بإشراف مباشر من قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة وبوقت قياسي وضمن الجدول الزمني والمخطط الموضوع له، تمّ الانتهاء من إحدى مراحل مشروع توسعة الحرم الشريف بتسقيف صحن أبي الفضل العباس(عليه السلام)، وهي مرحلة تغليف القباب من الخارج والعمل على تهيئتها للمرحلة المقبلة من هذا المشروع وهي مرحلة تغليفها بالكاشي الكربلائي.
هذا بحسب ما تحدّث به لشبكة الكفيل المهندس حميد مجيد الصائغ المدير المفوض لشركة أرض القدس للمقاولات الإنشائية وهي الشركة المكلَّفة بإعداد التصاميم لهذا المشروع مع متابعة فقرات تنفيذه وبما يتلاءم مع فكرته التصميمية.
وأضاف: "التغليف شمل نوعين من القباب، النوع الأول: قباب صغيرة يبلغ عددها(14) أربع عشرة قبة ترمز إلى المعصومين الأربع عشر من أهل البيت(عليهم السلام)، قطر كلٍّ منها (5أمتار) وارتفاعها (3أمتار) من قاعدتها وحتى قمتها الخارجية، والنوع الثاني هي قباب كبيرة عددها أربع، يبلغ قطر الواحدة منها(9أمتار) وارتفاعها(5أمتار) موزّعة على أركان الصحن، الأولى ستكون باسم السيدة أم البنين والدة أبي الفضل العباس(عليه السلام)، والثلاث الأُخر ستكون كل واحدة منها باسم أخ من إخوة أبي الفضل العباس(عليه السلام) الذين استُشهدوا في واقعة الطف الخالدة، حيث غُلّفت بمادة مصنّعة من الفايبر كلاس (Fiber class)، وهي مادة قوية وخفيفة وذات مقاومة عالية للكسر وتسرّب الماء تمّ استيرادها من كوريا الجنوبية، وشُكّلت وصُنّعت في شركة(DK) الماليزية".
مبيّناً: "وتتميز المادة التي تمّ بها تغليف هذه القباب أيضاً بميزات أخرى، فهي مادة قوية وخفيفة تتّصف بالصلابة والمرونة وتحمّل الظروف القاسية كالحرارة والرطوبة والضغط وغيرها، وهي غير مضرّة بالبيئة، كذلك تمتاز بعزل عالٍ للحرارة والصوت وصلابة ومقاومة عالية للكسر والضغط والحريق".
وتابع الصائغ: " تغليف هذه القباب جاء على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى تغليفها من الداخل، والتي جاءت بالتزامن مع تغليف القطع الداخلية للسطح من أعمدة وجسور حديدية وحسب القياسات الهندسية المُعدّة مسبقاً، والتي من خلالها تم تصنيع هذه المواد على شكل قطع ليتمّ تركيبها على الهيكل الحديدي وبطريقة هندسية، تضمَنُ عدم حركتها على الهيكل وفيما بينهما وجعلها كقطعة واحدة، ممّا يسهّل القيام بالأعمال التي تأتي بعدها من تغليفٍ بالكاشي الكربلائي المزجّج بكلّ يُسرٍ وسُهولة".
يشار الى أنّه تمّ إرسال وفد مشترك من قسم المشاريع الهندسية وشركة أرض القدس الهندسية إلى ماليزيا، لتصنيع المواد المصمَّمة من قبل الشركة لغرض إجراء الأعمال الخاصة بفحص وتشخيص المادة المصنَّعة الداخلة بتركيب مواد هذه القباب وإجراء تجارب عملية عليها؛ لتلافي أي أخطاء في القياسات أو التركيب حيث تم إجراء الفحوصات كافة مع تركيب افتراضي كامل لكافة مواد التغليف.
يُذكر أن العتبة العباسية المقدسة قد كلّفت شركة أرض القدس للمقاولات -وهي شركة عراقية تتخذ من مدينة كربلاء المقدسة مقرّاً لها- بالتصميم المعماري والإنشائي لمشروع توسعة حرم أبي الفضل العباس(عليه السلام) بتسقيف صحنه الشريف، وأُنيطت بالشركة العراقية (أرض القدس) مهمة تنفيذ كافة الأعمال المدنية الخاصة بالمشروع، بدءً من صبّ الركائز الكونكريتية التي تحيط بالحرم المطهّر مروراً بكافة الأعمال الكهربائية وشبكات المياه ومنظومات الإطفاء والصوت والإنارة وعمليات التغليف وباقي الأعمال الفرعية التي لها صلة بالمشروع المذكور ومسؤولية الاتفاق مع الشركات الأجنبية لتنفيذ الهيكل الحديدي والأعمال الزجاجية بالتنسيق مع العتبة العباسية المقدسة، وبإشراف مباشر من قبل قسم المشاريع الهندسية فيها.