جانب من مجمع خدمة الزائرين خلال الإنشاء
صدى الروضتين الجريدة الرسمية للعتبة العباسية المقدسة كانت في المشروع، ولمزيد من التفاصيل كانت لها هذه الوقفات مع بعض مسؤولي العتبة والقائمين على المشروع:
الاستاذ بشير محمد جاسم نائب الامين العام للعتبة العباسية المقدسة: بدأت فكرة إنشاء المجمع قبل عامين من الآن، في إحدى الجلسات التشاورية مع سماحة الأمين العام للعتبة المقدسة، السيد أحمد الصافي، فأوعز سماحته بأن يقام موكب للعتبة تقدم فيه الخدمات لزائري المراقد المقدسة في كربلاء خلال الزيارات المليونية، وخصوصاً زيارة الاربعين، وعلى الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة، فوقع الاختيار على طريق كربلاء- النجف اولاً، وذلك لما يشهده من زخم كبير ايام تلك الزيارات، حيث هو الطريق الواصل بين كربلاء بين الكثير من المحافظات، التي يأتي معظم الزائرين منها، فكانت البداية في العام الماضي على شكل خيم متنقلة، ولكننا استطعنا-بحمد الله- من خلالها ان نقدم ما استطعنا تقديمه من خدمات متنوعة للاخوة الزائرين طيلة ايام زيارة الاربعين الماضية، وبتوجيهات السيد الامين العام للعتبة المقدسة وسعي العتبة الدائم لتقديم افضل الخدمات التي تليق بزائري سيد الشهداء وآل بيته واصحابه الغر الميامين(عليه وعليهم جميعا سلام الله).
ثم جاءت فكرة إقامة موكب ثابت للعتبة يقدم خدمات متكاملة من حيث الطعام والخدمات الطبية والعلاجية، واماكن الوضوء والصلاة، والاستراحة والمبيت.. وغيرها، فتم بحمد الله وبركات ابي الفضل(عليه السلام) شراء قطعة الارض البالغة مساحتها(6) دونم اي ما يعادل(15000) متراً مربعاً، وتم وضع التصاميم المطلوبة من قبل قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة، وتمت المباشرة الفعلية بالاعمال على الارض بداية شهر رمضان الماضي، على امل ان تنتهي الاعمال قبيل زيارة الاربعين- وهي فترة قصيرة جداً- ممّا حدا بالاخوة من اللجنة المشرفة على التنفيذ، والاخوة المهندسين والعاملين في القسم المذكور الى مضاعفة الجهود، ومواصلة الليل بالنهار من اجل اتمام العمل في الفترة المحددة..
ويوم الخميس 14/1/2010م، والحمد لله تم رفع راية ابي الفضل العباس(عليه السلام) على السارية التي يبلغ ارتفاعها اكثر من(40) متراً، والتي قمنا بتصميمها وعملها في تركيا، اما الراية فتبلغ ابعادها(14×10)متراً، لتكون راية ابي الفضل(عليه السلام) أعلى راية بين الرايات، الموجودة على هذا الطريق المبارك، فهو حامل لواء الإمام الحسين(عليه السلام) وساقي عطاشا الطفوف.
اما الأعمال المتبقية في المشروع فسيتم انجازها إن شاء الله بعد انتهاء الزيارة، كما يمكن ان تتولد لدينا افكار اخرى خلال الزيارة لتضاف الى المشروع..
اما بخصوص الاستعدادات، لخدمة الملايين الزاحفة لكربلاء المقدسة، فما ان يتم الانتهاء من العمل وتنظيف الموقع حتى يتم فرش القاعات وتجهيز المخازن بالمواد الغذائية، اضافة الى تجهيز وفتح العيادتين الطبيتين وبقية الوحدات..
الحاج كاظم عبد الحسين رئيس قسم مضيف العتبة المقدسة، ورئيس اللجنة المشرفة على تنفيذ المشروع:
بداية كانت الفكرة ان نخدم الاخوة الزائرين قبل دخولهم الى مدينة كربلاء المقدسة، ففي العام الماضي كان الموكب خيماً غير ثابت، اما الآن وبحمد الله اصبح المشروع مجمعاً ببنايات ثابتة..
الفترة التي كانت بين شراء الارض والمباشرة بالتنفيذ، قصيرة جداً، والمشروع ضخم جداً، وإن أي شركة اذا ما أرادت ان تقوم بتنفيذه لايمكن ان تنجزه في اقل من عام او اكثر، لذا اخذنا على عاتقنا، نحن كوادر ومنتسبي العتبة المقدسة، المباشرة بالاعمال في بداية شهر رمضان المبارك الماضي وخلال هذه الفترة الزمنية القليلة استطعنا ان ننجز الى الآن ما نسبته(75%) من مجموع الاعمال على الارض.
اسأل الله تعالى ان يوفّق كل من ساهم وعمل في هذا المشروع المبارك من الاخوة في اللجنة المشرفة على التنفيذ، وكوادر العتبة المقدسة في قسم الشؤون الهندسية، بورشه المتنوعة في موقع السقّاء(1)، وفي غيره، وقسم الآليات، وغيرها من الاقسام والشعب والوحدات التي دعمت المشروع مادياً ومعنوياً، فكان الجميع في سباق مع الزمن من اجل اتمام الاعمال المهمة قبل الزيارة الاربعينية..
إن شاء الله تعالى في يوم الافتتاح سيشاهد الجميع شيئاً مختلفاً، فنحن نطمح الى اكثر من مجمع خدمي خاص بالزيارة، حيث اننا نخطط الى فتح الموكب لخدمة الزائرين طيلة ايام السنة وليس في أيام الزيارات المليونية فقط، فكل قاصد الى كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين(عليه السلام)، وكل قاصد منها الى النجف الاشرف لزيارة امير المؤمنين(عليه السلام) يمكنه الاستراحة وتناول وجبات الطعام متى شاء مجانا، فضلاً عن الخدمات العلاجية والمنام وغيرها.
الحاج زكي صاحب، عضو اللجنة المشرفة على التنفيذ ،حدثنا قائلاً: الحمد لله الذي شرّفنا بخدمة ابي الفضل(عليه السلام)، بداية تم وضع التصاميم الخاصة بالمشروع قبل حلول شهر رمضان المبارك الماضي بشهر تقريباً، وتمت المباشرة بالاعمال بردم الارض في الاول منه، وخلال اربعة أيام تم وضع وفرش ما حمولته (1350) سيارة نوع (لوري) لتكون الارض بمستوى الشارع العام، بعدها تمت إحاطة الارض بـسياج معدني (BRC)، وبعد شهر رمضان المبارك تمت المباشرة بصبّ الاساسات الكونكريتية، ونصب الهياكل الحديدية الخاصة بالمطبخ والقاعات والمخازن والغرف الملحقة بها، وتم بعد ذلك تغليفها بألواح العزل المضغوطة (sandwich panel)..
المهم لدينا الآن هو اننا نستطيع ان نستقبل الزائرين، أما العمل بباقي نواحي المشروع فلن يتوقف نهائياً، حيث ستكون هناك أعمال على غير تماس مع الإخوة الزائرين، لأن غايتنا خدمتهم وراحتهم.. نسأل الله تعالى القبول، والتوفيق للجميع.
المهندس عادل المعمار، من قسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة، الجهة اتلمصممة والمنفذة للمشروع: العمل بمُجمله تم وفق أعلى المواصفات المتّبعة، كما ان هناك مراحل اخرى لم ينته العمل فيها لحد الآن، نستطيع القول اننا انجزنا الآن ما نسبته(75-80)% من مجمل الاعمال على الارض، وعند افتتاح المشروع بالكامل، سيشاهد الجميع ان شاء الله تعالى شيئاً مختلفاً تماماً، من حيث البوّابة ذات الطابع الاسلامي، والحدائق الوسطية والجانبية والمحيطة بالبناء بالكامل، اضافة الى اماكن وقاعات الاستراحة- التي لم يتم الانتهاء من العمل بها حالياً- والتي ستكون مجهزة بأفضل وسائل الراحة للاخوة الزائرين..
اما وحدة الصحيات فسيتم الانتهاء منها خلال الايام القليلة القادمة، عدا الطابق الاعلى والذي سيكون مخصصأ للصلاة، فلم يسعفنا الوقت لإنجازه في هذه الفترة، ونأمل ان يتم اكماله بعد الزيارة الاربعينية. وفيما يخص العيادة الطبية وغرف العلاج الطبيعي فلم يبقَ منها إلاّ بعض القواطع لأنها ستكون مؤقتاً ضمن قاعة الطعام.. يذكر أن قسم المشاريع الهندسية وقسم الشؤون الهندسية والفنية في العتبة العباسية المقدسة قد نفذا العشرات من المشاريع الكبيرة منذ تأسيسهما بعد سقوط النظام البائد،وقد تم تنفيذ معظمها بكوادرهما العراقية، وأشرفا على ما تبقى منها والمنفذ معظمه بكوادر عراقية أيضاً تابعة لشركات من خارج العتبة، أو النادر مما نفذه عمالة أجنبية.
كما إن تمويل مشاريع العتبة والشراء للمعدات الهندسية والتصنيعية والعلمية والخدمية والسيارات المتنوعة، الخاصة بها، لرفد أقسامها بما تحتاجه، لخدمتها ولتطويرها، ولراحة زائريها، ياتي التمويل من ديوان الوقف الشيعي وبنسبة 90% ، بينما يتم تمويل النسبة الباقية - أي 10% - من الأموال الواردة إلى شبابيك الأضرحة المقدسة من الزائرين، وقسم الهدايا والنذور في العتبة المقدسة، والتي ترد فيه أموال من العراقيين في الداخل والخارج، والعرب والأجانب. متابعة: صدى الروضتين/الكفيل