المهندس ضياء مجيد
وأضاف: "ونحن نعيش ذكرى مولد الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ونعيش نشوة انتصارات حشدنا المقدّس والقوّات الأمنيّة البطلة على وجوه الإرهاب العالميّ الكالح على بلدنا العراق الحبيب، نزفّ إليكم اليوم بشرى إنجاز توسعة حرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بتسقيف الصحن الشريف، فبسواعد المخلصين وإخلاص الخيّرين ومساهمة الأصدقاء وحكمة ممثّلي المرجعيّة العُليا يعيش الشرفاء العراقيّون النصر والإنجازات ويحيون أيّام الله، فبعين الله ما يصنعون وسيكتب لهم الأجر وآثاره الى يوم الدين".
مؤكّداً: "إذا قال العراق فصدّقوه ... فإنّ القول ما قال العراق".
وأضاف قائلاً: "بوشر بالمشروع بعد أن تمّ اختيار نموذج التصميم من قبل سماحة السيّد الصافي وإدارة العتبة العبّاسية المقدّسة الذي حظي بمصادقة ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر والوزارات المعنيّة، لتأتي بعدها مرحلة التحدّي والعمل والمثابرة لينجز المشروع وفق التصاميم والمواصفات القياسيّة والمُدد المحدّدة، فتظافرت الجهود للشركة العراقيّة -شركة أرض القدس- وقسم المشاريع الهندسية والديوان الموقّر حتى أُنجز المشروع كاملاً بإضافة حرمٍ جديد بمساحة (5,000م2) خصّصت للزائرين الكرام وهو مجهّزٌ بكلّ الخدمات ووسائل الراحة ويستوعب أكثر من (20) ألف زائر في وقت الذروة".
وتابع الصائغ: "ولتحقيق وإنجاز هذا التسقيف كان لابُدّ من إنجاز عدّة مشاريع متزامنة معه وقبله ومنها:
أوّلاً: مشروع حقن وتقوية أسس أرضيّة العتبة المقدّسة الذي أُنجز بمساعدة الجامعات العراقيّة من خلال إجراء الفحص الزلزالي والجوثوغرافي وغيرها، والتي انتهت بمعالجة الأسس وحقن أكثر من (1000طن) من الاسمنت المعالج في التربة.
ثانياً: مشروع بناء طابق ثانٍ للعتبة المقدّسة، فالكلّ يعلم بأنّ الصحن القديم قبل التطوير عبارة عن طابقٍ أرضيّ ونصفيّ وسور الصحن، فتمّت إضافة الطابق الثاني وأُخذت بنظر الاعتبار الأحمال والأثقال المتعلّقة بمشروع التسقيف.
ثالثاً: استكمالاً لتلك المشاريع الحيويّة كان لابُدّ من تهيئة الأجواء المناسبة للزائرين في الصحن بعد التسقيف، فكان مشروع منظومة التبريد والتدفئة الذي من خلاله تمّ تجهيز أكثر من (5,000) طن تبريد الى الصحن والأواوين ومشروع التوسعة.
رابعاً: مشروع الطاقة الكهربائيّة، حيث من خلاله تمّ نصب ثلاث محطّات كهربائية (p1, p2, p3) في مواقع مختلفة للعتبة المقدّسة تغذّى من خطوط الطاقة في الشبكة العامّة، إضافةً الى تجهيز مولّدات عملاقة للمشروع.
خامساً: مشروع دراسة جاهزيّة جدران الصحن الداخلي والحرم والطارمة الأماميّة لتحمّل أوزان المشروع، حيث هناك أكثر من (1,200) طن ستُسلّط على الجدران وهذه الجدران متفاوتة في القِدَم والبناء ولا علم لنا بتفاصيلها".
وأضاف: "من أجل إنجاز هذا المشروع تمّت الاستعانة بالجامعات العراقيّة الموقّرة وبالأخصّ جامعة بابل لمعرفة جاهزيّة هذه الجدران لتحمّل أوزان التسقيف ومن خلال النتائج المستخرجة من التحليل تمّت معالجة وتقوية كلّ جزءٍ على حدة، حيث تمّت إضافة جسرين متوازيين من الكونكريت المسلّح على مسافة مترين محيطين بكامل الصحن من الداخل وفوق السطح ليكون وسطها مرتكزاً لجسور السقف على جدار الأواوين، وتمّت معالجة جدران الحرم بإضافة أعمدة كونكريتيّة مسلّحة عملاقة كلّ ستّة أمتار ملاصقةٍ لجدران الحرم مرتبطةٍ بجسرٍ عملاق من الأعلى ليكون مرتكزُ الحمل للسقف الحديدي على جدار الحرم".
مبيّناً: "خلال فحص أعمدة الطارمة الذهبيّة لباب قبلة الحرم وُجد أنّها ضعيفة وتحتاج الى تدعيم وتقوية، ولأوّل مرّة في العراق تمّ استعمال الألياف الكربونيّة لتقوية هذه الأعمدة وتمّ تدعيم أسسها لتكون جاهزةً للمشروع".
واستدرك الصائغ قائلاً: "كلّ هذه المشاريع أُنجزت بصورةٍ تكامليّة مع مشروع التسقيف وخلال مدّةٍ زمنيّة واحدة، بالإضافة الى مشروع التوسعة الأفقيّة والأبواب، وأنتم تعلمون التوافد الكبير على مدينة كربلاء خلال الزيارات المليونيّة وحتّى في الأيّام العاديّة، ممّا يؤدّي الى توقّفات في العمل خارجة عن إرادتنا، فضلاً عن عدم وجود مساحة عملٍ لكلّ هذه المشاريع في آنٍ واحد سوى سطح الصحن وبعض الأرصفة المجاورة".
وبيّن: "بهمّة الغيارى وببركة صاحب المرقد الطاهر والدعم اللامحدود من إدارة العتبة المقدّسة توّج الصحن الشريف بهذا التاج الرائع وهذا الصرح الجميل الذي جاء ناضجاً ساحراً قد لبّى كلّ المواصفات التي وضعها سماحةُ السيد الصافي(دام عزّه) بأن ينفّذ المشروع بدون أيّ عمودٍ في الوسط، وأن لا يحجب الرؤيا للمنارتين والقبّة من الداخل، وكذلك أن لا يرتفع السقف عن مستوى السور لكي لا يحجب الرؤيا من الخارج، ونفّذ هذا المشروع باستعمال أرقى المواصفات العالميّة الحديثة، حيث الهياكل الحديديّة المغلونة الخفيفة الوزن ومادّة السقف الخفيفة العازلة وموادّ المرايا والمقرنصات والقبب وغيرها نترك تفاصيلها للشركة المنفّذة".
مضيفاً: "نحتفل اليوم بإنجاز هذا المشروع الرائع الذي تمّ بجهودٍ وطنيّة خالصة، وأكرّرها مرّةً ثانية (إذا قال العراق فصدّقوه ... فإنّ القول ما قال العراق) فلنا صولة ولنا دولة ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله".
واختتم الصائغ: "لا يسعنا اليوم إلّا أن نشكر تلك العقول الحكيمة والأيادي النزيهة التي ساهمت بإنجازه وأخصّ بالذكر سماحة السيّد أحمد الصافي(دام عزّه) والمهندس المعماري حميد مجيد الصائغ مدير شركة أرض القدس العراقيّة، فكلّ شيء جميل وتفصيل صغير وكبير يخصّ الارتفاعات ومساحات الرؤيا وغيرها من اختيار المواد والبدائل كان لهما الفضل فيه، والشكر موصول أيضاً الى ديوان الوقف الشيعيّ الموقّر الجهة الساندة والداعمة لمشاريع العتبة المقدّسة لاسيّما هذا المشروع، وأخصّ بالذكر سماحة السيد صالح الحيدري وسماحة السيد علاء الموسوي والسيد موسى الخلخالي(دامت توفيقاتهم)".