أكدت مديرةُ قسم الشرق الأدنى في المعهد الألمانيّ للآثار البروفيسورة -ماركريت فان اس-: "إنّ مقتنيات متحف الكفيل والتي عرضت بشكل جميل، تعكسُ تاريخاً حضارياً مشرقاً من تاريخ العراق، وتختزل مراحل تاريخية مهمة، يزخر بها العراق، وإن انعقاد هذا المؤتمر يفتح ابواباً للنقاش والمداولة ليس للعراقيين وحسب وانما لجميع المختصين بالجانب المتحفي من أجل تطويرها والنهوض بها".
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقتها نيابة عن الوفود الأجنبية المشاركة في مؤتمر الكفيل الدولي للمتاحف والذي انطلقت فعاليته اليوم الخميس (15ذو الحجة 1438) هـ الموافق لـ (7 ايلول 2017)م.
وأضافت: "انه لشرف كبير أن أشترك بهذا المؤتمر الدولي وان امثل الوفود الأجنبية المشتركة فيه لباحثين من الجامعات العراقية والأجنبية والمختصين والمهتمين بالشأن المتحفي، وإن شعار هذا المؤتمر (المتاحف حضارة واقتصاد) يتضمن العديد من النقاط ذات الأهمية، وبالأخص ما يعنى بالحفاظ على الإرث الحضاري".
وتابعت: "العناصر المتحفية هي شاهد لهوية المجتمع وتأريخه، وهي تذكرنا ليس فقط بتأثيرات الأشخاص بعضهم على بعض، وانما تذكرنا بتاريخ المباني التاريخية والدينية بمختلف وظائفها، فهي شاهد هام على ما مر عليها من أحداث، وخاصة المؤثرة فيها، فهي شاهد على العصور بمختلف حقبها".
وبينت فان اس: "العناصر المتحفية هي تعطينا صورة عن ملامح المجتمع، وكذلك عن الاختلافات الحضارية بين المجتمعات المجاورة، وتشكل الصورة العامة عن الدول، وبذلك تمثل ذاكرة الشعوب، وهذا يحتم علينا المحافظة عليها ورعايتها والاهتمام بها".
وأكدت: "ليس فقط مقتنيات المتحف هي جزء من الإرث الحضاري، وإنما الآثار غير المنقولة، هي جزء منه، والعراق في إرثه الحضاري تمثله العديد من الأبنية الشاخصة، وتمثل حضارته كالمواقع الأثرية، وكل هذا يشكل الصورة الحضارية للعراق، وبادرة عن واجهته وهويته، هذا الإرث الحضاري يشكل نقطة التعرف على المجتمعات وتأريخهم".
مضيفة: "إن هذا الإرث اليوم يعاني من اخطار التهديم والتخريب، وان ما قام به داعش من تدميره في شمال العراق من آثار لهو شاهد على ذلك".
وتابعت: "تعاني آثار العراق الى الإهمال والتخريب نتيجة لعوامل وظروف عدة منها؛ بسبب غياب الإرادة السياسية؛ لأنه في بعض الأحيان تغلب المصالح الشخصية على المصالح العامة".
وأضافت: "الخطط غير المدروسة في تنفيذ العديد من الأبنية الحديثة، يمكن أن تكون عاملاً هاماً في تخريب هذا الإرث الحضاري، وأن الكثير من المدن قد فقدت هويتها وطابعها الحضاري نتيجة التوسع العمراني الحديث، كذلك غياب المعرفة بأهمية وقيمة هذا الإرث الحضاري".
وأكدت فان اس: "إن المصالح الاقتصادية الشخصية لبعض الأشخاص تسبب ضرراً كبيراً للمتاحف، وإرثنا الحضاري بالنسبة لنا كأثريين ومعنين بالتاريخ، يقع على عاتقنا وواجبنا توضيح وتقديم المعرفة لكل مدينة تحمل قيماً تاريخية، ومنها مدينة بابل التي عانت ومازالت تعاني من غياب واهمال".
وتابعت: "لدينا عمل مشترك مع العراق ومؤسساته المختصة بالأثار، ومنها وزارة السياحة والآثار العراقية، وهذه العلاقة طويلة تمتد منذ عام 1955، ومن جملة هذه العلاقات هو ما حققنا من عمل مشترك مع متحف الكفيل التابع للعتبة العباسية المقدسة فهو متحف متخصص يشكل عنصراً هاماً من المشهد الحضاري في العراق، وفيه عرض جميل للهدايا التي قدمت للعتبة العباسية المقدسة، والتي تعكس تاريخاً حضارياً مشرقاً من تاريخ العراق".