الى

السيد الصافي: العباءة ليست زيّاً وإنّما حجابٌ مكمّل لحجاب المرأة وجزءٌ من وقارها..

خلال الاحتفالية التي أقامتها العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة لتكريم نخبة من طالبات جامعة بابل المرتديات للعباءة الإسلامية الزينبيّة ضمن فعاليات وأنشطة مشروع فتية الكفيل الوطني للسنة الرابعة على التوالي والتي أُقيمت عصر يوم الجمعة (7رجب 1437هـ) الموافق لـ(15نيسان 2016م) كانت هناك كلمةٌ توجيهيّة للمتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) للطالبات المكرَّمات بيّن فيها قائلاً: "عمرُنا أمانة عندنا سنُعطيه أو سنُرجعه يوم القيامة نقداً بمعنى أنّنا سنقدّم بين يدي الله تبارك وتعالى غداً كلّ دقيقة وكلّ ساعة قد أخذناها في هذه الدنيا، ومن الواجب علينا أن نبيّن لبناتنا العزيزات اللواتي أبين إلّا أن يكُنّ في هذا الركب المبارك وهو أن يفهمن مسؤوليّتهنّ بشكلٍ واضح وهنّ في هذا العمر".

وأضاف: "إنّ الله تبارك وتعالى هو أرحم بنا من أيّ جهة كانت حتى وإن كانت أقرب الناس إلينا كالأمّ والأب، ومقتضى هذه الرحمة أن هيّأ لنا جميع أسباب الهداية لكي نكون دائماً في طريق آمن، وهذا الطريق الآمن فيه ضمانة سواءً كان في الدنيا أو في الآخرة، ونحن الآن نعيش أزمات كثيرة وهذه الأزمات فرضت نفسها علينا بحيث الإنسان لا يستقرّ يخرج من مشكلةٍ ويدخل في أخرى، لكن الإنسان الملتفت الذي يمتلك بصيرة يعرف كيف يتعامل مع كثيرٍ من المشاكل، ولعل بعضها ليست مشاكل ولكنّنا لسوء تدبيرنا نراها مشكلة، هذه الأزمات التي نمرّ بها واقعاً بسبب أنّنا ابتعدنا وأخذنا وتصوّرنا حلّاً وهو ليس بحلّ واقعي، فأخذناه وعشنا به ردحاً من الزمن، ثمّ اكتشفنا أنّه ليس بحلّ وأخذنا نفتّش عن حلٍّ آخر وهكذا يمشي العمر ونحن قد لا نجد ضالّتنا، فالله تبارك وتعالى لم يخلقنا عبثاً ولم يرفع يده عنّا وإنّما أوجدنا لحكمةٍ ولم يتركنا نصارع هذه الأمور لوحدنا وإنّما أرسل أنبياءً وكتباً وما علينا إلّا أن نفهم ما هي وظيفتنا".

وخاطب الطالبات قائلاً: "العباءة ليست زيّاً وإنّما جزءٌ من وقار المرأة، فحشمتها من حجابها، قد تُلبَسُ بقناعة تامّة أو حياءً من فلان وفلان، قطعاً (المؤمن القويّ خيرٌ من المؤمن الضعيف) والقويّ ليس بعضلاته وجسمه وإنّما القويّ بإيمانه وهو يختلف من شخصٍ الى آخر وهناك أسئلة قد تُطرح على إنسان تجد أجوبة متباينة ومختلفة وهذه الأجوبة ناشئة من تباين الشخص في قدرته الفكرية وفي هضمه لوظيفته".

وتابع السيّد الصافي: "الثقة بالنفس مطلوبة والثقة بالعمل الذي نعمله أيضاً مطلوبة، لذلك فالحجاب هو صيانةٌ للمرأة ولعلّ الشارع المقدّس اهتمّ بالمرأة اهتماماً كبيراً، ولم يُعطَ للمرأة حقٌّ ودور مثل ما أعطاها إيّاه، ولا شكّ أنّ مفهوم الحجاب هو مفهوم الحفاظ على شيء ثمين ولا شكّ أنّ المرأة شيءٌ ثمين، هذه المخلوقة التي اهتمّ بها الشارع المقدّس وقد ورد أنّ الإنسان إذا ربّى ثلاث بنات ضَمِنَ الجنّة، هذه لم ترد في الذكور وإنّما في الإناث، لماذا؟ لأنّ المرأة عزيزة ولها قيمة وأهمّية، هذه الأهمّية تستدعي أن تعرف المرأة ما هي منزلتها بشكلٍ حقيقي أمام الشارع المقدّس".

وأكّد السيد الصافي: "العباءة ليست زيّاً وإنّما حجابٌ مكمّلٌ لحجاب المرأة، هناك نوازع نفسية نحن مسؤولون –أخواتي- عن كلّ فعلٍ يصدر منّا، وهذه المسؤولية ليست مسؤولية ناشئة من تقصير عندنا وإنّما يعتزّ الإنسان عندما يكون مسؤولاً، وقيمة الإنسان عندما يكون مسؤولاً يعتزّ بذلك حتى يفرّق نفسه بينه وبين سائر المخلوقات".

واختتم: "العتبة العبّاسية المقدّسة سعت منذ ثلاث سنوات تقريباً للاحتفاء بأخواتنا الكريمات اللواتي كُنّ معتزّات بهويّتهنّ، وهذه هويّة وسمة طبعاً يُشكر عليها بالدرجة الأساس الأهل وأيضاً البنات اللواتي حملن هذه الهويّة رغم كلّ التحدّيات الموجودة، هذا الاحتفال هو تشجيع وتكريم لشيء قد يكون واجباً عليهنّ، لكن أيضاً في الواجبات نحتاج أن نبارك لهنّ هذا العمل الكريم، وندعو الله تبارك وتعالى أن يتمّم عليكنّ دائماً نعمة الستر والعافية والحياء، وإن شاء الله تعالى نستأنس عندما نرى المرأة تمسك عفافها بيدها وتمسك علمها باليد الأخرى وهي تجمع بين هاتين الفضيلتين".
تعليقات القراء
1 | خلدون ساطع | 17/04/2016 | العراق
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاكم الله تعالى خيرا
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: