((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ))[/b].
شهر رمضان: هو شهر الله.. وصَوْم الإنسان فيه لله عزّ وجلّ، كما في الحديث القدسيّ: (الصوم لي وأنا أجزي به). وهو شهر الصلاة والطهارة والنزاهة والقداسة والتقوى.
شهر رمضان شهر القرآن، وشهر شرفّه الله، فأنزل فيه القرآن -الذي هو بيانٌ لكلّ شيء- وفضّله الله على سائر الشهور، فأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، وخصّه الله بليلة القدر، التي هي خيرٌ من ألف شهر.
هذا الشهر المبارك هو مناسبة عظيمة يعيش فيها الإنسان المسلم إسلامه الحقيقيّ بكلّ معنى الكلمة، لأنّ الشياطين فيه مغلولة، والأعمال مقبولة والأجر والثواب مضاعف للعاملين..
هذا الشهر العظيم هو من ميّزات الدين الإسلاميّ الحنيف، والأمّة الإسلاميّة المرحومة.. إذ الأنفاس فيه تسبيح وذكر، والنوم فيه عبادة وطاعة، وهذا ما لم تنعم فيه أيّ أمّة على الإطلاق.
وهو كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «هو شهر الصبر.. وشهر المواساة... أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار».
قد جعل الله سبحانه وتعالى لصوم شهر رمضان المبارك فضائل كثيرة، نذكر منها ما جاء في أحاديث المصطفى(صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين(سلام الله عليهم).
قال (صلّى الله عليه وآله): «شهر رمضان شهر فرض الله عزّ وجلّ عليكم صيامه، فمن صامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه».
وعن الإمام محمد الباقر(سلام الله عليه): «من صلّى الخَمْس، وصام شهر رمضان، وحجّ البيت، ونسك نسكاً، واهتدى إلينا، قبل الله منه كما يقبل من الملائكة».
وجاء أيضاً عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله): «ما مِن مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلّا أوجب الله عزّ وجلّ له سبع خصال:
أوّلها: يذوب الحرام في جسده.
والثانية: لا يبعد من رحمة الله تعالى.
والثالثة: يكون قد كفّر خطيئة أبيه آدم (سلام الله عليه).
والرابعة: يهوّن الله عزّ وجلّ عليه سكرات الموت.
والخامسة: أمان من الجوع والعطش يوم القيامة.
والسادسة: يعطيه الله براءة من النار.
والسابعة: يطعمه الله من طيّبات الجنة.
آداب الصيام
ينبغي لمن يريد الصيام الاستظهار لشهر رمضان وذلك بـ:
1 - تقديم التوبة والإقلاع عن المحرّمات.
2 - الإكثار من الدعاء والاستغفار.
3 - تلاوة القرآن.
4 - الاجتهاد في العبادة.
5 - كثرة الصدقة.
6 - الإحسان وعدم ردّ السائل.
7 - تخليص الذمّة من سائر الحقوق ونزع الحقد على المؤمنين.
8 - استعمال الجوارح في الطاعات وكفّها عن المعاصي.
9 - ترك التنازع والتحاسد.
10 - كفّ الأذى ولزوم الصمت.
وجاء عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله) في خطبة له:
«... ومن صام شهر رمضان، في إنصات وسكوت، وكفّ سمعه، وبصره، ولسانه، وفرجه، وجوارحه، من الكذب، والحرام، والغيبة، تقرّباً، قرّبه الله منه، حتى تمسّ ركبتاه، ركبَتَيْ إبراهيم خليل الرحمان».
إنّ تاريخ شهر رمضان المبارك حافل بذكريات، تعتبر حجر الأساس في كيان الإسلام على ممرّ القرون، فقد تتابعت فيه الأمجاد الخالدة لهذه الأمّة الوسطى، وهي تحمل بين جنباتها أحداثاً جساماً، كان لها دور كبير في انقلابات خطيرة، غيّرت سُنة التاريخ في كثير من قطاع الأرض...