هذا بحسب ما بيّنه رئيسُ قسم المشاريع الهندسيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة المهندس ضياء مجيد الصائغ، وأضاف: "إنّ الأعمال التي تلت مرحلة الكتائب القرآنيّة هي مرحلةٌ تحتاج الى دقّةٍ في التنفيذ، نظراً لكثرة تشعّباتها الفنيّة الزخرفيّة وبالأخصّ في سقف الطارمة من الداخل، الذي يحتوي على أقواس متداخلة مع بعضها البعض، ومن ضمنها قوسٌ يتوسّط الكتيبة الداخليّة لتشكّل مع القوس الخارجيّ للطارمة الشكل العامّ لها".
وتابع: "إنّ التنفيذ يتمّ بنفس التصاميم القديمة، حيث تمّ أخذ القياسات اللّازمة لكلّ مقطع، وتمّ كذلك عمل هياكل حديديّة شكّلت أشكال الأقواس وثُبّتت بطريقةٍ احترافيّة وكُسيت ببلاطات الذهب".
وبيّن الصائغ: "إنّ العمل قُسِم الى مراحل، أوّلاً مرحلة قلع الطابوق الذهبيّ القديم وإزالة المخلّفات الجصّية والموادّ الرابطة القديمة وصولاً الى الجدار الأصلي، من ثمّ القيام بصيانته من الخارج ومعالجة تشقّقاته وأضراره، ليتمّ بعدها تقوية الجدار الأصليّ بجدارٍ خرسانيّ ساند وبسُمْكٍ يُحَدَّد حسب الحاجة وبما يتناسب وتعرّجات الجدار، ويُربط هذان الجداران بواسطة قضبانٍ حديديّة خاصّة ليكونا كقطعةٍ واحدة، بعدها سيتمّ إكساؤه بالبلاطات (الطابوقات) الذهبيّة الجديدة وبمساحةٍ تقدّر بـ(350م2)، واستُخْدِم في عمليّات التذهيب الذهب عيار(24) وبقياساتٍ مختلفة وبوزن (10غرامات) من الذهب الخالص لكلّ بلاطة ذهبيّة، والتي يبلغ سُمْكها (2ملم)، باستخدام أفضل التقنيّات من ناحية العمر الافتراضيّ وهي تقنيّة الطَّرق على جلد الغزال".
يُذكر أنّ هذه المرحلة ستكون مكمّلةً للمرحلة التي سبقتها من تغليف أعمدة الطارمة وأكتافها، وستزيد من إضفاء الجانب الجماليّ للعتبة المقدّسة والمحافظة على منشآتها العمرانيّة والعمل على إدامتها وصيانتها باستمرار، مع المحافظة على نسيجها المعماريّ والتراثيّ ببصمةٍ حضاريّة ذات متانة وكفاءة عالية، وبحسب المخطّطات الفنّية والهندسيّة الموضوعة التي تمّت المصادقة عليها.