الى

المكتبة النسويّة: التحدّي في زمن الأزمة والاستمرار بالإنجاز

يشهد العالم بأسره تطوّراتٍ متسارعة من جرّاء الجائحة العالميّة (covide-19)، وتدارك تحدّياتها يتطلّب تكثيف الجهود بأطروحاتٍ واقعيّة وعمليّة للتكيّف معها بعيدًا عن الأطر التنظيريّة البعيدة عن الواقع، وهذا ما اعتمدته المكتبةُ النسويّة من استراتيجيّات ثقافيّة وخطوات تدريجيّة للتعاطي مع جائحة كورونا، التي جاءت متوافقةً معها منذ الأيّام الأولى لها مرورًا بأيّام الحجر الصحّي الوقائيّ.

(إدارة المعرفة):

اعتمدت (التضامن المجتمعيّ ضمانة وطنيّة لحمايته) بوصفه برنامجاً لسلسلة من الفعّاليات والأنشطة الثقافيّة التوعويّة، المنسجمة مع واقع ما يشهده الفرد ويحتاجه في التصدّي للأزمة، فـ(المواطن المسؤول الأوّل عن الحفاظ على الأمن الصحّي الوطنيّ من مرض كورونا covid-19)، وقد جاء عنوانًا لندوةٍ صحيّة أقامتها المكتبة بالتعاون مع شعبة الطبابة في مستشفى الكفيل التخصّصي وخليّة الأزمة، لتوعية ثلاثين فردًا من الملاكات العاملة في المكتبة وإحاطتها بالفايروس وطرق انتقاله، وبالتدابير الوقائيّة الخاصّة للحماية منه تمهيدًا لجعلهنّ مشاركاتٍ أساسيّات في عمليّات التوعية المستقبليّة الخاصّة بالمجتمع في الجولة الأولى من معركة التصدّي للأزمة.

(الانتقال من الأزمة إلى الفرصة):

لم تحدّ استثنائيّة المرحلة من إدراك المكتبة لمسؤوليّتها في نهضة المجتمع ومناقشة قضاياه وإشكاليّاته، فمع ما شهدته البلاد من حظر وحجر منزليّ لمنع تفشّي الجائحة، كان لابدّ من عدّ آراء المختصّين أساسيّات تحيط بالأزمة من كلّ الجوانب، فاتّجهت إلى الأنترنت بوصفه وسيلةً للاتصال والتفاعل، ونافذةً تقدّم من خلالها عددًا من الندوات الحواريّة الافتراضيّة عبر موقعها على الفيس بوك.

(الإلمام بجوانب الأزمة هو الطريق الأقصر لتجاوزها):

استندت في أولى ندواتها الإلكترونيّة إلى (التضامن الاجتماعيّ صمّام الأمان للوطن في وقت المحن) بوصفه بُعداً اجتماعيّاً للأزمة، وتمّت متابعتها من قِبل (161) متابِعًا ومتابِعة، ونوقشت فيها محاور تضمّنت التعريف بفايروس كورونا، وتحديد من هو المسؤول عن حفظ السلامة بعد الله سبحانه وتعالى، هل هو المواطن أم وزارة الصحّة العراقية، وما التدابير الصحّية المتّخذة من قِبل العتبة العبّاسية للوقاية من جائحة كورونا، وقد شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا، وعلى صعيد البُعْد العقائديّ والروحانيّ كانت لها ندوة ثقافيّة افتراضيّة ثانية موسومة بـ(العقيدة المهدويّة ودورها في تشكيل وبناء التوازن العصريّ في عصر الغيبة)، أدارت الجانب العلميّ منها الأستاذ المساعد (الدكتورة أزهار زاير جاسم) مسؤولةُ الشؤون العلميّة في كليّة الآداب في الجامعة المستنصريّة، وفي الجانب التربويّ الأستاذة (مروى الفضلي) مسؤولةُ شعبة الإرشاد والتوجيه التربويّ في كلّية الطبّ في جامعة العميد، ولم تغفل أهميّة الدور الإعلاميّ في الأزمة، فتحت شعار: (الإعلام وبناء الوعي المجتمعيّ خلال الأزمات) أقامت المكتبة ندوتها الإلكترونيّة الثالثة التي تضمّنت المحاور الآتية:



  • دور الإعلام في تشكيل اتّجاهات الرأي العام خلال أزمة كورونا.
  • إعلام العتبات المقدّسة حضورٌ مسؤول وتوعيةٌ صحيّة ونفسيّة واجتماعيّة خلال أزمة كورونا.
  • الوعي المجتمعيّ في التعاطي مع الأزمة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ.


(بوّابة العبور إلى المستقبل):

لفكّ عزلة القرّاء والباحثين عن الكتب ومصادر البحوث، في أثناء تعليق المكتبات أعمالها أيّام الحجر الصحّي إلى ما بعد الانتهاء من الوباء، فتحت المكتبة نافذةً إلكترونيّة لتزويد الباحثين والقرّاء بالمصادر والكتب بصيغة (pdf) الإلكترونيّة عن طريق آليّات التواصل الإلكترونيّة، عبر الإيميل الخاصّ بالمكتبة ورقم الموبايل الحاوي على خدمات الواتساب والتليگرام.

(أدوات التنمية المستدامة):

كذلك قامت المكتبة بإعداد عددٍ من الأفلام التوعويّة بالجائحة، وإنتاجها بالتعاون مع دائرة صحّة كربلاء المقدّسة/ خليّة الأزمة، لتدقيق المادة العلميّة التي تحتويها، واعتمدت في بعضها على الأطفال بوصفهم قيمةً اجتماعيّة وإعلاميّة مهمّة تنطلق منها في التوعية المجتمعيّة، إضافةً إلى إعداد عددٍ من البوستات للغرض نفسه وتصميمها، وقد تمّ عرضها عبر موقع المكتبة على شبكة الكفيل وصفحتها في الفيس بوك.

(بأيادي الإبداع أجيالُنا تبني الوطن):

الحجر المنزليّ زمنٌ ثمين بادرت المكتبة الى استثماره عن طريق مسابقة (مواهب الإبداع)، لتطوير القابليّات والمهارات الإبداعيّة والأدبيّة النسويّة في صنوف الفنون المختلفة، كصناعة الأفلام وكتابة المقالات في ضمن مساحاتٍ علميّة هادفة، وفي ضمن مقالاتٍ متنوّعة عن الجائحة نُشرت إلكترونيًا كان ملفّ الأزمة العالميّة.

(حاجات الحاضر تزيح غبار الزمن عن أصالة علوم التراث):

كما كان هناك بحثٌ عن الجائحة من منظورٍ تاريخيّ إسلاميّ مستمدّ من تراث أهل البيت(سلام الله عليهم)، في كيفيّة التعامل مع الأمراض والأوبئة مستنداً في معلوماته إلى نسخةٍ مصوّرة لمخطوطةٍ قيّمة في مركز تصوير المخطوطات وفهرستها في العتبة العبّاسية المقدّسة، تعود للسيّد مهدي بحرالعلوم (١٢١٢ هجرية) بعنوان: (رسالة في حكم الطاعون والوباء).

ومع اشتداد إرهاصات واقع الأزمة كانت المكتبة جسراً لردم الهوّة، حاضرة من حواضر الوعي ونواة العراق النابضة بالمعرفة.
تعليقات القراء
لايوجد تعليقات لعرضها
إضافة تعليق
الإسم:
الدولة:
البريد الإلكتروني:
إضافة تعليق ..: