الى

إطلالةٌ على الختمة القرآنيّة المرتّلة في العتبة العبّاسية المقدّسة

أولت العتبةُ العبّاسية المقدّسة اهتماماً كبيراً للأنشطة والفعّاليات القرآنيّة وأفردت لها مساحةً واسعة، وقد تشرّف بتنفيذ هذه الخدمة معهدُ القرآن الكريم التابع لقسم شؤون المعارف الإسلاميّة والإنسانيّة فيها، وذلك لأجل إشاعة وتجذير روح وثقافة كتاب الله العزيز، وقد تنوّعت وتعدّدت بمواضيعها ومفرداتها، فجميعُها تدور في فضاء تعزيز الروح القرآنيّة لدى الفرد والمجتمع، وقد توزّعت هذه الأنشطة والفعاليات على مدار العام تبعاً لأجندةٍ سنويّة، إذ تبلغ ذروتها وأشدّها في مواسم محدّدة ومن تلك المواسم شهر رمضان المبارك شهر القرآن، حيث يقوم المعهدُ بإعداد برنامجٍ قرآنيّ متكامل يضمّ بين طيّاته فقراتٍ عديدة، أهمّها الختمة القرآنيّة المرتّلة التي تُعقد سنويّاً في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، ويُشارك فيها نخبةٌ من قرّاء القرآن الكريم من ضمنهم قرّاء العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية.
أصبحت هذه الختمة من أهمّ المحافل التي تُقام في الشهر الفضيل على مستوى العراق، وتشهد حضوراً واسعاً وكبيراً يكادُ المكان المخصّص لها أن يمتلئ وقت انعقادها، ويقصدها محبّو تلاوة القرآن من داخل وخارج محافظة كربلاء المقدّسة، إضافةً الى متابعيها على القنوات الفضائيّة ومنصّات التواصل الاجتماعيّ، وبقيت هذه الفعّالية القرآنيّة متواصلةً منذ عودة الشرعيّة للعتبات المقدّسة باستثناء هذا العام، حيث أُقِيمت على نحوٍ مختصر بسبب انتشار وباء كورونا وما اتُّخِذ من إجراءات احترازيّة بسببه، وذلك حفاظاً على سلامة وصحّة الزائرين والتزاماً بالتوجيهات الصحّية وتوصيات المرجعيّة الدينيّة العُليا، التي حثّت على عدم التجمّع ومحاولة التقليل منه.
هذا ما أطلَعَنا عليه مديرُ معهد القرآن الكريم الشيخ جواد النصراوي، وأضاف: "تُعتبر الختمة القرآنيّة المرتّلة واحدةً من بين أهمّ النشاطات القرآنيّة التي دأب المعهد على إقامتها سنويّاً، ويستهلّ بها مشواره القرآنيّ في هذا الشهر الفضيل، لكنّنا هذا العام اقتصرنا على إقامتها في حرم أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) بمشاركة نخبةٍ من قرّاء كتاب الله الكريم، وباتّباع التعليمات والآليّات الصحّية التي أوصت بها شعبةُ الشؤون الطبّية في العتبة العبّاسية المقدّسة، من ناحية عدم التجمّع أو التجمهر إضافةً الى تحقيق المسافات بين القرّاء".
وبيّن النصراوي كذلك: "ضمنّا في إقامة هذه الختمة تواصلها وعدم انقطاعها، واستطعنا أن نوصل صداها عبر أثير القنوات الفضائيّة، بعد أن وفّر مركزُ الكفيل للإنتاج والتصوير الفنّي تردّداً مجّانياً تستطيع هذه القنوات أن تستلمه وتبثّه لمتلقّيها ومتابعيها سنويّاً، إضافةً الى نقلها على منصّات التواصل الاجتماعيّ، والحمد لله استطعنا أن نوصل رسالة هذه الختمة".
وأكّد النصراوي: "انّ فعّاليات المعهد القرآنيّة التي تمّ تعليقها لهذا العام بسبب الظروف كثيرة، منها الختمات القرآنيّة في عددٍ من المواقع التابعة للعتبة العبّاسية المقدّسة، وختمة أخرى خاصّة بالبراعم القرآنيّين ومسابقات رمضانيّة وغيرها، على أمل أن تعود بإذن الله تعالى في حال زوال هذا الوباء والتخلّص منه".
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: