في مثل هذه الأيّام التي تُدمي قلب كلّ محبٍّ وموالٍ لأهل البيت(عليهم السلام)، وبالتحديد في الذكرى السنويّة الثامنة والثمانين لفاجعة هدم قبور وأضرحة ومزارات أئمّة البقيع(عليهم السلام)، التي صادفت ذكراها عام 1432هـ وتزامناً معها، أطلقت شعبةُ تقنيّة الشبكات والمعلومات التابعة لقسم إعلام العتبة العبّاسية المقدّسة أوّل موقعٍ تخصّصي حلّق في سماء الشبكة العنكبوتيّة، لنقل الوقائع وتسليط الضوء على هذه الفاجعة الأليمة، وتوسّم بـ(بقيع الغرقد) وهو من تصميم وبرمجة وبيانات ملاكات الشعبة المذكورة.
وقد أُجري لهذا الموقع افتتاحٌ رسميّ أُقيم في صحن أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، حضره المتولّي الشرعيّ للعتبة العبّاسية المقدّسة -الأمين العام في حينها- سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) وممثّلو مكاتب المرجعيّات الدينيّة في النجف الأشرف، فضلاً عن أمناء العتبات المقدّسة العلويّة والحسينيّة والكاظميّة ووفد مثّل العتبة العسكريّة المقدّسة، وعددٍ من الشخصيّات الدينيّة والثقافيّة والأكاديميّة والإعلاميّة.
وقد نُقلت فعالياتُ الحفل في حينها عبر أكثر من (15) قناة فضائيّة عراقيّة وعربيّة، فضلاً عن وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة وكذلك إعلام العتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية.
وفي هذه الفعالية أُلقيت كلمةٌ قيّمة لسماحة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) ممّا جاء فيها قوله: "إنّ الإعلام يجب عليه تحمّل المسؤوليّة في نقل الحقائق وهي مسؤوليّةٌ كبيرة، فهناك من لا يعرف الحقيقة وهو يبحث عن وسيلةٍ إعلاميّة يثق بها، كما أنّ من يملك حقيقةً فيها شيءٌ من الغموض وهو يبحث أيضاً عن وسيلةٍ إعلاميّة صادقة لكشف هذا الغموض، وهذه الأمور كلّها يتحمّلها الإعلام الصادق، فالحقّ لا يُمكن أن يخفى ولكن قد يتأخّر لبعض الوقت، ولكن لابُدّ له أن يظهر في النهاية، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء موقع البقيع لتسليط الضوء على هذه الفاجعة الأليمة والمظلوميّة التي لحقت بها".
كما بيّن كذلك: "أنّ هذا الموقع لا يُمكن أن ينجح إلّا بتضافر الجهود ورفده بالمعلومات، ونحن ندعو كلّ من يملك معلومةً أو وثائق تخصّ البقيع، فالموقع سيتكفّل بالجانب الإعلاميّ ونشرها لإظهار الحقيقة، خصوصاً وأنّ المجال الإلكترونيّ أصبح هو الأوّل في مجال الإعلام".
كما كانت هناك كلمةٌ في حينها لرئيس قسم الشؤون الفكريّة والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة سابقاً وعضو مجلس إدارتها حاليّاً السيد ليث الموسوي، بيّن فيها قائلاً: "إنّ هذا العمل جاء نتيجة توافر ثلاثة عوامل، الأوّل هو الجهد والإخلاص من هذه الملاكات، والثاني ما تملكه من إمكاناتٍ ومهارات، والثالث تذليل العقبات من قِبل الأمانة العامّة للعتبة المقدّسة".
وللاطّلاع على الموقع الذي تمّ تطويره وتحديث أبوابه إضافةً الى إطلاق نسخةٍ باللغة الإنكليزيّة منه، اضغط على هذا الرابطhttps://alkafeel.net/albaqee/
يُذكر أنّ هذا الموقع جاء مساهمةً من العتبة العبّاسية المقدّسة، لتسليط الضوء على فاجعة هدم قبور أئمّة البقيع وما جرى ويجري عليها، ولفتح نافذةٍ تتيح لكلّ شخص الاطّلاع على هذه البقعة المقدّسة من أيّ مكانٍ في العالم، وقد أُجري العملُ على تطويره وتحديثه إضافةً الى ترجمته ورفعه باللغة الإنكليزيّة، ويضمّ الكثير من الأبواب الثقافيّة والخدميّة التي تسلّط الضوء على حياة الأئمّة الأربعة (عليهم السلام) فيه (المجتبى -السجّاد - الباقر -الصادق)، وفاجعة هدم القبور وتاريخ ووصف بقيع الغرقد والصحابة المدفونين في البقيع، إضافةً إلى الزيارة بالإنابة ومكتبةٍ صوريّة ومرئيّة.