تُعدّ مزرعة السدر النموذجيّة واحدةً من المشاريع الزراعيّة التي تبنّتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة ضمن سلسلة مشاريع المزارع النموذجيّة، وذلك إيماناً منها بضرورة زيادة المساحات الخضراء في محافظة كربلاء المقدّسة، ولغرض تلطيف الأجواء وتحسينها وتقليل أضرار التصحّر، والمساهمة ولو باليسير في نشر زراعة بعض النباتات وإدخال بعض الأصناف المميّزة وتوطينها، وجعلها أمّهات لغرض إكثارها ونشرها لتكون ضمن الفلورا العراقيّة مستقبلاً.
مسؤولُ شعبة مجموعة مشاتل الكفيل التابعة لقسم الزينة والتشجير والثروة السمكيّة المهندس مصطفى حسن هادي، بيّن لشبكة الكفيل قائلاً: "المزرعة جاءت ضمن خطّة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة في استصلاح بعض الأراضي، وجعلها مزارع مختصّة بإنتاج بعض النباتات، لرفد مشاريع العتبة العبّاسية المقدّسة وكذلك السوق المحلّية وصولاً للاكتفاء الذاتيّ".
وأضاف: "المزرعة أُنشئت على مساحةٍ تقدّر بـ(70) دونماً زُرعت فيها (5608) أشجارٍ من السدر، وُزّعت على خمسة مقاطع توسّم كلّ مقطعٍ بأحد أسماء أصحاب الكساء(عليهم السلام) وكما يلي:
- القاطع الأوّل (مزرعة خاتم الرسل -صلّى الله عليه وآله-) وتبلغ مساحته (11) دونماً، الصنف المزروع فيه هو السدر الموريتانيّ أو ما يُسمّى التايلنديّ (Ziziphus mauritiuna)، وهو غير معروف محلّياً وأُدخل حديثاً، حيث يمتاز بسرعة نموّه وكبر أوراقه وقلّة أشواكه وكثافة تزهيره وغزارة رحيق أزهاره، وجودة ثماره (تفاحي - زيتوني) وكبر حجمها، وملاءمته لأجواء وسط وجنوب العراق.
- القاطع الثاني (مزرعة علي بن أبي طالب -عليه السلام-) وتبلغ مساحته (8) دوانم، والصنف المزروع فيه هو السدر الصينيّ (Ziziphus jujube) وهو صنفٌ منتشر محلّياً ومعروف، ويتمّ إكثاره خضريّاً بشكلٍ واسع في العراق بواسطة التطعيم على أصولٍ محلّية، ويمتاز بكبر أوراقه وقلّة أشواكه وجودة ثماره (تفاحي - زيتوني) وتحمّله لأجواء وسط وجنوب العراق.
- القاطع الثالث (مزرعة فاطمة الزهراء -عليها السلام-) وتبلغ مساحته (12) دونماً، والصنف المزروع فيه هو السدر الموريتانيّ أيضاً.
- القاطع الرابع (مزرعة الإمام الحسن -عليه السلام-) وتبلغ مساحته (13) دونماً، والصنف المزروع فيه هو السدر الموريتانيّ.
- القاطع الخامس (مزرعة الإمام الحسين -عليه السلام-) وتبلغ مساحته (12) دونماً، والمزروع فيه هو الصنف الموريتانيّ كذلك".
وأوضح هادي: "أُحيطت المزرعةُ بأحزمة صدٍّ خضريّة حزام داخليّ وآخر خارجيّ، يتكوّن من خطّ سدرٍ (محلّي) وخطٍّ من أشجار الزيتون بواقع (230) شجرة، وآخر خطّ (يوكالبتوز) لكلّ مقطعٍ من المقاطع الآنفة الذكر، بالإضافة الى خطّ (يوكالبتوز) يحيط بالمزرعة ككلّ وبواقع (2000) شجرة، مع زراعة خطّ شوك الشام في الجهة الأماميّة للمزرعة بلغ عددها (50) شجرة".
وأكّد المهندس مصطفى: "أنّ أغلب ما تمّت زراعته في المزرعة من أشجار هو من إنتاج مجموعة مشاتل الكفيل، وقد تمّ اختيار هذه الأصناف بما يلائم الأجواء العراقيّة ولوفرة إنتاجه ومقبوليّته لدى النحل، لكون أنّ أحد أهداف إنشاء هذه المزرعة هو لدعم مناحل الكفيل لقلّة هذه الأشجار في العراق".
مضيفاً: "تخضع المزرعة لبرنامج تسميدٍ ومكافحة معتَمِد على منتجات شركة خير الجود لتكنولوجيا الزراعة الحديثه، من أسمدة ومبيدات حيويّة صديقة للبيئة، وتتمّ السقاية بآليّة حديثة وهي الريّ بالتنقيط".
يُذكر أنّ المزرعة قد أُنشئت عام 2017 على أرضٍ صحراويّة تقع على طريق النجف كربلاء، وتسير ضمن ما هو مخطّطٌ لها ولديها خططٌ مستقبليّة لتطويرها واتّساع رقعتها المزروعة وبمراحل تتابعيّة.