في تحدٍّ آخر وإثباتٍ جديد على كفاءة العقول العراقيّة إذا ما أُخذ بيدها ووُضعت على جادّة الصواب، أثبتت العتبةُ العبّاسية المقدّسة ذلك من خلال تصميم وتنفيذ مشروعٍ كبير وحيويّ هو المجمّع العلميّ الجديد لجامعة الكفيل الذي افتُتِح صباح يوم أمس، فالقاصد لهذا المجمّع يرى بأمّ عينه ما أبدعت به الخبراتُ العراقيّة، فكانت لهم بصمةٌ واضحة فيه من خلال تنفيذه وقسم منها تنفّذه لأوّل مرّة بعد أن كان حكراً على الشركات العالميّة، هذه البصمةُ رسمها خَدَمةُ أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) فهم من صمّم وهم من نفّذ وهم من زوّدوه بكافّة موادّه دون الاستعانة بأيّ جهة، ليقدّموا هذا الصرح كنموذجٍ وبرهان على هذه القدرات.
رئيسُ جامعة الكفيل الدكتور نورس الدهّان قدّم شرحاً مبسّطاً عن أهمّ ما يحويه هذا المجمّع، وعن مواصفاته وأبرز التقنيّات المتّبعة فيه التي ستجعله يضاهي لا بل يفوق بعض قريناته العالميّة.
حيث بيّن قائلاً: "إنّ الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة حرصت على أن تتمّ مراحل بناء المجمّع التعليميّ الجديد للجامعة بأيادٍ عراقيّة، وبمواصفاتٍ عالميّة تحقّق متطلّبات الجودة وبإشراف وتنفيذ قسم المشاريع الهندسيّة، بالتعاون مع قسم الشؤون الخدميّة وقسم الصيانة الهندسيّة، وشركة اللّواء العالميّة (وهي الشركة المنفّذة والتابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة) وقسم الشؤون الفكريّة، وموقع العطاء لإنتاج الحصى والرمل، وشركة نور الكفيل، والخبّاطة المركزيّة".
كذلك أوضح الدهّان ما يلي:
- بلغت التكلفة الإجماليّة لثلاثة مبانٍ هي: (كليّة الصيدلة، كليّة طبّ الأسنان، رئاسة الجامعة وكلّية الهندسة)، فضلاً عن البنى التحتيّة للمجمّع الجامعيّ بشكلٍ متكامل (23) مليار دينارٍ عراقيّ.
- المساحةُ الكلّية (33) دونماً تتّسع لكلّيات الجامعة وتتوافق مع متطلّبات وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ، وتنسجم مع رؤية التخطيط الحضريّ للمدن.
- مخطّط بناء المجمّع على وفق المتطلّبات العالميّة للجامعات الرصينة التي تتوافق مع متطلّبات دائرة الإعمار والمشاريع في وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ.
- شملت مشاريع البنى التحتيّة للمجمّع التعليميّ منظومات المياه ومياه الأمطار والريّ والمجاري ومنظومات الكهرباء.
- تمّ تنفيذ الشبكات الرئيسة حسب المواصفات الفنّية والهندسيّة المتّبعة في الجامعات العالميّة.
- على سبيل المثال لا الحصر فإنّ بناية كليّة الصيدلة تبلغ مساحتها (1800) متر مربّع، وتتكوّن من:
1- عدد الغرف 60 غرفة.
2- عدد الطوابق 5 طوابق.
3- قاعات دراسيّة مدرّجة عدد 3، مساحة القاعة الواحدة (300) متر مربّع.
4- القاعات الأخرى عددها 2.
5- المختبرات عددها 10، ومساحة المختبر الواحد (150) متراً مربّعاً، مزوّدة بكافّة المستلزمات الضروريّة مع مراعاة خصوصيّة كلّ مختبر.
- الشبكات الخدميّة وتشمل: شبكة المياه الرئيسيّة، شبكة المجاري الرئيسيّة، شبكة الإطفاء الرطبة والجافّة، شبكة الغاز الرئيسيّة، شبكة غاز النيتروجين، شبكة غاز الآركون، شبكة غاز الأوكسجين، شبكة الهواء الطبّي، شبكة الفاكيووم الطبّي، فضلاً عن منظومات الضغط والعوازل والطلاء الحراريّ، ومنظومات الضغط وأقفال الغاز لشبكة غاز الآركون ومنظومات الضغط وأقفال الغاز، وزوّد المجمّع بخزّانات لخزن المياه ذات سعة (400) متر مكعّب ومضخّات لسحب المياه وأخرى لتجهيز المياه.
بالإضافة الى منظومة إطفاء رطبة تحتوي على خراطيم مجهّزة بالماء ومنظومة إطفاء جافّة يتمّ تجهيزها بالماء عند الحاجة من فوّهة الحريق الخارجيّة بواسطة سيّارة الإطفاء.
- أمّا المنظومات الإلكترونيّة: منظومة البنية التحتيّة (شبكة الكيبل الضوئيّ ومنظومة الشبكات اللاسلكيّة ومنظومة الأنترنت ومنظومة الاتّصالات الهاتفيّة ومنظومة الكاميرات ومنظومة الاتّصالات اللاسلكيّة ومنظومات التشويش).
- مركز المعلومات: ويعدّ من أحدث المراكز المعلوماتيّة، فهو مركز بيانات متطوّر جدّاً يضمّ مركز حوسبة سحابية (Private Cloud Computing) ومنظومة إطفاء حديثة (MF200) مع استخدام الأرضيّة الكاذبة.
- منظومة المراقبات الإلكترونيّة وهي منظومة حديثة ومتطوّرة تغطّي كلّ طوابق البنايات والقاعات والشوارع والمختبرات والحدائق بشكلٍ كامل، حيث بلغ عددُ الكاميرات في ثلاثة مبانٍ مع الطرق الداخليّة والخارجية (350) كاميرا، وعند اكتمال المجمّع سيكون عددُ الكاميرات (1200) كاميرا جميعها مرتبطٌ بمركز سيطرة مركزيّ.
- القاعات الدراسيّة: تمّ إنشاء القاعات المدرّجة بدون أعمدة بتصميم (ستيل ستركجر)، وجهّزت القاعات بأحدث المنظومات التقنيّة من منظومة الصوت والتشويش والإضاءة والسبّورات الذكيّة ومنظومة الإطفاء مع مراعاة أن تكون الجدران ذات قابليّة على امتصاص الصوت وانعكاسه.
- المختبرات العلميّة: روعي في تصميم وتنفيذ المختبرات خصوصيّة كلّ كليّة ووفقاً لمتطلّبات الجودة العالميّة، من حيث المساحة وأنظمة التهوية والسلامة والأمن واستخدام معدّات مختبريّة ضدّ الحوامض ومنظومات لمعالجة نواتج المختبرات ومنظومة تبريد بأحدث التقنيّات.
- نظام إدارة الجامعة الإلكترونيّ هو نظام إلكترونيّ بحت لمواكبة التطوّر التكنولوجيّ العالميّ، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة للطلبة ومنتسبي جامعة الكفيل، فقد اعتمدت الجامعة نظاماً لإدارة الجامعة إلكترونيّاً، فضلاً عن إطلاق تطبيق للموبايل بنسختين (الأندرويد والآيفون)، ممّا يسهّل على الطالب التفاعل مع الأساتذة ورئاسة القسم.
وبهذا فقد أثبتت جامعةُ الكفيل أنّها جامعةٌ متميّزة في تقديم خدماتٍ تعليميّة نوعيّة، وأنّها تمتلك رؤية واضحة للارتقاء نحو العالميّة بما تمتلكه من مقوّمات وما تقدّمه من خدمات.