الى

المرجعيّةُ الدينيّةُ العُليا في النجف الأشرف بحكمة فتواها حمت العراق من فتنة تفجير مرقد الإمامين العسكريّين في (2006 – 2007)، وأنهت خطر داعش في (2014)..

لم تفتأ المرجعيّةُ الدينيّة العُليا في النجف الأشرف من اختراق قلوب أهل البصيرة بحرصها الأبويّ ورعايتها لمصالح الأمّة وكلّ فئات ومذاهب وقوميّات شعب العراق وباقي الشعوب المسلمة. فالمرجعيّة التي وأدت الفتنة الطائفيّة بعد تفجير مرقد الإمامين العسكريّين(عليهما السلام) في عامي (2006-2007) في مهدها وقطعت الطريق أمام هدر دماء المسلمين فإنّها بذات النَّفَس الإسلاميّ السمح تمكّنت من الانتصار للأمّة بفتواها المباركة في مقارعة عصابات الإرهاب والتكفير الداعشيّ. العالم اليوم أكثر من ذي قبل قد وقف على أعتاب هذه الحقيقة والدور المحوريّ للمرجعيّة الدينية العُليا في النجف الأشرف وقدرتها المسدَّدة من السماء على حماية العراق ليس لوحده فحسب وإنّما مصالح الإنسانيّة جمعاء بنظرتها الثاقبة وحنكتها ودرايتها بمجريات وتفاصيل الأحداث المتسارعة.
فبعد الجريمة النكراء التي أقدمت عليها العصاباتُ الإرهابيّة والضلامية من أعداء أهل البيت(عليهم السلام) بتفجير قبّة مرقد الإمامين العسكريّين(عليهما السلام) أصدر مكتبُ المرجع الديني الأعلى سماحة آية الله السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظلّه الوارف) بياناً في (23 محرّم الحرام 1427هـ) جاء فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ).

لقد امتدّت الأيادي الآثمة في صباح هذا اليوم لترتكب جريمةً مخزيةً ما أبشعها وأفظعها، وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكري(عليهما السلام) وتفجير قبّته المباركة، ممّا أدّى إلى انهدام جزءٍ كبير منها وحدوث أضرارٍ جسيمة أخرى.

إنّ الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريّون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.
إنّ الحكومة العراقيّة مدعوّةٌ اليوم أكثر من أيّ وقت مضى إلى تحمّل مسؤوليّاتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدّسة، وإذا كانت أجهزتها الأمنيّة عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فإنّ المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى.
إنّنا إذ نعزّي إمامنا صاحب الزمان(عجّل الله فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل نُعلن الحداد العام لذلك سبعة أيّام، وندعو المؤمنين ليعبّروا خلالها بالأساليب السلميّة عن احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدّسات، مؤكّدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروّعة أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغاً يجرّهم إلى اتّخاذ ما يؤدّي إلى ما يُريده الأعداء من فتنة طائفية طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها.
ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
23/المحرّم الحرام/1427هـ مكتب السيّد السيستاني (دام ظلّه) النجف الأشرف

وكذلك استطاعت مرجعيّتنا الدينيّة الرشيدة بحكمتها أن تنتشل العراق والعراقيّين بفتوى الدّفاع المقدّس وتحفظ أرضه ومقدّساته من عدوانٍ آثم أراد أن يُهلك الأرض والنسل ويُكمل ما بدأ به أسلافه في عام (2006) وليجرّب حظّه العاثر مرّة أخرى فهبّ العراقيّون من كلّ حدبٍ وصوب لتلبية نداء المرجعيّة والوطن وما زالوا يسطّرون أروع صور الشجاعة والبسالة والبطولة والفداء.

فكانت المرجعيّةُ الدينيّة العُليا في النجف الأشرف –بحقّ- قد حمت العراق بفتواها من فتنة تفجير مرقد الإمامين العسكريّين(عليهما السلام) في عام (2006 – 2007) وأنهت خطر داعش على العراق والشرق الأوسط في (2014).
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: