الى

وكأن جدار صحن أبي الفضل العباس (عليه السلام) ينادي يا حسين، يا عباس، يا زينب...

بكى على مصاب الإمام الحسين (عليه السلام) كل شيء في الوجود، ويبدو أن ظاهرة البكاء على الحسين (عليه السلام) واستذكار مصابه لا تخص بني البشر وحدهم وهذا ما أكدته النصوص القرآنية والأحاديث والروايات التاريخية، فضلاً عن الوقائع الحاضرة .
فعن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: (إن أبا عبد الله عليه السلام لما مضى بكت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى).
وحيث نقل ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق أنه " يوم قُتِلَ الحسينُ.. لم يقلبْ حَجَرٌ ببيت المقدِس إلاّ أصبحَ تحتَهُ دمٌ عبيطٌ ".
ولا حصر للروايات الواردة في هذا المجال والتي تؤكد حقيقة واحدة مفادها أن الإمام الحسين (عليه السلام) له منزلة عند الله تعالى لا يمكن تصورها، وله كرامات وخصائص لا لأحد سواه من أمثالها، ولا غرابة أن يبكي عليه الكون وما فيه، فما بالك لحجرٍ شيّد جدار ضريح من قال فيه الإمام الحسين (عليه السلام) حين ارتقى شهيداً بين يديه ( الآن انكسر ظهري ) .
والقاصد لزيارة مرقد حامل لواء الحسين (عليهما السلام) وقائد جيشه أخيه أبي الفضل العباس في هذه الأيام، كانه يستشعر بهذا الأمر ويعيشه في عقله ووجدانه، فأينما يقع بصره وعلى أي جزءٍ في صحنه المطهّر يجد عبق عاشوراء ينبض، وذلك من خلال أجواء الحزن العاشورائي الذي ترجمته شعبة الخياطة في العتبة العباسية المقدسة عندما أخذت على عاتقها توشيح الصحن المطهّر بالسواد وبتصاميم عزائية فريدة، وجميعها تنبض بعبارات( يا حسين، يا عباس، يا زينب )، تلك الثلاثية التي طرزت جدار الصحن الشريف للمولى أبي الفضل، واستقت من نورهم ضياء المجد والخلود .
حيث تم تغليف أواوين العتبة المقدسة وما يحيط بها وما بينها بالسواد، وحسب قياسات تم أخذها مسبقاً، جميعها مطرزة بعبارات العزاء العاشورائي، إضافة الى ابياتٍ شعريّة، ومقولات زمجر بها أبي الفضل العباس (عليه السلام) في واقعة الطف الخالدة، واقوال الأئمة سلام الله عليهم فيه .
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: