الى

انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الحسيني الرابع: والسيد الصافي يؤكد إن المسرح الحسيني هو أحد الشعائر الحسينية

جانب من حفل الأفتتاح
انطلقت عصر اليوم الجمعة 16 جمادي الاول 1434 هـ الموافق 29 اذار 2013 م فعاليات مهرجان المسرح الحسيني الرابع والذي يعقد تحت شعار ( المسرحٌ الحسيني إشراقة الخلود من ملحمة العطاء) ويستمر لمدة يومي الجمعة والسبت 16-17 جمادى الأولى 1434هـ والموافق 29-30 آذار ‏‏2013 .
وقد جرت فعاليات انطلاق المهرجات في الطابق التحت أرضي لمشروع التوسعة الأفقية في العتبة العباسية المقدسة وابتدأت بتلاوة لآي من الذكر الحكيم تلاها السيد بدري ماميثة ثم جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة والتي ألقاها الامين العام السيد أحمد الصافي"قُرِنَ المسرح بأكثر من باب في محاولة أقناع الطرف الأخر، بمعنى أخر أن الأدب أكان (شعر – نثر أو مسرح ) أو أي مسميات اخرى تنطوي تحت أسم الأدب، يجعلنا نتجه نحو الأديب أو الكاتب ونطرح عليه سؤال ( ماهي رسالتك عندما تكتب او تخرج)".
موضحاَ "قديماً قيل هناك صناعات خمس (الجدل –البرهان – المغالطة- الشعر- الخطابة ) والمسرح يدخل تحت بابين هما أما الشعر أو الخطابة ، وهناك مشتركات تجمع بين الشعر والخطابة، والجامع المشترك بينهما هو مخاطبة الأحاسيس والعمل على استثارتها وكل منهما يعمل ويرسم له صورة لمخاطبة تلك الأحاسيس ، ولهذا نجد الأمم من جملة ما تهتم به هو تعضيد شعرائها وخطبائها".
مبيناً" المسرح في بلدنا العربية لم يأخذ الجانب والطريق المرسوم له لأنه أعتمد بعض الشيء على ما أخذه من الغرب وهم يعتمدون على النخب وهذه النخب في بلدنا العربية مضموره ومغمورة"
مؤكداً "يجب ينطلق المسرح الحسيني انطلاقة قوية كي يصل التعريف بهذه الشخصية الإسلامية المهمة إلى جميع أنحاء العالم فقضية الإمام الحسين عليه السلام لها خصوصية وأن يدخل مسرح في هذه الخصوصية من خلال أعظم واقعه دخلت التاريخ وهي واقعة الطف هذا يعطي قيمة إضافية لهذا البطل الحقيقي والذي تدور عليه المحاور وهو الإمام الحسين عليه السلام فللمسرح الحسيني دور في إيصال مبادئ النهضة الحقة إلى شريحة واسعة من العالم ،فيجب أن لا ينحصر في زاوية ضيقة فالانتماء للإمام الحسين عليه السلام ليس له زمان أو مكان محدد فمسرح الإمام الحسين عليه السلام هو مسرح غض وقابل للأبداع فيه ".
وقد بين السيد الصافي "المسرح الحسيني هو أحد الشعائر الحسينية فهناك شاعر حسيني وأديب حسيني فلا بد من وجود مسرح حسيني ويجب العمل على تصديره لكل من يقرأ ويريد أن يعرف أو يتعرف على الإمام الحسين عليه السلام فكل مهتم بالمسرح يتوجب عليه أن يفهم الإمام الحسين عليه السلام"
ثم جاءت قصيدة شعرية للشاعر رضا الخفاجي بعنوان صوت الحسين عليه السلام وبعدها كلمة الوفود المشاركة القاها الدكتور جواد الأسدي مغترب عراقي والتي بين فيها " المهرجان فرصة كبيرة لكبار المسرحيين والباحثين من اجل النهوض بمسرح خارج اطار الحدود المرسومة لقضية الإمام الحسين عليه السلام ، والخروج بها من مكانها الضيق والى رحبها الأوسع والأشمل، والشعائر الحسينية تحتاج الى كتاب يذهبون بها الى أوسع من ذلك وأشاعتها بين جميع الطوائف لأن الإمام الحسين عليه السلام هو للجميع ولم يقتصر على فئة أو طائفة دون أخرى معتبراً ان هذا المهرجان كبير في محتواه ومعناه وادائه وان الحركة الثقافية تحتاج الى من يدعمها وينمّيها اضافة الى ابراز طاقات جديدة سواء كانت شعرية ام ادبية عامة، متمنيا من العاملين المزيد من العطاء والتقدم لما يخدم مصالح الشعب العراقي".
لتأتي بعدها كلمة اللجنة التحضرية للمهرجان والتي ألقاها رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة السيد ليث الموسوي والتي بين فها "إن تصدي النخب الواعية في المجتمعات الحية لتوظيف مهارتها وخبرتها، لما يدعم مبادئها وأصول موروثاتها الصحيحة ، باعتبارهم يعيشون بين حنايا المجتمع الذي نشئوا فيه، وهذا بالطبع ديدن كل نخب مجتمعات العالم كل حسب مشربه وما ينتمي إليه وذلك هو جزء من الوفاء لتلك المبادئ والموروثات لأنها تعد بنظرهم أصل هويتهم وانتمائهم لجذورهم، فضا عما إذ كانت لها علاقة بما يدينون وما يعتقدون بقطع النظر عما إذا كانت تلك المبادئ والموروثات حقه أم لا وأن لها القدرة على استيعاب همومهم ومشاكلهم أم لا
مبيناً " فكيف أذا كان الموروث لا يشاكله في الأحقية موروث آخر وقد أرتكز على مبادئ فيها القدرة على دفع همومهم بل وحل مشاكل البشرية جمعاء أينما حلت ومتى وجدت ,حيث رسمت أطرها العامة رسالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه واله وسلم وركز دعائم تفصيلاتها أئمة اهل البيت عليهم السلام وأسس للحفاظ عليها من أي انحراف سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ."
موضحاً " ومن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس نرى هذا الجمع والحضور لثلة ونخبة مبدعة قد لبت الدعوة للمشاركة الفاعلة في هذا المهرجان السنوي لمسابقة النص المسرحي الحسيني أيماناً منها بالوفاء لأسمى موروث وارقى فكر ومبادئ حملتها اهداف النهضة الحسينية المباركة ، وهنا قد يتساءل البعض عن سبب تخصيص المسابقة للنص المسرحي دون سواه من أركان العمل المسرحي، فجوابنا بالطبع غير خاف على أهل الخبرة والاختصاص ومفادها هو أن النص بوصفة العنصر الأساس لكل عمل مسرحي يستحق اهتماما خاصاً وعناية مضاعفة لأنه يعطي المسارات الأولى للرؤية الإخراجية المسرحية".
مضيفاً " لهذا عرفوا النص المبدع بأنه ذلك المنطوق الذي يحوي مفاتيحاً وموضوعات متشضية ومتماسكة ، تمكن المخرج من الغوص داخل المتن وتمنحه القدرة العالية على الخيال ، وبالتالي يوظف مهارته الإخراجية لتثمر عملا مسرحياً متكاملاً".
" وهذا ايضاً ما يفعله حتى المخرج التجريبي الذي يسعى لإلغاء النص بدعوى معارضة المنطوق مع الرؤيا الجمالية فانه بالضرورة والوجدان لابد ان يبني له نصاً افتراضيا في مكنون مخيلته ليجعل منه مرتكز ومسار محدد لباقي أدواته المسرحية وعلى أيه حال من هنا كانت الفكرة الأولى التي تبلورت بإقامة مهرجان سنوي للنص المسرحي لنحث الخطى مع مبدعينا اهل الفن والأدباء وكتاب النص، لكتابة نص متكامل خال من أي هنة أو مؤاخذه فنية او تأريخية ،ويتكئ بالطبع على جزالة اللفظ وروعة التعبير والبيان ورشاقة الصورة ،باعتبارها عناصر رئيسة ومهمة ودالة على رقي ونجاح النص"
وبين الموسوي "سيما أن التحدي الأكبرَ أمامَ الكاتب في النصِ المسرحي الحسيني هو تعامله مع حوادث تخصُ شخوصاُ مقدسةً من جهة ومن جهة اخرى تعامله مع حوادث بعينها كان لها عظيمُ الارتكاز و الثباتِ في أذهان جل المتلقين فتفرض عليه تقييداتٌ و محددات تخلق له مساحة محددة تمنع إطلاقَ عنانِ مخيلته الأدبيةِ , مما لا يجدُ بُدا إلى في التحركِ بمساحاتٍ أخرى تبيحُ له الإشتغالَ بحريةٍ وهو أمر – كما لا يخفى- في غاية الدقة و الصعوبة" .
"فالموائمة بين ما هو ثابتٌ لا يتحمل الإشتغال , و بين ما هو حرٌ طيعٌ أمام أدوات المخيلة المبدعة , يتطلب من كاتب النصِ أن يكونَ مُطلعاً على أدقِ تفاصيل أحداثِ الطفِ المباركة , وخصوصيات شخوصها وإبطالها ليحفظ على توازن بين الموروث المقدس وعبقرية ابداعية".
"ولا أخفي عليكم سراً أخوتي الأكارم أن طموحَ الأمانة العامةُ للعتبة العباسية المقدسة وسعيها الجاد في احتضان المبدعين و أعمالهم المثمرة لا يقف عند حدٍ أو شكل مهرجان أخذ أطار معيناً بل أنها تأمل أن تتضافر الجهود الخيرةُ لإنتاج ما يمكن أن تتبناه وترعاه فيتسع هذا المهرجان أو غيره ليستوعب تخصيص مسابقة أخرى لأفضل أداءٍ مسرحي".
"وهذا ما نتوسمه بأخوتِنا المبدعين (كتاب و مخرجين) المخلصين للقضيةِ الحسينية وبكل أبعادها , لتستفيد من وحي بركاتها الإنسانية جمعاء , لما تحمله من مضامينٍ وقيمٍ وأبعادٍ وإنسانيةٍ و إخلاقية، وقبل أن أختم كلمتي هذه أقول : أني اعتقد بأن أخوتي المختصين يشاطروني الرأي بضرورة إيجاد أرضيةٍ واسعةٍ للنقد المسرحي , لتقويم جميع الأعمالِ المسرحيةِ وبكل مفاصلها وأدواتها , رافضين الأصواتُ التي ترى أن النقد المسرحي يعوم بعيداً عن روح المسرح ورؤاه , وكونه حالةً من التنظيرِ تعزفُ بعيداً عن مفاصل التجربةِ التطبيقيةِ للمسرح ومعاناتها وهذا الرأي –بالطلبع- مجانبٌ للصوابِ , والواقع أن كل عمل مهني لابد أن يكون محل فحص و نظر و تدقيق و مراجعة و تشريح ليرتقي سلمَ الكمالِ و الإبداع , وهذه سنة متبعة لرقي أي عمل من نتاج البشر , ولا أعتقد أن عناصرَ الاعمال المسرحية تفلت عن هذه السنة ولا تكونُ محكومة بها فنهيبُ بإخوتنا الأفاضل المشغلين بهذا الفن الإنساني أن يخضعوا أي عمل مسرحي لنظرِ الناقد المسرحي الخبير لتقويمه , سواء أكان ذالك قبلَ أو بعدَ أن يرى النور".
ومن هنا نحثُ أخوتنا الاكارم على النظر و التدقيق و النقدِ الموضوعي لما أنتجه قسم الشؤون الفكرية و الثقافية في العتبة العباسية المقدسة من عملٍ مسرحي ( على ظلال الطف ) من تأليفِ الأخت الفاضلة بارعة مهدي و اخراج الأستاذ المبدع علي الشيباني لنرتقي به أو بغيره إلى مصافِ الأعمال العالمية , فلسنا ممن يدعى الكمالَ فيما يقدم من أعمال , وأن كنا قد حرصنا على تماميتها من جهة موافقتها للمعايير المهنية , ولكن هذا لا يمنعنا من استطلاع الآراء القويمة للاستئناس والأخذ بها , فنشكر سلفاً من يقدم لنا ما يقومُ أعمالنا"
"وختاما لا يسعنا إلا أن نتقدم بوافر الشكر و الاعتزاز لإخوتنا الأكارم كتاب و مخرجين , أكاديميين و مهنيين , مشاركين وضيوف, على حضورهم وتفاعلهم المخلص , لدعم أمثالِ هذه المشاريع التي تهدفُ لنشر الفكرِ الواعي و الواعد لتوعية مجتمعاتنا و الأخذ بأيديها نحو الإصلاح و نبذ كل أنواع الفساد , و الاقتداء بالقيم الفاضلة و التي هي من أعظم أهدافِ النهضةِ الحسينية المباركة.


تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: