استأنفت الملاكات الفنية والهندسية العاملة بمشروع مدّ المغذّيات الكهربائية الناقلة (القابلوات) من محطة الحرمين الكهربائية (محطة تقوم بتحويل التيار الثانوي) الى العتبتين المقدّستين الحسينية والعباسية ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين، وتجري هذه الأعمال بإشرافٍ مباشرٍ من قبل قسم المشاريع الهندسية الذي عمل على تذليل الصعاب كافة وتهيئة جميع الأمور الفنية والإدارية من أجل الانتهاء منه بأسرع وقتٍ ممكنٍ وضمن المدّة الزمنية المحددة، وباستخدام تقنيات يتمّ العمل بها لأوّل مرّةٍ في العراق.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسية في العتبة العباسية المقدسة المهندس ضياء مجيد الصائغ بيّن لشبكة الكفيل: "مشروع مدّ المغذيات الكهربائية (القابلوات) هو مشروعٌ يمدّ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية بالطاقة الكهربائية مناصفةً وبواقع سبعة خطوط لكلّ عتبة من ضمنها قسم ما بين الحرمين الشريفين، وإنّ العمل كان على مرحلتين المرحلة الأولى هي طريقة الحفر الظاهري الذي امتدّ من محطة الحرمين التي تقع في منطقة الروضتين الى مسافة (900م)، أمّا المرحلة الثانية وهي طريقة الحفر المخفيّ لأنّها امتدّت لمسافة (600م) والتي لجأنا اليها بسبب كثرة التعارضات الموجودة في مركز المدينة القديمة من خطوط الكهرباء وشبكات الماء والمجاري وخطوط الهاتف القديمة وعدم معرفتنا بأماكنها الصحيحة، وهي من الطرق التي تُنفّذ لأوّل مرة في العراق من قبل كادرٍ ألمانيّ متخصّص، حيث تمّ إيصال كافة القابلوات الى العتبتين المقدّستين ووصلت نسبة الإنجاز الى (93%) تقريباً".
مضيفاً: "المواد الداخلة في العمل من مناشئ عالمية، نوع الكيبل المستخدم (هيس) تركيّ المنشأ خضع الى فحوصات وزارة الكهرباء ونجح بامتياز، وكذلك الأنابيب المستخدمة في الحفر المخفيّ من نوع (البولي اثيلين) قدرة تحمّل (16بار) وهي من منشأ ألماني، فمشروع المحطّة كبناءٍ كان على عاتق العتبة الحسينية المقدّسة، وتبلغ سعة المحطة (2×31,5 ميكا فولت/أمبير) أمّا القابلوات سعة (11كيلو فولت) لكلّ (كيبل) كانت على عاتق العتبة العباسية المقدسة".
يُذكر أنّ إنشاء المشروع يأتي نتيجةً لما تشهده العتبتان المقدّستان الحسينية والعباسية من اتّساعٍ في مساحتهما ووظائفهما نتيجةً لأعمال التوسعة التي تشهدانها إضافةً لمنطقة ما بين الحرمين، وللمساهمة في استقرارية الطاقة الكهربائية المجهّزة لهما ارتأت العتبتان المقدّستان إنشاء محطّةٍ لتحويل التيار الثانوي تبلغ سعتها (2×31,5 ميكا فولت/أمبير) على أن تقوم العتبة الحسينية المقدسة بإنشائها وتتكفّل العتبة العباسية المقدسة بالإشراف على الأعمال الخاصة بمدّ القابلوات الكهربائية الناقلة لتغذية العتبتين المقدستين ومنطقة ما بين الحرمين من المحطة وبمسافة تُقدّر بـ(1500م).