الى

رئيسُ ديوان الوقف الشيعيّ: العراق يقف اليوم ليُقاتل داعش نيابةً عن كلّ البشر وعن كلّ الأحرار..

سماحة السيد علاء الموسوي
"في هذه المناسبة الكريمة نسأل الله تبارك وتعالى أن يتمّها علينا بالنصر المؤزّر لأبطالنا الذين يجاهدون في جبهات القتال، ويقفون مواقف صعبة جدّاً في مواجهة أعداء الإنسانية أشرس الأعداء الذين عرفتهم الإنسانيّة، نواجههم اليوم نيابةً عن جميع البشر، فالعراق يقف يقاتل داعش اليوم نيابةً عن كلّ الناس وعن كلّ البشر وعن كلّ الأحرار وعن كلّ من يعتقد بحقوق الإنسان".

جاء هذا في كلمة ديوان الوقف الشيعي التي ألقاها رئيسُ الديوان السيّد علاء الموسوي خلال حفل افتتاح مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الثالث عشر الذي يُعقد تحت شعار: (الإمام الحسين-عليه السلام- غيثٌ منهمر وفيضٌ مستمرّ) والذي انطلقت فعاليّاته عصر هذا اليوم الأحد (3شعبان 1438هـ) الموافق لـ(30نيسان 2017م)

وقد جاء فيها بعد التحية والسلام: "إنّ معرفة أولياء الله تبارك وتعالى نعمةٌ يمنّ بها الله تعالى على عباده، فإنّ معرفة الإمام المفترض الطاعة الذي جعل حجّةً على الخلق أجمعين هي الباب الذي يلج منه الإنسان الى كمال إنسانيّته، ويلج منه الى كمال عبوديّته، والحسين(عليه السلام) الذي نحتفل في هذه الأيّام بميلاده المبارك هو كالكتاب الكريم الذي لا يمسّه إلّا المطهّرون، فلا يُمكن لنا كبشرٍ عاديّين أو علماء أو فضلاء أو حكماء أن ندرك حقيقة هذا الرجل العظيم، إلّا بما عرّفنا الله تبارك وتعالى في كتابه وعرّفنا نبيّه في سيرته وسنّته وعرّفنا نفسُ الحسين بنفسه (عليه السلام)".

وأضاف : "هناك مصادر لمعرفة الحسين(عليه السلام)، وهذه المصادر مصادر حصريّة لا يمكن لأحد أن يكشف هذه الحقيقة الحسينيّة في اجتهادٍ شخصيّ في منأى عن تلك المصادر الحصريّة، فلابدّ أن يتسند الى الكتاب كيف تحدّث عن سيّد الشهداء ووصفه بأنّه النفس المطمئنّة في سورة الفجر، لذلك ورد في الرواية أنّ هذه السورة مختصّة به (صلوات الله عليه)، وإنّ من أدمن قراءتها في صلاة الفجر كان مع الإمام الحسين في ذلك اليوم الآخر".

موضّحاً: "فالكتاب الكريم وصف الحسين(عليه السلام) بأنّه النفس المطمئنّة وتحدّث عن الحسين(عليه السلام) ضمن خمسة أطهارٍ عظّمهم في آية التطهير وهكذا في آياتٍ أخر كثيرة، لذا فالحسين(عليه السلام) في القرآن شاخصٌ من شواخص أهل البيت(عليهم السلام) الذين اهتمّ بهم وبتعظيمهم كتاب الله وهكذا نبيّنا(صلى الله عليه وآله)، وكان للحسين(عليه السلام) في سيرته وسنّته وفيما أوضح من بيانات حصّة عظيمة للحسين(عليه السلام)، بيّن فيها منزلة هذا الرجل العظيم وقدره عند الله تبارك وتعالى ودوره في هذه الأمّة وفي بقاء هذه الرسالة، إذن معرفة الحسين(عليه السلام) لها مصادر حصريّة لا يُمكن لأحدٍ أن يتجاوز تلك المصادر وينتقل أو يقفز الى الاجتهاد الشخصيّ، وينظر فقط الى كربلاء ويفسّر كما يحلو له، هناك الكثير من التوجّهات الفكريّة المختلفة التي ترغب في أن تنتمي الى الحسين(عليه السلام) ولو بظاهرٍ من الانتماء، الحسين(عليه السلام) شاخصٌ إنسانيّ عظيم يتشرّف كلّ أحدٍ بالانتماء اليه ويتشرّف كلّ توجّه فكريّ بالالتصاق به وادّعاء المنشأ منه، كما هو أمير المؤمنين(عليه السلام) الكلّ يحاول أن يلصق نفسه بعليّ بن أبي طالب من مذاهب ومسالك وتصوّف ومن أفكار وتوجّهات، لأنّ عليّاً(عليه السلام) شاخصٌ لا يُمكن تجاوزه فكذلك الحسين(عليه السلام)، ولهذا قد يُبتلى الفكر الحسينيّ ببعض المقالات من بعض الأشخاص غفلةً أو جهلاً أو عدم معرفة بالحال، يكتبون عن الحسين(عليه السلام) كما يتصوّرون هم بعيداً عن عالم النصّ وبعيداً عن عالم الكتاب الكريم، لا أحد يعرف الحسين(عليه السلام) ويستطيع أن يعرفه كالكتاب الكريم، لا أحد يعرف الحسين كبارئه وخالقه، ولا أحد يعرف الحسين كجدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكأبيه أمير المؤمنين(عليه السلام)، ولا أحد يعرف الحسين كما يعرف الحسين نفسه ولا أحد يعرّف بالحسين كما يعرّف به أبناؤه الأئمّة الطاهرون(عليهم السلام)".

مختتماً: "في هذه المناسبة الكريمة نسأل الله تبارك وتعالى أن يتمّها علينا بالنصر المؤزّر لأبطالنا الذين يجاهدون في جبهات القتال، ويقفون مواقف صعبة جدّاً في مواجهة أعداء الإنسانية أشرس الأعداء الذين عرفتهم الإنسانيّة، نواجههم اليوم نيابةً عن جميع البشر، فالعراق يقف يقاتل داعش اليوم نيابةً عن كلّ الناس وعن كلّ البشر وعن كلّ الأحرار وعن كلّ من يعتقد بحقوق الإنسان، أسأل الله تعالى التوفيق لكم جميعاً لإتمام هذه الزيارة على أحسن حال وأن تستفيدوا ونستفيد جميعاً من فعاليّات هذا المهرجان الثقافيّة الرائعة، وأن نرجع الى بلادنا جميعاً بأفكار نيّرة وصحيحة عن سيّد الشهداء(صلوات الله وسلامه عليه)".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: