الى

ماذا تعرف عن خِزانةُ مخطوطات العتبة العبّاسيّة المقدّسة؟

من الخزائن المعرفيّة في العصر الحديث خزانةُ مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، التي يعود زمن تأسيسها إلى (1382هـ)، إذ حوت آنذاك على كتبٍ ومصادر مهمّة تربو على الخمسة آلاف مصدر، وكانت تضمّ بين دفّتيها مخطوطات يصل تعدادها إلى نحو الألف مخطوطة، وقد صُودرت هذه النفائس الخطيّة من قبل عصابة البعث المقبور.

أمّا الكتب فصُودر الكثير منها، وأُتلف بعضها الآخر، وما بقي استُخدم كوقود للتدفئة ولصنع الشاي لجنود النظام عند احتلاله العتبة المقدّسة إبّان الانتفاضة الشعبانية المباركة سنة (1411هـ).

جاء في تاريخ الحركة العلميّة في كربلاء، وهو يتحدّث عن خزانة مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة خلال القرن الماضي: (تحتوي هذه الخزانة على 109 مخطوطة في غاية النفاسة والقدم والقيمة، وهي في مجملها مصاحف قديمة ونادرة جدّاً، وقد نوّه الكاتبُ المؤرّخ ناصر النقشبندي عن ثلاثة مصاحف بينها وهي مكتوبة بالخطّ الكوفي، واعتبرها ذات قيمة تاريخيّة وأثريّة، ولم تسلم خزانة الروضة العبّاسية الشريفة كنظيرتها خزانة العتبة الحسينيّة المقدّسة من السلب والنهب في فترات زمنيّة مختلفة، لكونها كانت تضمّ مجوهرات ومفروشات وطنافس وأشياء ثمينة جدّاً أثارت طمع وحرص المهاجمين والمتطاولين على حرمة كربلاء المقدّسة).
وجاء ذكرُها كذلك في كتاب تراجيديا كربلاء للحيدري، إذ قال: (وفي حضرة العبّاس خزانةٌ فيها ذخائر وأشياء نفيسة جدّاً). ويوجد في خزانة الروضة العبّاسيّة آنذاك مصحفٌ كبير بالخطّ الكوفي مذهّب ومصاحف كبيرة يربو عددُها على ستة عشر مصحفًا، ومصحفان صغيران بالخطّ الكوفي أيضاً.
وقُدّر لهذا الصرح الثقافي الكبير أن ينبض بالحياة من جديد، وتسطع منه أشعّة الثقافة والمعرفة، وتلوح منه في الآفاق آمالٌ جديدة لغدٍ مشرق.
وكان من توفيقات الله تعالى ومنّه تأهيل مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسيّة المقدّسة، وإعادة افتتاحها بعد سقوط النظام البائد، واستحداث وحداتها بما يتناسب مع ثقافة العصر، وتماشيها مع تطوّرات المسيرة العلميّة والثقافيّة في بلدنا الحبيب، بعد ما عانته هذه المسيرة من مراحل صعبة وخطرة في تلك السنين العجاف، حيث كان الظلام فيها قد غطّى كلّ أفق، والثقافة صُودرت بكلّ أبعادها ومعانيها، والأصوات خُنقت جميعُها.
وقد افتُتحت بحمد الله تعالى بحلّتها الجديدة، مشمّرةً عن سواعدها، متّكلةً على الله تعالى ومستعينةً به، ومتنسّمةً ألطاف المولى أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين(عليهم السلام).
وبعد مضيّ أقلّ من ثلاث سنين على إعادة التأهيل حدثت قفزةٌ نوعيّة فيها، فتمّ تفعيل جملة من الوحدات المهمّة التي تحوّلت فيما بعد الى مراكز نتيجة للتوسّع الذي شهدته؛ كترميم المخطوطات، وتصوير المخطوطات وفهرستها، والتأليف والدراسات، حتى صارت متكاملةً متماشيةً مع واقع الثقافة، ملبّيةً لطموح الباحثين والقرّاء بمشاربهم الفكريّة المختلفة.
اليوم توجد في خزانة المخطوطات التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة آلافُ المخطوطات التي تُعدّ من جواهر التراث الإنسانيّ الفكريّ والأدبيّ .
تعليقات القراء
1 | نوار اكرم | 22/02/2020 08:58 | العراق
يا ريت يصدر دليل أو كتلوك مصور يضم صور المخطوطات بسعر مناسب للاقتناء
الرد :
وعليكم السلام مستقبلا باذن الله
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: