ترعى العتبةُ العبّاسية المقدّسة من خلال معهد الكفيل للأطفال القابلين للتعلّم، أكثر من (90) طفلاً تتراوح أعمارهم بين (5-13) للذكور (5-20) للإناث، سعيا لدمجهم مجتمعيّاً، وذلك من خلال مختبراتٍ متطوّرة لتعليمهم المهارات (اللّغويّة - الحسابيّة - الدينيّة - التطبيقيّة - الرياضيّة – الفنّية)، وإعطائهم فرصة التعلّم والعودة للواقع مع أقرانهم، وتخفيف العبء عن عوائلهم وتحسين سلوكهم بكلّ جهدٍ نحو الأفضل.
الأطفال هم من ذوي الاحتياجات الخاصّة الذين لديهم عوقٌ بسيط (قابلون للتعلّم)، وهذا العوق إمّا ذهنيّ يتمثّل في مستوى الذكاء دون المتوسّط، أو المصاب بمتلازمة داون، أو لديه حالة نفسيّة صعبة كحالة الصمت الاختياريّ أو الاكتئاب النفسيّ وبعض الأطفال الذين تكون لديهم صعوبات بالنطق.
هؤلاء الأطفال يُشخّصون من قِبل لجانٍ طبيّة في دائرة صحّة كربلاء ويُحالون من قِبلها إلى المعهد، لعدم وجود مثيلٍ له في محافظة كربلاء المقدّسة، وبعد أن يخضعوا لاختبارٍ مبدئيّ من قبل باحثات نفسيّات متخصّصات في المعهد، ومن ثمّ إجراء الاختبارات السايكومتريّة العالميّة، يتمّ بعد ذلك تزويدهم بفحصٍ طبّي يراجعون من خلاله (مستشفى الكفيل التخصّصي) لاستشارة أكثر من عشرة أطبّاء متخصّصين، ليتمّ بعدها تحديد قبولهم في المعهد.
المناهج الدراسيّة تكون على شكل مستوياتٍ خاصّة بالمعهد، تُقدّم بشكلٍ صوريّ مقبول لدى الطالب، ويُمكن استساغته بسهولة، فضلاً عن دروس ترفيهيّة: الرياضة، وورش العمل الفنيّة، والأعمال اليدويّة المفيدة، وهذه الدروس مقسّمة على قاعات ومختبرات متخصّصة ومجهّزة بوسائل تدريس حديثة، كالسبّورات التفاعليّة الذكيّة وغيرها.
المعهد يعمل بنظامٍ إداريّ تربويّ وبنفس ما هو معمولٌ به في قريناته، مع توفير وسائط نقل تابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة إضافةً الى التكفّل بتقديم العلاجات الطبّية من خلال مستشفى الكفيل التخصّصي، وتوفير التغذية الملائمة لهذه الحالات مع برنامج تغذيةٍ يتمّ تعليمه لذويهم؛ لأنّ نوع الغذاء يكون مهمّاً في تنمية ذكاء الطفل، فضلاً عن إقامة سفرات ترفيهيّة للمراقد المقدّسة والمزارات والمتنزّهات داخل المحافظة وخارجها.
وقد قطف المعهدُ ثمار جهده هذا في أكثر من حالةٍ إيجابيّة ناجحة تحسّنت لمستوى العقل الطبيعيّ لعددٍ من الأطفال، بعد أن كانوا يعانون من حالاتٍ متعدّدة، وأيضاً في الأعوام القليلة الماضية استطاع المعهد تأهيل عددٍ من الأطفال بعودتهم الى المجتمع ودخولهم إلى المدارس الاعتياديّة، وهم يقومون بممارسة كافّة متطلّبات الحياة الطبيعيّة، بفضلٍ من الله تعالى وجهود الملاك التربويّ في المعهد.