الى

مواكبُ أهالي القاسم: عطاؤنا مُستَمَدٌّ من عطاء مَنْ تشرّفنا بحمل اسمه

عُرفت مدينةُ القاسم(عليه السلام) في محافظة بابل بكرم الضيافة وطيبة قلوب ساكنيها، وقد تُرجمت هاتان الخصلتان في مواقف ومواطن عديدة تقبع في مقدّمتها خدمةُ زائري الإمام الحسين(عليه السلام)، حيث يعرج إليها سنويّاً ملايين الزائرين سواءً كانوا من زائري الأربعين أو القاصدين زيارة مرقد القاسم بن الإمام موسى بن جعفر(عليه السلام)، فتراهم يتسابقون لخدمة الزائرين ويبذلون الغالي والنفيس لهم، فكانوا بحقّ مصداقاً وامتداداً لعطاء صاحب العطاء.
مواكبُ المدينة وأهلُها كانت لهم وقفةٌ خلال هذه الظروف التي يعيشها البلد، كما كانت لهم وقفةٌ في دعم أبطال معارك تحرير العراق من عصابات داعش الإرهابيّة، وقد بذلت الأرواح والدعم حتّى تحقّق النصر، وها هي اليوم شمّرت عن سواعدها وجمعت أمرها لتلبّي نداء مرجعيّتها الدينيّة في دعم العوائل المتضرّرة، جرّاء فرض حظر التجوال الوقائيّ، في أن تمدّ هذه العوائل بالدعم وتقف معها في محنتها وتزوّدها بما جادت به.
مسؤولُ الوحدة التابعة لقسم المواكب والهيئات الحسينيّة في العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية الشيخ أحمد جبير بيّن قائلاً: "باشرنا بدعم العوائل منذ اللحظات الأولى لصدور توجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا وضمن حملة القسم، وما زلنا متواصلين حتّى انتهاء هذه الأزمة التي ألقت بظلالها على العراق والعراقيّين، وكان نصيب العوائل الفقيرة والمتعفّفة التي تعتاش على قوت يومها النصيب الأكبر من الضرر، ممّا توجّب علينا أن نقف ونعلن عن تضامننا وتكافلنا معهم ومدّهم بمئات السلّات الغذائيّة يوميّاً".
وأضاف: "مدينة القاسم(عليه السلام) تمتاز بطبائعها وتقاليدها العشائريّة والاجتماعيّة، وبما أنّ مواكبنا نابعة من هذا المجتمع فهي على درايةٍ بمن تضرّر في هذه الظروف، فجمعت هذه المواكب أمرها وقامت بتنظيم حملاتٍ إغاثيّة متواصلة ابتُدئت من أبعد نقطةٍ في القضاء، وصولاً الى المركز وحتّى القرى والأرياف بصورةٍ ميدانيّة، وبما يحفظ كرامة هذه العوائل التي تفضّلت علينا بقبول هذه المساعدات، فاستطعنا أن نرفدهم بسلّة غذائيّة متنوّعة لا نقول إنّها تحقّق كفايتهم، لكنّها ستسهم في التخفيف ولو بالشيء القليل عن كاهلهم لتجاوز هذه المحنة، وما زلنا متواصلين بعملنا".
يُذكر أنّ هذه الحملات جاءت تلبيةً لوصايا وتوجيهات المرجعيّة الدينيّة العُليا، وضمن الحملة التكافليّة التي أطلقها قسمُ المواكب والهيئات الحسينيّة في العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية، ومن خلال ممثّلياته ووحداته المنتشرة في المحافظات العراقيّة، للوقوف مع العوائل الفقيرة والمتضرّرة جرّاء حظر التجوال المتّخذ للوقاية من وباء كورونا، وما زالت مواكبُ الخدمة الحسينيّة متواصلةً بدعم مَنْ تقطّعت بهم السبل من هذه العوائل.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: