تشهد أعمال مشروع مجمّع أقسام العتبة العبّاسية المقدّسة تقدّماً ملحوظاً في أعمالها كافّة وبانسيابيّةٍ عالية، حيث وصلت أعمال هيكله الكونكريتي الى ما نسبته (75%)، وتجري أعمال التقطيع بالتوازي معها حسب الجدول الفنّي والخطط الزمنيّة الموضوعة له، فالمشروع يشهد تقدّماً واضحاً في أعماله ولم يشهد توقّفاً لكن حصل بعضُ التأخير بسبب عوارض طبيعيّة، منها المياه الجوفيّة وغيرها من الأمور، لكنّها لم تقف عائقاً للعمل بالمشروع الذي بذلت الجهةُ المشرفة على تنفيذه بصورةٍ مباشرة وهي قسمُ المشاريع الهندسيّة جهداً كبيراً من أجل عدم توقّف عجلة أيّ مشروع.
فسخّر القسمُ لذلك جميع إمكانيّاته بالتعاون مع الجهة المنفّذة له وهي شركة طيبة للتجارة العامّة والمقاولات، التي بذلت هي الأخرى قصارى جهدها من أجل التغلّب على كافّة الصعوبات، وقد تجاوزت نسبة إنجاز المشروع درجاتٍ متقدّمة وما زال العملُ جارياً.
رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة بيّن من جانبه: "إنّ مشروع مجمّع الأقسام يُعدّ من المشاريع المهمّة والممتازة التي تبنّتها العتبةُ العبّاسية المقدّسة، الذي سيتمّ -بعد الانتهاء منه- نقلُ كلّ الكادر العامل في داخل العتبة المقدّسة وما يشغله هذا الكادر من حيّزٍ وغرفٍ ومساحات في داخل مشروع التوسعة وفي أواوين العتبة القديمة بالكامل الى هذا المجمّع، والذي هو عبارة عن بنايةٍ بمساحة (1500) متر مربّع تألّف من (12) طابقاً، وكلّ طابقٍ منه سيُخصّص لقسمٍ من هذه الأقسام أو قسمين حسب حاجة وسعة هذه الأقسام، حيث تبلغ مساحة الطابق تحت الأرضي (1100) متر مربّع وسيُستغلّ كمرآب للعجلات، أمّا الطابق الأرضي فسيكون عبارة عن صالة استقبال إضافةً الى مرفق خدميّ، أمّا باقي الطوابق فستكون لأقسام العتبة وبمساحةٍ تبلغ (1250) متراً مربّعاً للطابق الواحد".
وأضاف: "وصلنا الآن الى الطابق الخامس مع السرداب، وإنّ المشروع كان يسيرُ بوتيرة بطيئة بسبب التربة الطينيّة الموجودة في هذا المشروع، ممّا اضطرّنا الى استخدام الركائز الكونكريتية (365 ركيزة كونكريتيّة) التي ثُبّتَتْ تحت الأرض على عُمق (23 متراً)، ثمّ بعد ذلك صعدنا لمرحلة السرداب ومرحلة الطوابق والعمل مستمرّ والحمد لله، وإن شاء الله يُنجز بعد سنتين من هذا التاريخ، علماً أنّ نسبة الإنجاز بلغت الى الآن أكثر من (35%)".
يُذكر أنّ الهدف من هذا المشروع جاء نتيجةً لما تشهده العتبةُ العبّاسيةُ المقدّسة من تطوّر واسع وملحوظ في أقسامها العاملة وبدأت بالتوسّع، لكون أنّ أغلب هذه الأقسام هي داخل الصحن الشريف، ممّا أدّى الى ضيق المكان نتيجةً لهذا التوسّع، ومن أجل إتاحة الفرصة للزائرين وجعل صحن وحرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مخصّصاً للزيارة وأداء الأعمال العباديّة، ارتأت الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة أن تُنشئ مجمّعاً خاصّاً يضمّ جميع أقسامها بشعبها ووحداتها، لجعلها في مكانٍ واحد تبعاً لنظام عملٍ مؤسّساتيّ متطوّر.