الى

اعمال العشر الاواخر من شهر رمضان

كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يطوي فراشه ويشدّ مئزره للعبادة في العشر الاَواخر من شهر رمضان، وكان يوقظ أهله ليلة ثلاث وعشرين،وكان يرشّ وجوه النيّام بالماء في تلك اللّيلة وكانت فاطمة صلوات الله عليها لا تدع أهلها ينامون في تلك اللّيلة وتعالجهم بقلّة الطّعام وتتأهّب لها من النّهار، أي كانت تأمرهم بالنّوم نهاراً لئلا يغلب عليهم النّعاس ليلاً، وتقول:(محروم من حرم خيرها ) .
وقد وردت اعمال عده في العشر الأواخر من شهر رمضان منها:
الأول:
الدُّعاء الذي رواه الكليني في الكافي عَن الصادق (عليه السلام) قالَ: "تقول في العشرة الاواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة: أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ.
الثاني:
وَروى الكفعمي في هامش كتاب البلد الامين أنَّ الصادق (عليه السلام) كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الاواخر بَعد الفرائض والنوافل: اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما
مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ
المَحْرُومِينَ.وقال: مَن قاله غفر الله لَهُ ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي مِنهُ.
الثالث:
ما رواه السيّد ابن طاووس في الاقبال عَن ابن أبي عمير عن مرازم قالَ: كانَ الصادق (عليه السلام) يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الاواخر:
اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ: ﴿شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ﴾، فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما
أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ، وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِرَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ، وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ ياإِلهِي مِنْهُ إِلى ماأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ، أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالاَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيامَةِ، إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِوَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤأَخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي، سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي، أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الآنَ فَارْضَ عَنِّي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا الله يا أَحَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ".
الرابع:
وأكثر من قول: يامُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، أَي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّيُوسُفَ (عَلَيْهِ السَّلامُ)، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَماأَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما
أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ.
الخامس:
الغسل، فقد روي أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر.
السادس:
ويُستَحب الاعتكاف في هذا العشر، ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الاوقات للاعتكاف، وَروي أنه يعدل حجتين وعمرتين، وكانَ رسول الله (صلّى الله عليه
وآله وسلم) اذا كانَ العشر الاواخر اعتكف في المسجد، وضربت لَهُ قبة مِن شعر، وشَمَّر المئزر وطوى فراشه.