أقامت الأمانةُ الخاصّة لمزار السيّد القاسم بن الإمام موسى الكاظم(عليهما السلام) حفلاً بهيجاً، شهد تسليم المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيّد أحمد الصافي (دام عزّه) مفتاح الشبّاك الجديد للمزار الطاهر وإزاحة الستار عنه، وسط حضورٍ غفير ضمّ شخصيّاتٍ دينيّة بارزة ومسؤولين من العتبات المقدّسة إضافةً الى أكاديميّين وإعلاميّين فضلاً عن أهالي مدينة القاسم.
استُهِلَّ الحفلُ بتلاوةٍ مباركة من آيات الذكر الحكيم تلاها استذكارٌ للشيخ الخاقاني(طاب ثراه) وقراءة سورة المباركة الفاتحة ترحّماً على روحه الطاهرة وأرواح شهداء العراق الأبرار، ومن ثمّ كلمة للأمين الخاصّ للمزار الحاج كريم حسين جاء فيها: "إنّ من دواعي سرور المرء أن يكون خادماً في ركب خدّام أهل البيت(عليهم السلام) والقائمين على قبورهم وأضرحتهم، والمتعاهدين على تطهير بقاعهم التي قال عنها رسول الله هي بقعةٌ من بقاع الجنّة.
وما اجتماعنا هذا إلّا مصداقٌ لما قلنا، حيث اجتمعت الأرواح قبل الأبدان والضمائر قبل القلوب، لتكحيل أبصارنا ونواظرنا بالشبّاك الطاهر للضريح المطهّر لسيّدنا ومولانا القاسم بن الإمام الكاظم(عليهما السلام)، حيث صُنع هذا الشبّاك بأيدٍ عراقيّة مباركة مؤمنة أعزّها الله وأدامها لخدمة أضرحة أهل البيت(عليهم السلام)".
كذلك تعرّض الحاج كريم من خلال كلمته الى تاريخ الشبّاك القديم وكيف صُنع، معرّجاً على المُحسنين المتبرّعين لإكمال صناعة هذا الشبّاك الشريف، داعياً الله تعالى أن يعزّهم ويجعله في ميزان حسناتهم.
بعد ذلك جاءت كلمةُ وفد المرجعيّة الدينيّة العليا في النجف الأشرف التي ألقاها سماحة السيّد عزّ الدين الحكيم نجل المرجع الدينيّ الكبير آية الله العظمى سماحة السيّد محمد سعيد الحكيم(دام ظلّه الوارف)، وجاء فيها: "تميّزت مدينةُ القاسم بعددٍ غير قليل من طلبة العلم الذين خدموها وخدموا العلم والدين، وأيضاً بعددٍ غير قليل من الشهداء الذين استُشهِدوا في معركة الجهاد والتضحية والفداء، فعليهم جميعاً رضوان الله تعالى، هذه المدينة تستحقّ الكثير لأنّها قدّمت الكثير، وما رُفع شأنها إلّا بجهودها وتضحياتها التي استمدّتها من بركة وجود سيّدنا ومولانا القاسم بن الكاظم(عليهما السلام)".
بعدها جاءت كلمةٌ للمزارات الشيعيّة ألقاها نائبُ أمينها العامّ فضيلة الشيخ خليفة الجوهر، شكر من خلالها العتبة العبّاسية المقدّسة والقائمين على خدمتها لما أولوه من جهودٍ في صناعة وإنجاز هذا الشبّاك المبارك، كما شكر جميع مَنْ ساهم في صناعته من مهندسين وعاملين وحرفيّين في مصنع السقّاء.
وتوالت فقراتُ الحفل حيث أُلقيت قصيدةٌ تؤرّخ صناعة الشبّاك ويوم افتتاحه في يوم المباهلة لشاعر أهل البيت(عليهم السلام) الأستاذ علي الصفّار، لتأتي بعدها كلمةٌ لأحد المتبرّعين المحسنين وهو الحاج محمد حسين علي نعمة ألقاها بالنيابة عنه الدكتور الشيخ علي شكري، ممّا جاء فيها: "نحن إذ منّ الله تعالى علينا بهذا المرقد الزاكي لمولانا القاسم بن الإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام)، وحيث تدافع الأجيال تلو الأجيال للوقوف على خدمته وخدمة زائريه وقاصديه، لما للمرقد من مكانةٍ زاكية ومنزلة عالية لدى نفوس أتباع أهل البيت(عليهم السلام)، وكان المرقدُ ولا يزال وسيبقى مأوى أفئدة المؤمنين ومحلّ عبادتهم ومقصد حاجاتهم وموضع اهتمامهم، ونحن اليوم إذ منّ الله تعالى علينا بخدمة هذا المرقد الزاكي وبهذا المنجز الذي يُعدّ قليلاً أمام منزلة مولانا القاسم(عليه السلام)، فإنّنا أردنا بذلك البرّ برسول الله(صلّى الله عليه وآله) وتأدية حقّه علينا باتّجاه الوافد الى ذريّته الشريفة".
كذلك كانت هنالك مشاركة شعرية للشاعر الحسيني السيد سعيد الصافي الرميثي، ليخُتتم الحفلُ بتقديم الدروع لكلّ مَنْ ساهم في صناعة الشبّاك الطاهر، ليتمّ بعدها تسليمُ مفتاح الشبّاك الجديد من قِبل المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) للأمين الخاصّ للمزار وإزاحة الستار عن الشبّاك الشريف.