الى

مولد ريحانة الرسول وسبطه المجتبى (عليه السلام)

من بيتٍ أَذِن اللهُ أن يُرفع ويُذكرَ فيه اسمُهُ أطلّ على العالم الإسلاميّ نورُ الإمامة الذي رفع اللهُ به كيانَ الإسلام، وأشاد به صروحَ الإيمان ذلك هو نور الإمام السبط أبي محمد الحسن المجتبى(عليه السلام) الذي انبثق في ليلة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك وهي ذكرى ولادته المباركة.

لقد استقبَلَ حفيدُ الرسول(صلّى الله عليه وآله) وسبطُه الأكبر سيّد شباب أهل الجنة دنيا الوجود في شهرٍ هو أبرك الشهور وأفضلها، حتّى سمّي (شهر الله) وهو شهر رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن، وقد شوهدت في طلعة الوليد طلعة الرسول(صلّى الله عليه وآله)، وبدت فيه شمائل النبوّة ومحاسن الإمامة.

ولمّا أُذيع نبأُ ولادة الصدّيقة بالمولود المبارك غمرت موجاتٌ من السرور والفرح قلب النبيّ(صلّى الله عليه وآله)، فسارع إلى بيت ابنته أعزّ الباقين والباقيات عليه من أبنائه، ليهنّئها بمولودها الجديد ويبارك به لأخيه أمير المؤمنين(عليه السلام) ويفيض على المولود شيئاً من مكرمات نفسه التي طبق شذاها العالم بأسره، ولمّا وصل(صلّى الله عليه وآله) الى مثوى الإمام نادى: يا أسماء.. هاتيني ابني؛ فانبرت أسماء ودفعته إليه في خرقةٍ صفراء فرمى بها؛ وقال: ألم أعهَدْ إليكم أن لا تلفّوا المولود في خرقةٍ صفراء؟ وقام (صلّى الله عليه وآله) فسرّه وغذّاه بريقه وضمّه إلى صدره ورفع يديه بالدعاء له؛ اللهمّ إنّي أعيذُهُ بك وذرّيته من الشيطان الرجيم.

وأخذ (صلّى الله عليه وآله) بإجراء مراسيم الولادة وسُننِها على مولوده المبارك، حيث أذّن (صلّى الله عليه وآله) في أُذُنه اليمنى وأقام في اليسرى، همسةٌ رائعة همَسَ بها خيرُ بني آدم في أذُن وليده ليستقبل عالم الوجود بأسمى ما فيه، فأيّ بدايةٍ مُنح بها الإنسان أفضل من هذه البداية التي مُنح بها السبط الأكبر؟! فإنّ أوّل صوتٍ قرع سمعه هو صوت جدّه الرسول (صلّى الله عليه وآله) علّة الموجودات وسيّد الكائنات، وأنشودة ذلك الصوت: الله أكبر، لا إله إلا الله.

والتفت (صلّى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)، وقد أترعت نفسه العظيمة بالغبطة والمسرّات فقال له: هل سمّيت الوليد المبارك؟ فأجابه الإمام: ما كنتُ لأسبقَكَ يا رسول الله.

وانطلق النبيّ(صلّى الله عليه وآله) فقال له: ما كنتُ لأسبقَ ربّي. وما هي إلّا لحظات وإذا بالوحي يُناجي الرسول، ويحمل له التسمية من الحقّ تعالى، يقول له جبرئيل: سمّه حسناً.

حقّاً إنّه اسمٌ من أحسن الأسماء وكفى به جمالاً وحسنا أنّ الخالق الحكيم هو الذي اختاره، ليدلّ جمال لفظه على جمال المعنى وحسنه.

فلقد اجتمع في هذا الإمام العظيم شرفُ النبوّة والإمامة، بالإضافة الى شرف الحسب والنسب، ووجد المسلمون فيه ما وجدوه في جدّه وأبيه حتّى أنّه كان يذكّرهم بهما، فأحبّوه وعظَّموه، وكان مرجعهم الأوحد بعد أبيه فيما يعترضهم من مشاكل الحياة وما يستصعب عليهم من أُمور الدين، لا سيّما بعد أن دخلت الأمّة الإسلاميّة حياةً حافلةً بالأحداث المريرة التي لم يعرفوا لها نظيراً من قبل.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: