جانب من الأعمال المنجزة
المقام يُعتبر من الأماكن المهمّة جدّاً في كربلاء لارتباطه بالإمام المهديّ(عجّل الله فرجه)، ممّا جعل منه مكاناً مهمّاً وحلقةً مهمّة من مراسيم الزيارة الشعبانية التي تُعتبر من كبرى الزيارات المخصوصة في كربلاء.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسية في العتبة العبّاسية المقدّسة -وهو الجهة المشرفة بصورةٍ مباشرة وميدانية على تنفيذ هذا المشروع- المهندس ضياء مجيد الصائغ أوضح من جانبه لشبكة الكفيل: "أنّ فكرة توسعة مقام الإمام المهدي(عجّل الله فرجه الشريف) هي ليست وليدة اليوم إنّما منذ سنين عدّة، وذلك من اجل استيعاب أعداد الزائرين الوافدة لهذا المكان المقدّس لكونه يعتبر من المقامات المهمّة جدّاً في كربلاء لارتباطه بالإمام المهديّ(عجّل الله فرجه)، ممّا جعل منه مكاناً وحلقةً مهمّةً من مراسيم الزيارة الشعبانية التي تُعتبر من كبرى الزيارات المخصوصة في كربلاء، وبعد أن تمّ الانتهاء من صيانته وتحديثه بدءً من القبّة وصولاً الى قاعات الحرم والمرافق الأخرى الملحقة به تبلورت فكرة التوسعة، ولكون موقع المقام لا يُمكن إجراء توسعة خاصّة به من جهاته الثلاث قُمنا بإجراء التوسعة من جهة نهر الحسينية وهي الجهة الغربية له وتكون بمحاذاته، وذلك باستخدام ركائز كونكريتية توضع عليها مجسّرات دون حدوث قطعٍ أو انسداد أو تغيير لمجرى النهر، وبمساحةٍ تُقدّر بـ(880) متراً مربّعاً بطول (55) متراً وعرض (16) متراً".
وأضاف: "ستُستثمر هذه المساحة كقاعات إضافيّة تُلحق بحرم المقام مجهّزة بكافة وسائل الراحة، عبر إنشائها على مجسّرات عددها (14) مجسراً خرسانيّاً مثبّت على ركائز كونكريتية (بايلت) وجدار ساند صُنعت تبعاً لقياسات ومواصفات فنّية وهندسيّة خاصة تتلاءم مع أثقال وأحمال المُنشأ عليها، وقد صُمّمت بتصاميم تتناغم مع ما موجود حالياً لخلق حالةٍ من حالات التناظر المعماريّ والتراثيّ".
مبيّناً: "أنّ المشروع قد تمّت إحالته لشركة أرض القدس للمقاولات الإنشائية والهندسيّة العامّة وهي شركةٌ عراقية نفّذت العديد من مشاريع العتبة العبّاسية المقدّسة كمشروع التوسعة الأفقيّة والتسقيف وسراديب الزائرين الداخليّة ومرآب الكفيل الفنّي وغيرها، فضلاً عن مشاريع أخرى نفّذتها في العتبة الحسينيّة المقدّسة".
يُذكر أنّ مقام الإمام المهدي يقع على الضفة اليُسرى من نهر الحسينية الحالي عند مدخل كربلاء على الطريق المؤدّية الى مقام جعفر الصادق(عليه السلام) وهو مزارٌ مشهورٌ عليه قبّةٌ عالية. وقد سُمّي هذا المقام تيمّناً باسم الإمام المهديّ المنتظر(عليه السلام) حيث يُقال: إنّ الإمام الحجّة المهديّ(سلام الله عليه) قد صلّى في هذا المكان وانصرف وقد تمّ تهديم المقام بصورةٍ كليّة تقريباً بعد الانتفاضة الشعبانية المباركة، لكنّه أُعيد بناؤه بعد مدّةٍ قصيرة، وبعد سقوط النظام البعثيّ أُجريت عدّة تصليحات على المقام اختُتِمَت بمشروع الصيانة والتحديث التي أشرف عليها قسمُ مشاريع العتبة العبّاسية المقدّسة لكونه مرتبطاً إداريّاً بها، وشملت الصيانة جميع فقرات المقام العمرانيّة بِدْءً من الجدار الخارجيّ وصولاً الى القبّة مروراً بالقاعات الداخلية.