ضمّ مشروعُ تسقيف الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام) جملةً من الأعمال، بدءً من تقوية جدران الصحن والحرم الطاهرين مروراً بنصب الجسور الحديدية وتركيب الخيام والقباب عليها وتغليفها من الخارج وتركيب الموادّ العازلة والسقوف الثانوية من الداخل، لتصل الى أعمالٍ تعتبر من أعمال الإنهاءات لهذا المشروع ألا وهي تركيب قطع الزجاج المقطّع فنّياً وهندسيّاً على هذه الأجزاء والديكورات التي انتهى العمل منها، وهذه الأعمال (أعمال التزجيج) تحتاج الى وقتٍ ممدود لأنّها أعمال مقترنة بالدقّة والحرفيّة تبعاً لقياسات وأحجام وأشكال مختلفة أُخذت قبيل البدء بها.
ولم تقتصر هذه الأعمال على التزجيج فحسب بل هناك أعمال أخرى كرسم النقوش وصبغ بعض المناطق التي تحتاج لتناظرٍ لونيّ وشكليّ مع قطع الزجاج سواء كانت في الأعمدة أو الأجزاء العُليا من الجدران أو القباب، وحسب الخطّة التصميمية الموضوعة لها، وإنّ قطع المرايا هذه تمتاز بمواصفات عديدة، فهي بلجيكيّة المنشأ، ومن النوعيات ذات المواصفات العالية الجودة يتراوح سُمْكُها الى (2ملم)، وتمتاز بثبات لونها ومقاومتها لأقسى الظروف، وقد تمّ تقطيعها باستخدام تقنية (CNC)، ورُوعي في اختيار ألوانها وأشكالها خاصية التناغم والتناظر مع النسيج المعماري للصحن الشريف ومعالم العتبة المقدّسة ككلّ وبطريقةٍ عصرية حديثة.
ووفقاً لهذا فقد تمّ إنهاء أكثر من (95%) من الجزء الشرقي من الصحن الشريف بعد الانتهاء من الجزء الشمالي والجزء الغربيّ منه، لتتّجه بوصلة العمل بحسب خطّتها التي وُضعت والتي رُوعي فيها عدم إحداث حالةٍ من الزحام والتقاطع مع حركة الزائرين الى جهة باب القبلة، وهي أقلّ الجهات تغطيةً بالزّجاج كونها تحتوي على خيام زجاجية وهذه الأعمال تحتاج الى دقّة التنفيذ وتحتاج الى وقتٍ كبير؛ وذلك لكثرة النقوش وتعقيداتها الفنية، وتجري أعمالُ لصقها على السقوف يدوياً، وباستخدام موادّ صمغية خاصّة تحتاج الى حرفيةٍ في التعامل معها.
يذكر أنّ مشروع تسقيف الصحن الشريف لأبي الفضل العباس(عليه السلام) من المشاريع التي أولت لها العتبةُ العباسيّة المقدّسة اهتماماً بالغاً وكبيراً، وسخّرت له جميع الإمكانيات من أجل الانتهاء منه ضمن الفترة الزمنية المحدّدة، وضمن خططه التصميمية والتنفيذية؛ كونه سيُحدث نقلةً نوعيةً وفرادةً في عالم البناء والعمارة الإسلامية، وهذه النقلة إضافةً لكونها ستمثّل حصيلةَ جهدٍ من التخطيط والمثابرة والعمل المضني من قبل الكوادر الفنية والهندسية في العتبة المقدّسة، فإنّها ستخلق أجواءً وبيئةً تساعد الزائر والقاصد لأبي الفضل العباس(عليه السلام) على أداء زيارته وطقوسه العبادية، وقد حرصت العتبةُ المقدّسة من خلال هذا المشروع أو مشروع التوسعة الأفقية على أن تكون هذه الأجواء أجواءً مثالية جداً للزائرين الكرام.