نبارك لكم مولد خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين محمد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله)
ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسّمٌ وثناء
مولدُه الشريف:
اتّفق المؤرّخون والروايات المتواترة بأنّ النبيّ محمداً(صلّى الله عليه وآله) وُلِدَ في شهر ربيع الأوّل من عام الفيل سنة (570م)، واختُلِفَ في تحديد تاريخ ولادته عليه أفضل الصلاة والسلام..
فعلى رواية الشيخ الكليني أنّه (صلّى الله عليه وآله) وُلِدَ في اليوم الثاني عشر (12) من شهر ربيع الأوّل.. وهو المشهور عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)، والمشهور عند الشيعة الإماميّة الموالين لأهل البيت(عليهم السلام) أنّه(صلّى الله عليه وآله) وُلِدَ في اليوم السابع عشر (17) من شهر ربيع الأوّل.
النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلم ) في ســــطــــور:
هو نبيّ الرحمة, وإمام الأمّة, وقائد مسيرة السلام والإسلام, وحامل لواء القرآن, الذي تحدّى به العالم على مدى الزمان..
هو المعصوم المسدّد من الله تعالى (وما ينطقُ عن الهوى * إنْ هو إلّا وحيٌ يوحى)..
هو المبشّر والنذير, والسراج المنير, والشاهد على الأمّة, والداعي لهم بإذن ربّهم القدير ( إنّا أرسلناك شاهداً ومبشّراً ونذيراً وداعياً الى الله بإذنه وسراجاً منيراً) ..
هو صاحب الخلق العظيم, الذي لم يصف الله نبيّاً بمثل ما وصفه به (وإنّك لعلى خُلُقٍ عظيم)..
هو الغليظُ على الكفّار, الرحيمُ بالمؤمنين (محمّدٌ رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم)..
هو الذي وصل الى منزلة لم يصل اليها أحدٌ من الأوّلين, ولن يصل اليها أحدٌ من الآخرين (فدنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى)..
هو صاحب المقام المحمود, الذي تغبطه عليه جميع المخلوقات من الأوّلين والآخرين (وعسى أن يبعثك ربُّك مقاماً محموداً)..
هو الذي طهّره الله مع أهل بيته من كلّ رجسٍ ودنس (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً)..
هو الذي قرن الله اسمه باسمه, ورفع ذكره مع ذكره, وجعل الشهادة بنبوّته مقرونة بالشهادة له بربوبيّته (ورفعنا لك ذكرك)..
هو الذي سيُعطيه ربُّه حتى يرضى (ولسوف يُعطيك ربُّك فترضى)..
هو الذي يعزّ عليه عنت قومه وأمّته وآلامهم, النبيّ الذي هو بالمؤمنين رؤوف رحيم (لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتُّم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم)..
ولو أردنا تعداد صفات وأخلاق ومميّزات رسول الله تعالى, وسيّد الأنام محمد المصطفى(صلّى الله عليه وآله) لطال بنا المقام, لأنّ صفاته الكريمة(صلّى الله عليه وآله) ملأت القرآن الكريم, وشغلت الكتّاب والأدباء والمفكّرين, ولأنّه بهر بأخلاقه العالية كلّ من عايشه وسمع بصيته من أولئك الأعراب الأجلاف, الذين اعتادوا الجاهليّة الجهلاء..