ضمن مراحل مشروع توسعة الحرم الشريف بتسقيف صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) الذي شارف على الانتهاء هو تزيين هذا السقف بالثريّات من نوعيّات ذات قياسات وأحجام خاصّة متلائمة مع ما هو موجود من ثريّات أصلاً تمّ تركيبها سابقاً داخل الحرم الطاهر، لخلق حالةٍ من التناغم الفنّي والانسجام بين هذه الثريّات من جهة وباقي الزخارف والنقوش الداخليّة والخارجيّة من جهةٍ أخرى.
الثريّات قد تمّ استيرادها من مناشئ عالمية تحديداً من جمهوريةالتشيك التي تمتاز بصناعة أفخر أنواع الثريّات المصنّعة من الكريستال الطبيعي وهي شركة (BRILLANT CRYSTAL LIGHTING) وهي من كبرى الشركات التي لها باعٌ طويل بهذه الصناعة الخاصّة بالثريّات أو ما تسمّى بالقناديل الكهربائية، ولها تجارب سابقة لأكثر من (50) عاماً في هذه المهنة التي تعتمد على الخبرة والذوق، وصُنّعت هذه الثريّات خصّيصاً للعتبة العبّاسية المقدّسة بناء على احتياجات صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) تبعاً لخطّة توزيع هذه الثريا لتتلاءم من ناحية الوزن والنقوش واستهلاكها للطاقة الكهربائيّة وغيرها من الأمور.
الأستاذ علي مجهول مسؤول وحدة الثريّات في قسم رعاية الحرم بيّن من جانبه قائلاً: "بلغ عددُ الثريّات (22) ثريّا يبلغ قطرُ الواحدة منها (3.2م) وارتفاعها (4,2م) وتحتوي على (203) مصابيح تغطّيها مظلّات صغيرة على شكل نصف الكرة تُدعى بـ(هبابي) مطليّة بالذهب وقد نُقِشَ عليها يدويّاً شعارُ العتبة العبّاسية المقدّسة بالإضافة الى عددٍ كبير من الكريستال المصنوع يدويّاً".
وأضاف: "تتكوّن كلّ ثريّا من (105) غصون، والغصن عبارة عن قضيبٍ معدنيّ مطليّ بماء الذهب الإيطاليّ ثمّ غُلّف بمادة الكريستال الطبيعيّ ليظهر بشكلٍ جميل، وتمّ حالياً نصبُ (6) ثريّات أربعٌ منها في الجهة الشماليّة الممتدّة من باب الإمام علي الهادي(عليه السلام) الى باب الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) واثنتان في الجهة الغربيّة الممتدّة من باب الإمام صاحب الزمان(عليه السلام) الى باب الإمام الحسن(عليه السلام) وسيتبعها في الأيّام القليلة القادمة إكمالُ نصب بقيّة الثريّات من الجهة الشرقيّة".
يُذكر أنّ عمليّة تركيب هذه الثريّات تمرّ على مرحلتين، الأولى تكون على الأرض وتتضمّن تأسيس المجمع الرئيسيّ للكهربائيّات ليتمّ في المرحلة الثانية تركيب بقيّة الأجزاء المتضمّنة للأغصان والمصابيح وباقي ملحقاتها، حيث تستغرق مدّة نصب الثريّا الواحدة أسبوعاً كاملاً تقريباً.