وكلام المرجعية كما تصدر، ولا يصحّ أن يدخل كلام المرجعية في اجتهاد المعتمد وإنّما يجب أن يكون أميناً على ما ينقله ولا يتدخّل فيه ويؤوّل وفق ما يرى.