في مساء يوم السبت (19 جمادى الآخرة 1438هـ) الموافق لـ(18 آذار 2017م)، افتتحت العتبةُ العبّاسية المقدّسة واحداً من أبرز المشاريع التي نفّذتها بعد سقوط اللانظام البائد، وهو مشروعُ توسعة حرم مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بتسقيف الصحن الشريف، الذي جاء بالتزامن مع الذكرى العطرة لولادة سيّدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام)، والذي بدأت بافتتاحه مرحلةٌ عمرانيّة تاريخيّة جديدة من تأريخ عتبة أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، سطّرها خَدَمَتُه بأحرفٍ من نور.
مواصفاتُ المشروع العمرانيّة جاءت كنقلةٍ نوعيّة في عالم العمارة الإسلاميّة من كلّ جوانبه، فكلّ ركنٍ وجزءٍ من التصميم دُرِسَ بدقّةٍ مستفيضة من قِبل الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، والشركة المنفّذة للأعمال الهندسيّة والمعماريّة وديوان الوقف الشيعيّ.
ومن أبرز المواصفات الفنيّة التي امتاز بها هذا المشروع:
1. فضاءٌ بلا أعمدة: لأوَّل مرَّةٍ يُقام مثل هذا الصّرح، ووفق هذا الفضاء الكبير، من دون أن يستندَ إلى أعمدةٍ ساندة داخل الصَّحن.
2. رؤيةُ القبّة والمنائر الذَّهبيّة وجزءٍ من السّماء من داخل التّوسعة الجديدة للحرم: إذ حافظ السقفُ الجديد للصحن الشريف على مساحةٍ شفّافية الرّؤية بنسبة 40% من مساحته الكليّة، من أجل أن يُبقي المشروع إيحائيّة الحرم السّابقة، حتّى بعد تسقيف الصّحن.
3. أصالةُ الماضي وحداثةُ الحاضر: أمّا مساحة الـ(60%) من السَّطح الجديد، فتمّ تغليفُها خارجيّاً بالكاشي الكربلائيّ، وداخليّاً بالمقرنصات البغداديّة القديمة المغلّفة بالمرايا الفسيفسائيّة، حرصاً من الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة على الاحتفاظ بالطّراز المعماريّ العراقيّ الإسلاميّ، ومشابهته للحرم وباقي أجزاء العتبة المقدّسة، مع خدمات التّدفئة والتّبريد والإنارة والاتّصالات والصّوتيّات التي تخدم مواكب العزاء المزدلفة إلى الصّحن الشّريف، في مواسم محرّم وصفر وذكريات مواليد النّبي الأكرم والأئمّة -صلوات الله عليهم-.
ولإعطاء فلسفةٍ مميّزة لتصميم المشروع، تتناسبُ وشخصيّة صاحب المرقد الشّريف(عليه السلام)، فقد روعيت في التصميم النّقاط التّالية:
أ. تصميم الخيام الزّجاجيّة فيه دلالةٌ روحيّة على أمرَيْن:
• يُمثّل كلٌّ منها خيمةً من خيم العيال التي كان أبو الفضل العبّاس(عليه السلام) كفيلها وراعيها.
• يمثّل عددُها سنوات عمره الشّريف.
ب. تضمّن التّصميمُ في كلّ ركنٍ من الصّحن القديم (4) قباب، تُمثّل أحدُها السّيّدة العظيمة أمّ البنين(عليها السلام)، فيما تُمثّل كلُّ واحدةٍ من الثلاث الباقية أحد إخوة سيّدنا أبي الفضل العباس(عليه السلام)، الذين استُشهِدوا معه في ملحمة الطَّف الخالدة.
ت. تضمّن التّصميم (14) قبّةً بين القباب الأربع المذكورة في "ب"، تُمثّل الأولى النّبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله)، والثَّانية السّيّدة الزهراء(عليها السلام)، و (12) منها تُمثّل كلُّ واحدةٍ منها أحد الأئمّة الاثني عشر(عليهم السلام).